فتحت الأرض فمها وأبتلعتنا.. ببساطة.. لقمة صغيرة لاكتها للحظات، ثم.. yummo... صاحت وقالت... هل كانت أجسادنا بذات quot;الطزاجةquot; حينها!! هل كنا بنكهات القرفة والزنجبيل!!


كنت آخر من ابتلعتهم الأرض، فهل كنت أنا طبق الحلويات المغطى بالكريمة وبالفانيليا الكوبية الفاخرة!! هل كنت هشة من الداخل!! لذيذة!!.. ماذا عن quot;ماريو قوميزquot; العجوز الستيني!! هل كان مقرمشاً أكثر!! اتساءل ماذا لو اصاب الأرض وقتها عسر الهضم!! كنا 34 لقمة!! هل احتست بعدنا شراب quot;اينوquot; الفوّار!! هل تجشأت بعدها بصوت مقيت!!
اوه!! كم هي نهمة وقتها!! مؤكد أنها ابتلعت حكاياتنا قبل أجسادنا.. على الأقل لمدة 69 يوماً قبل أن تلفظنا... بقرف!! تماً كعلكة ذاب طعم السكاكر فيها!!

في كل مرة استعيد فيها صوت ضربات قلبي وتنفسي المرتبك.. الرطوبة خانقة... جداً.. لا اريد أن استمع لصوت quot;جيمي سانشيزquot; بعد اليوم!! ليس لأنك الأصغر سناً ليحق لك الصراخ كيفما اتفق!! اذهب بسنواتك التسعة عشر للجحيم!!! ولكن نحن في الجحيم فعلاً!! اذاً لتتعفن كجرذ نافق!!

لم تبدأ اجسادنا بالتحلل بعد! رغم عفونة أنفاس quot;جورج اورلاناquot;!! لم تتيبس العضلات بعد.. شكراً quot;لأديسونquot; كنت اسير برفقته عشرة كيلومترات في اليوم.. في ممرات النمل الضيقة.. الطويلة.. هنا.. تحت الدنيا!!

يا لتعاسة quot;ماريوquot; وquot;فلورنسيوquot;!! لم يعملا في المناجم قط!! هم هنا فقط من أجل فيلم وثائقي غبي قد يؤمن لهم فرصة عمل لدى البي بي سي اللندنية!! يا صديقاي.. لتفرحوا اذاً.. شفاه مذيعات الأخبار في أرجاء الدنيا تتناقل أخبار.. ـــنا... الهلع في عيونهن يقاوم طبقات ماسكرا لانكوم المكثفة للرموش، فتنساب دمعات... قليلات... فقط!!.. quot;استديري نحو الكاميرا الجانبيةquot;!!... يصيح في اذنها المخرج.. اعزائي المشاهدين تابعونا على رأس الساعة.. مع أخبار كل ساعة..........ثم،، تلملم الورق و... إبتسامة... غبية!!

اششششش... هدووووء... فـ quot;زاموراquot; يكتب أشعارا.. هذا الثلاثيني المتخشب.. هدوءه، مزعج.. جداً... تعابير الامتنان لديه، دوماً حاضرة!!! هييييييه أنت... ليس لأن quot; يوني quot; أعطاك دثاراً كبيراً، يجعلك تشعر بالدفء وبأن الدنيا... اقصد الجحيم.. بنقاء جناح اليمام الأبيض!! هو فقط يمارس الطبابة... فيك!!... يتسلى!!

quot;فيكتور روجسquot; يسجل يومياته!! ماذا يكتب!! هل دوّن عني كم كنت نزقة!! كم كنت واجمة!! هل همس لأوراقة كم كنت اهتم لتصفيفة شعري المتناثر،، هل ذكر أن درجات الأزرق التي احبها، باتت رمادية ببطء.. هل ذكر فيها أنني بت أقرب إلى عين تراقب فقط... تختزن المشاهد والصور!! هل كتب عن وحدتي بينهم وكم كنت اتمنى لو أن الأخبار ذكرتني ولو مجرد رقماً،، عقيماً!! إلى هذا الحد اصبحت منسية!! إلى هذا الحد عبثت تقارير الأخبار وسجلات العمال وازالتني،، محتني من كل ما يشير إلى وجودي بينهم!!.... هل ستلتهمني كبسولة الانقاذ quot;فينكسquot; مثلهم، أم سأبقى اتمرغ في سخونة الحجر الرمادي!! وحدي! هل ستتابع اقمار quot;ناساquot; تحركاتي تحت الأرض!! هل ستبدو لهم من الفضاء وكأني ارقص الباليه!!

مؤكد أن quot; فيكتورquot; سيدون حوارات quot;كلاوديوquot; وquot;فرانكلينquot; عن كرة القدم!!... لااااا ليس مجدداً... أسم لاعب اسبانيا quot;دافيد فياquot; يظهر على quot;سطحquot; الحديث من جديد.. كفى انتما... فنحن في زمن quot;الوقت الضائعquot; من الكارثة!


لا تنسى ان تذكر في يومياتك ان quot;ارييلquot; قد رزق بصبية جميلة... هناااك في الأعلى... اسمها quot; ايسبيرانزا quot;... اسمها أمل!!
اذكر أيضا في يومياتك أن quot;راؤولquot; قد فقد منزله في زلزال تشيلي الماضي.. وزحف للمنجم ليلتصق أكثر بالأرض... ولكن اخطى التقدير، فقد كان التصاقه بها أكثر من اللازم!!
هل يعلم quot;اليكس فيغاquot; أن والده - طبيب الطواريء - قد غير أسمه حتى يكون ضمن فريق الانقاذ!! اللعنة!! ليأتي من يشاء... ولينقذونا فقط أو ليخرسوا للأبد!!! اكتب يا quot;فيكتورquot; أنني غاضبة الآن... أكتب كم أنا على وشك الانفجار!! اكتب انني لا اريد ان يتعفن جسدي هنا!! لا اريد أن اكون معكم... اراكم تولدون من جديد واحداً بعد الآخر.. تلفظكم الأرض كـ حوت بائس.. تجدكم بلا طعم مثل أيامكم المنسية.. هناااك، عند فوهة النور.. يستقبلكم الرئيس ويعزفون لكم الـ quot;ثوناتا التشيليةquot;..
quot;طب وأنا!! وش راح يصير لي!! quot;.

*كاتبة سعودية
[email protected]