أطرح هذا السؤال على أصحاب الشعارات الحالمة بالوحدة الوطنية، والتعايش، وترديد مقولة: ان المسيحيين هم أصل العراق وسكانه التاريخيين ويجب ان يظلوا متمسكين بالعيش والبقاء داخل وطنهم الذي يذبحهم كل يوم، ولاأدري كيف سيحافظ المسيحي الأعزل المسكين على حياته وممتلكاته اذا كان المسلم يقتل المسلم بوحشية بواسطة المفخخات والأحزمة الناسفة والذبح بالسكين؟!
في العراق اعترف بعض القتلة انهم كانوا يقتلون مقابل مبلغ 50 دولارا فقط، وبعض القتلة يقتل أخيه المسلم مجانا من دون أجور، بل هو يدفع حياته في عملية انتحارية كي يدخل الجنة بدماء الأطفال النساء... فهل يستطيع أحد من العباقرة الذين يتغنون بالوحدة الوطنية أن يجيبنا كيف سيعيش المسيحي المسالم وسط هذه الغابة من الوحوش؟
بوسفني الحديث بهذا الشكل عن وطني العراق، ولكنها قسوة محب متوجع يشتعل بنار الغضب من اجل وطنه، ويشعر باليأس من المستقبل بعد ان تفشت جرثومة المحاصصة الطائفية والقومية، وتدخلت إيران وتركيا والدول العربية والقاعدة لتدمير العراق وقتل ابنائه!
في بلدي لاأحد يفلت من القتل، حتى الحكومة لاتستطيع حماية نفسها، فهي تتحصن في مخابيء منعزلة وترتجف من الذعر، ومن الظلم الطلب بكلمات انشائية بائسة من المسيحيين الصمود والبقاء والأنتحار الجماعي في سبيل شعارات لاقيمة لها تتحدث عن اصل المسيحيين وقدمهم التاريخي وسومر وبابل وآشور... الى آخر كلمات المجاملة التي لاتقدم أية ضمانة لحمايتهم من القتل.
فالحكومة العراقية عاجزة عن حماية نفسها وشعبها، والأجهزة الأمنية من السهولة شراؤها بالمال، ولاأستعبد ان تسلسل المجرمين الى كنيسة النجاة بتلك السهولة قد تم نتيجة دفع رشوة مالية لقوات الشرطة المسؤولة عن حماية المنطقة، وتذكروا ان في العراق كل شيء أصبح للبيع حتى أرواح البشر.
من المؤسف جداعدم وجودضمانات حكومية أو دولية لغاية الآن تتكفل بحماية حياة المسيحيين في العراق، والسؤال: هل يتصرف المسيحيون بعناد ويقرروا البقاء في العراق وينتحروا جماعيا، وماهي فائدة البقاء، وماذا يقدم لهم الوطن الذي لايعترف بهم، فالمسحيي مهما يمتلك من النزاهة والوطنية والذكاء سوف لن ينتخب في يوم ما محافظا في مدينة بغداد أو الموصل أو البصرة، ولن يصبح رئيسا للجامعة، ولن يُعامل وفق مبدأ المواطنة والمساواة، وسيظل يشعر أنه مواطن من الدرجة العاشرة، وان العراق وثرواته وحكومته وصناعة القرار فيه حكر على المسلم فقط، فلماذا أذن يتمسك المسيحي بهذا الوطن الذي لايحترم أنسانيته وحقوق المواطنة؟
ان أفضل الحلول العملية لأنقاذ المسيحيين من الإبادة الجماعية برأيي هي أولا:غلق الكنائس لفترة موقته ومنع تواجد الناس فيها وتجنيبهم أن يكونوا أهدافاً للإرهابيين، ثانيا: القيام بحملة دولية لترحيلهم ونقلهم الى دول أروبا وامريكا وكندا واستراليا واسكانهم هناك في هذه الدول التي تحترم كرامتهم وآدميتهم وتتعامل معهم كبشر لهم حق الحياة والمساواة.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات