دموع وألام وعيون لم تجف منها الدموع، من حزن إلي حزن ومن وهم إلي هم، لقد عجنتنا السياسة، ومشاكلها وصهرتنا في بوتقتها، وبالرغم من الآلام أدمناها فأصبحت كالسيجارة التي تؤذينا صحيا وتقصر في أعمارنا ولكننا لا نستطيع الإقلاع عنها، فلا نستطيع التوقف عن متابعة الأخبار بل واللهث وراء الأخبار، بالرغم من أنها قد تحرمنا من النوع أو تفقدنا شهيتنا للطعام فنقضي الليل بدون نوم وبدون طعام.

ولكن بالرغم من أحزاننا المتكررة والتي كان أخرها حادث تفجير كنيسة القديسين ذلك الحادث الجبان الذي نؤمن أنه لن يكون الأخير بل أستطيع أن أقول أن القادم أسوأ بكثير وستثبت الأيام للأسف صدق كلامي، لن نهدأ من أجل الهدوء فالذي يجري في عروقنا دماء حامية وليست ماء، ولكننا سنثور ونصرخ ونوصل صوت المظلومين والمقهورين لكل العالم. وفي نفس الوقت سنفكر للمستقبل فالوضع خطير، ولو سارت الأمور كما تسير عليه الآن فسيكون مصير الأقباط هو مصير مسيحي العراق في فترة عقد أو عقدين من الزمن، لذا فنحن مطالبين بعمل سياسي ضخم يساعد في حقن دماء شعبنا ويوفر لهم الأمن والأمان والسلام في بلدنا وبلد أجدادنا.

وعندما نتكلم عن العمل السياسي القبطي علينا أن ندرس المعطيات السياسية وبحكمة وبدون انفعال حتي نستطيع أن نصل لنتائج إيجابية، فألف باء العمل السياسي القبطي تقول أنه لا يوجد عمل قبطي سياسي أو اجتماعي أو حتى ثقافي يمكن نجاحه بدون موافقة الكنيسة أو علي الأقل عدم معارضتها، ونحن نضع لبنات عملنا علينا أن ندرك أن العمل السياسي عمل تراكمي ولا يمكن حل قضية عمرها أربعة عشر قرن في بضعة سنين، ولذلك فعلينا أن لا نعارض الكنيسة ونتنازل عن خمسين في المائة من أهدافنا ونهدأ من نبرة خطابنا وأن نجحنا في تحقيق أل (50%) من أهدافنا يكون جيلنا قد حقق نجاحا عظيما ونترك باقي الأهداف للأجيال القادمة التي ستأتي بفكر أخر وبظروف أخري ومعطيات بالتأكيد ستكون أفضل من الآن، وسنكون نحن قد مهدنا لهم الطرق التي يسيرون عليها.

الشئ الثاني أن لا عمل سياسي من غير جماهير ولا دعم مادي فلابد أن تلتف الجماهير حول العمل وإلا سيصير لا فائدة منه مثله مثل غيره، والحمد لله لدينا مؤسسة الأهرام الجديد التي نالت حب بل وارتباط الجماهير بها، وعدم معارضة الكنيسة لها في نفس الوقت، وهذا لم يحدث في تاريخ العمل السياسي القبطي وجماهير الأهرام تستطيع توفير الدعم المادي للثقة الكبيرة في قيادة الجريدة.

الأحلام الكبيرة في العمل السياسي قد تكون سبب فشلة فالأفضل أن تبدأ صغيرا مع مجموعة متفاهمة ومتناسقة ثم تنجح وتبدأ في ضم آخرين لك وتنتقل من منطقة صغيرة لأكثر ثم للدولة ثم تتجه بعد ذلك لدول أخري فعلينا أن نبدأ من تورنتو كما فعلنا مع الأهرام الجديد الذي يغطي كل كندا اليوم.

لقد تعبنا من سياسية رد الفعل آن الآوان أن يكون لنا إستراتيجية لمواجهة الأزمات ونكون مستعدين، وأن يكون عملنا متواصل، وأن عملنا السياسي لابد أن يشمل الدفاع عن أقباط الداخل وتفعيل الدور السياسي لأقباط كندا الآن والخارج بصفة عامة في مراحل قادمة. فسنعمل علي أن يكون لنا عضو في البرلمان الكندي فعددنا ربع مليون قبطي ولا يوجد بيننا عضو واحد، ونكاد نكون الجالية الوحيدة الغير ممثلة في البرلمان الفيدرالي الكندي بالرغم من وفرة الكفاءات في جاليتنا.

لذلك ندعوكم للانضمام إلينا من أجل تكوين أول نواة حقيقية للعمل السياسي القبطي تنطلق من تورنتو لتغطي كل كندا بعد ذلك ثم العالم كله، تابعونا وسنقوم بنشر تفاصيل أكثر في الأيام القادمة واذكرونا في صلواتكم من اجل إنجاح الفكرة وأن نخرج بها لحيز التنفيذ الفعلي.