quot;يا شباب مصر الأحباء إننا نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا، ونسمع في أنين جرحاكم أنين جرحانا، ونشهد فى صمودكم فى الساحات صمود الأبطال المقاومين فى لبنان وفلسطين فى مواجهة كل الحروب والتهديدات والأخطار، ياأخواننا وأخواتنا ياشباب مصر الغالى من بعيد من بيروت ماذا يمكن أن نقول لكم، الله أننى ألهف أن أكون معكم لأقدم دمى و روحى كأنى معكم فى ميدان التحرير، وأنا واحد من هؤلاء المحتشدين يشهد الأهداف الشريفة والنبيلة...quot;
هذا كان خطاب حسن نصر الله المتلفز لثوار مصر فى ميدان التحرير يوم 7 فبراير 2011 من مخبأه فى الضاحية الجنوبية وفجأة وبدون سابق إنذار صرح نفس حسن نصر الله أيضا من مخبأه فى الضاحية الجنوبية بأن غالبية السوريون يؤيدون الأسد

تصوير أ.ف.ب
ففى خطاب حديث له حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الشعبين المصري والتونسي من laquo;المحاولات الأمريكية والإسرائيليةraquo; لـlaquo;مصادرةraquo; ثورتيهما، وقال إن حزب الله laquo;يدعم القيادة السوريةraquo; وطالب السوريين بـlaquo;منح قيادتهم الوقت لتنفيذ الإصلاحات المطلوبةraquo;.
وعن موقف حزب الله من الثورة السورية، قال laquo;نصر اللهraquo; إن موقف الحزب في هذه القضية ينطلق من مجموعة عناصر، من بينها أن حزب الله laquo;يمتلك تقديراً كبيراًraquo; لسوريا قيادة وشعباً وجيشاً، وأن سوريا ساعدت بقوة في منع تقسيم لبنان، والحفاظ على وحدته، ووقف الحرب الأهلية، وأنها ساندت لبنان ومقاومته فكان تحرير كافة المناطق اللبنانية المحتلة ماعدا مزارع شبعا، وكفر شوبا.
وأشار laquo;نصر اللهraquo; أن القيادة السورية laquo;مقتنعةraquo; مع شعبها بـlaquo;ضرورة الإصلاحraquo; ومحاربة الفساد، وقال: أنا أعتقد أن الرئيس الأسد laquo;مؤيد للإصلاح، وجاد في ذلك، ومستعد للذهاب لخطوات إصلاحية كبيرة جداً، ولكن بالتأني والمسؤوليةraquo;، وأضاف laquo;نصر اللهraquo;: laquo;كل المعطيات حتى الآن مازالت تؤكد أن الأغلبية من الشعب السوري تؤيد الرئيس الأسد، وتؤيد خطوات الإصلاحraquo;، ورأى أن إسقاط النظام في سوريا laquo;مصلحة أمريكية وإسرائيليةraquo;.
وأنا أهدي إلى السيد حسن نصر الله تسجيلين فيديو، الأول جزء من quot;عنزة ولو طارتquot; اضغط هنا
والثانى فيلم تسجيلي عن الأحداث فى سوريا لقناة BBCاضغط هنا
ولعل السيد حسن نصر الله بعد مشاهدة هذين التسجيلين يغير رأيه، وحتى إن لم يغير رأيه، فهو قد كشف كل أوراقه، وسقطت عنه آخر ورقة توت، وكشف أنه سياسي وبراجماتى من الطراز الأول، فلما كانت مصلحة إيران فى إسقاط حسنى مبارك خطب فى شباب مصر من quot;مخبأهquot; قائلا :quot; الله أننى ألهف أن أكون معكم لأقدم دمى و روحى كأنى معكم فى ميدان التحريرquot; طيب وإيه منعك من الذهاب إلى ميدان التحرير لتقديم دمك وروحك، أنا عارف إن ميدان التحرير بعيد بعض الشئ وهناك إحتمال أن يضايقوك فى مطار القاهرة، وإذا كان ولا بد من الشهادة والتضحية بالدم والروح، فعندها يصبح quot;الجار أولى بالشفعةquot; المسافة من مخبأك فى الضاحية الجنوبية إلى درعا داخل سوريا لن تستغرق أكثر من ساعتين بالسيارة اللاندروفر، وأنا واثق أنك لو ذهبت إلى درعا فسوف يكتب لك الإستشهاد مع الشهداء السوريين، وذلك حتى يتحقق ما قلته لشباب مصر :quot; نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا، ونسمع في أنين جرحاكم أنين جرحانا، ونشهد فى صمودكم فى الساحات صمود الأبطال المقاومين فى لبنان وفلسطين...quot;
ولكن يبدو أن الكلام سهل من المخبأ، وأن الذى فلق دماغنا ب quot;إزدواجية المعاييرquot; عند الغرب لا يدرك معنى الكلمة، ولكن الموضوع أكبر من هذا، إذا أردت أن تبحث عن سبب تأييد حسن نصر الله لنظام الأسد، ربما لأن دافعى مرتبات جيش حزب الله يرغبون فى بقاء نظام الأسد، ولو تأخر وصول تلك المرتبات شهرا واحدا من طهران، فربما سنرى قوات حزب الله تنضم إلى ثوار درعا وحمص وحماة!!
ورب ضارة نافعة، فقد كانت محنة الشعب السورى أمام النظام الذى لا يتورع عن فعل أى شي ليبقى فى الحكم، فهى بالنسبه له حياه أو موت، كشفت هذه المحنة حقيقة حسن نصر الله وإيران، وارجو أن تكون قد كشفت حقيقة الذين يستغلون الدين للعب بعقول الناس سياسيا حتى أنهم أطلقوا على حزبهم quot;حزب اللهquot; فهل يعنى هذا أن الذى لا ينضم إلى حزب الله سوف يدخل النار، ولكن ماذا نقول عندما يضحك على الشعوب المسكينة بعض المشايح باللحى الطويلة والعمائم السوداء والبيضاء والحمراء، وهم فى النهاية يلعبونها سياسة محضة بكل قذارتها وكل إنتهازيتها وكل إزدواج معاييرها.
فمتى تستيقظ تلك الشعوب المسكينة وتعرف حقيقة من يلعبون بعقولهم تحت راية الدين، وتحت راية quot;حزب اللهquot; أو quot;الإسلام هو الحلquot;؟؟
[email protected]