ردود الفعل الرافضة لعمل المرأة السعودية كمحاسبة (كاشير) في السوبر ماركت،هي ردود فعل طبيعية يفترض توقع حدوثها مع أي تغيير، وصراخ المنتديات يشبه صراخ مظاهرات كثيرة تعبرعن اعتراضها لكنها لا تؤثركثيرا على أرض الواقع طالما أن هناك تصميم على المضي في الطريق وكل تغير وكل جديدعبرتاريخنا واجه أشكالا مختلفة ومتفاوتة من الرفض،فيفترض ألا نستغرب هذا الرفض بل نستغرب غيابه ومن المهم استيعابه وتجاوزه.

وعمل المرأة السعودية في السوبرماركت هو حدث جديد، ولا بد أن يأخذ حظه من الجدال والمناقشة والرفض وفتاوى التحريم، رغم أن المرأة موجودة في العيادات ومكاتب الاستقبال والتمريض وقبل ذلك كله موجودة ومن زمان في (البسطات ) ولم يعترض أحد يوما على جلوسها على الأرصفة وبيعها للبيوز والعلوك والحنة الديرم،ولم ينظرإليها أحد على أنها داعية تحررومحرضة اختلاط.

ما لفت نظري في الصورالتي نشرت للكاشيرات السعوديات هو لبس النقاب وكأنهن في حالة دفاع عن النفس بينما نجد المشتريات أو الزبونات اللواتي يظهرن في نفس الصوركاشفات للوجه، بل ذهب البعض إلى التأكيد على أنها ستحبس داخل حاجززجاجي لإسكات الألسنة المعارضة؟!؟

كثيرا ما نتحدث عن التنمية وتمكين المرأة وهذا لا يتحقق بالتوظيف، وإنما بخلق فرص عمل جديدة للمرأة، وإتاحة المجال للمرأة للعمل ككاشيرة أو في شركة أو في مطار هو أكثرأهمية من عملها كوزيرة حيث المجال في مجلس الوزراء محدود بخلاف فتح المجال للمراة للعمل الشريف في الوظائف المتوسطة، وتوسيع مجالات عملها كما نشاهد في الدول الخليجية المجاورة القريبة من عاداتنا وتقاليدنا لكنها تجاوزتنا في هذا المجال بمراحل.

[email protected]
reemalsaleh.blogspot.com