قامت منظمه واحة السلام اليهوديه في لندن يوم الخميس 27 مايو بندوة حوار بين 6 من المحامين الدوليين حضرها أغلبية من يهود بريطانيا.. السؤال كان.. هل تقوم بريطانيا بالقبض على مشبوهي جرائم حرب ضد الإنسانيه ومحاكمتهم.. أم لا؟؟
قام كل ثلاثه من هؤلاء المحامين بالدفاع عن وجهة نظره المؤيده أو الرافضه من كل جوانب القانون الدولي. وبعد مشاركة العديد من الحضور بتعليقات متباينه جاءت النتيجه بأغلبية ساحقه بنعم يجب على بريطانيا محاكمة مجرمي الحرب من أية دوله..
المهم في ذلك أن واحدا من المحامين الذي كانوا ضد الفكره.. غيّر من وجهة نظره وانضم إلى المؤيدين خلال عملية التصويت..

علمية الجنون الإسرائيلي على سفينة الحريه..والتي أكدت إصابة الحكومة الإسرائيليه بمرض العظمه والثقه المفرطه بالنفس بحيث أصبحت لا تأبه لأي من القوانين الدوليه أو الأخلاقيه كنتيجة لمرض الخوف الدائم على النفس والذي لا تنفك الحكومه الإسرائيليه من القيام بتذكير مواطنيها به وإبتداع الجرائم للتأكيد لهم بأنهم عرضة للخطر الدائم كما في عمليتها الأخيره.. برغم علمها بإختلاف الظروف الدوليه عما كانت عليه وسط القرن الماضي الذي شهد تعرض اليهود لمحرقة الإبادة الجماعيه..

هذه العملية برغم المأساة التي تعرض لها ركاب سفينة الحريه وفقد أرواح البعض منهم أعادت إلى الصدارة تساؤل المجتمع الدولي لكيفية التعامل مع هذه الدوله المريضه.. ولكنها أيضا أكدت ضرورة كبح جماح الدولة الإسرائيليه.. ردود الفعل الدوليه خاصة الأوروبيه المدنيه منها قد تستطيع إجبار الحكومات الأوروبيه والمجتمع الدولي على ضروروة إعادة النظر في طرقها الماضيه التي اثبتت فشلها الذريع في التعامل مع إسرائيل.. وأنه آن الأوان لمعاملة إسرائيل كدوله انتهكت القانون الدولي الذي أعطاها الشرعية الدوليه..

كل هذا جيد.. ولكن المحافظة على إنجاحه وإستثماره بأقصى ما يمكن لكسب تأييد أكبر من المجتمع الدولي ليس فقط لفك الحصار على غزة.. وهو مطلب تم تحقيقه الآن بدون قيد أو شرط حين فتحت مصر معبر رفح إلى إشعار آخر.... وليس لتضييع الوقت في تشكيل لجان قضائيه لمحاكمة المجرمين الإسرائيليين... بل مخاطبة المجتمع الدولي وحثه على إجبار إسرائيل بالإمتثال للقوانين الدوليه الصادرة من مجلس الأمن الدولي على مدى الأربعون عاما السابقه والتي تنادي بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لكل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.. والعمل بقراري مجلس الأمن 242 و 338..
هذا المطلب الموحد لا يمكن أن ينال مصداقية بدون المصالحة الفلسطينيه.. ولن يستطيع الحفاظ على الدعم والتضامن الدولي بدون التوقف الكامل لحماس عن إطلاق أية خرطوشه من أراضي غزة... فلا صواريخ.. ولا قنابل بشريه...
المقاومه الوحيده التي ستسطيع كسر شوكة الحكومة الإسرائيليه التي تّدعي الدفاع عن النفس.. بينما تنزل جنودها المدججين بالسلاح على سفينة الحريه.. هي المقاومة اللا عنفيه.. رفض الإحتلال.. ورفض بضائعه. وتخجيل يهود العالم.. فقط لا غير..

وقوف الحكومه التركيه مع الحقوق الفلسطينيه أمر يستحق الإعجاب.. وستستمرتركيا في جهودها الدوليه ولكن هذا الدعم يجب أن يساند من بقية الدول العربيه بموقف واحد وموحد ضد مخطط الهيمنة الإسرائيليه على المنطقه..وضد الظلم الذي تمارسه ضد الفلسطينيين وعدم الإعتراف بحقوقهم المشروعه..
قبل ما يقارب الثلاث سنوات.. قامت إحدى المؤسسات الأوروبيه بعمل إستفتاء حول من هي الدوله التي تهدد السلام العالمي.. وكانت الإجابه بأن إسرائيل هي الدوله التي تهدد السلم والأمن العالميين.. والتي اكدتها الحكومة الإسرائيليه بغزوها غزه.. وبعملية القرصنه المجنونه..
ولكن إسرائيل لن تنمحي من الوجود.. تحجيمها هو المطلوب الآن خوفا على اليهود سواء داخل إسرائيل أم خارجها.... وهو ما لن يستطيع القيام به إلا يهود أميركا وأوروبا ويهود العالم أجمع.. وهو ما يحصل الان بين يهود بريطانيا الذين صوتوا على القرار.. ومن يدري فربما سيأتي يوم نرى فيه محاكمة نتنياهو.. وباراك الذي خطط لعملية الجنون الإسرائيلي..

باحثه وناشطه في حقوق الإنسان