شاهدت فيديو نشرته وزارة الدفاع الأمريكية لبن لا دن ملتحفا ببطانية وعلى راسه كوفية وممسكا بيده بالريموت كنترول يشاهد نفسه فى قناة الجزيرة (الراعى الرسمى لتنظيم القاعدة)، وإن فاتك هذا الفيديو فإضغط على هذا الرابط:اضغط هنا
ومالفت نظرى فى هذا الفيديو وجعل بن لا دن يصعب علىٌ:
أولا: واضح أن بن لادن لم يكن يختبئ فى أحد كهوف تورا بورا كما إعتقد الجميع ولكنه مسكين كان يسكن فى الخمس سنوات الأخيرة فى هذا البيت الكبير والذى يعتبر قصرا بالمقاييس الباكستانية.
ثانيا: البيت الكبير لا يوجد به أى تدفئة مركزية، بدليا أن بن لادن يلتحف ببطانية والكوفية لحمايته من البرد.
ثالثا: لا يوجد لدى بن لادن (وهو إبن واحدة من أغنى العائلات السعودية) تليفزيون بلازما، ولكن يوجد لديه تليفزيون 20 بوصة من أيام الجنيه الجبس!
رابعا: يبدو أن بن لا دن قد باع فرش المنزل لكى يصرف منه على الجهاد من أجل إعلاء كلمة الحق، لذلك تجده يجلس أرضا،والتليفزيون اعلى بكثير من مستواه، وهذا قد يسبب ألما كبيرا للرقبة.
خامسا: يبدو أن لا يوجد كهربائى محترف فى تنظيم القاعدة وهذا يتضح من كمية الأسلاك الكهربائية المبعثرة حول جهاز التليفزيون المسكين.
سادسا: من الواضح أن بن لا دن لم يكن لديه أى خدم أو حشم، بدليل كمية الأتربة الواضحة على المكتب المتواضع الذى وضع عليه التليفزيون، ولست أدرى ما الذى تفعله زوجاته الثلاث لترك الأتربة تتراكم بهذا الشكل فوق المكتب.
سابعا: هل لاحظتم الرف اسفل يسار التليفزيون يوجد عليه ما يشبه quot;طاولةquot; (لعبة النرد)، ولست ادرى كيف يتسنى لقائد تنظيم القاعدة أن يلعب طاولة وينسى الجهاد، وهذا دليل على أن الجهاد كان يسبب له الأرق الأمر الذى إضطره (يمكن بناء على نصائح الأطباء أن يحاول أن يلعب عشرة طاولة من وقت لآخر لكى يخفف عن نفسه بعض أعباء الجهاد).
ثامنا: يبدو بن لادن فى هذا الفيديو كطفل صغير فرحان بمشاهدة نفسه فى التليفزيون، وهذا يشير إلى أن (الطفل) بن لادن قد عاش طفولة معذبة وإفتقد بالذات حنان الأب الذى كان لديه أكثر من خمسين ولد وبنت، وقولوا لى بربكم كيف يتسنى لبن لا دن الأب أن يوزع حنانه وإهتمامه على هذا الجيش من الأولاد والبنات.
...
وهناك اسباب أخرى جعلت بن لا دن يصعب علىٌ:
أولا: أنا أتأثر لوفاة أى شخص (حتى لو كان بن لادن)، وخاصة إذا مات وهو يواجه قوة أقوى منه بكثير، وبعض الناس العاطفيين يقولون كيف يقتل الأمريكان المفتريين واحد أعزل من السلاح، ونسوا أو تناسوا أن هذا الشخص الأعزل (الغلبان) قد قتل الآلاف من المدنيين (الغير مسلحين) والذين لم يعرفوا لماذا قتلوا، على الأقل بن لادن عرف على الفور مصيره عندما رأى الجنود الأمريكان يدخلون غرفته للإنتقام، وكانت معه أصغر زوجاته (أمل)، وهو يعرف جيدا هذا لأنه أحد محترفى الإنتقام، ومن عاش بالسيف يموت بالسيف فى أغلب الأحيان.
ثانيا: هذا هو الشخص المطلوب رقم واحد على قائمة المباحث الفيدرالية الأمريكية ومدفوع 25 مليون دولار على رأسه (حيا أوميتا) يعيش منبوذا مسكينا بعيدا عن رجاله الذين يقاتلون حقا فى جبال أفغانستان وباكستان، ومحروما حتى من أبسط الإحتياجات الأولية للإنسان فى القرن الواحد والعشرين، فلم يكن لديه تليفون موبايل أو غير موبايل حتى، وتصوروا لم يكن لديه إنترنت ولا حساب على الفيس بوك،ولا حتى على تويتر، تخيلوا لو بن لا دن كان لديه حساب تويتر لكن أتباعه بالملايين.
ثالثا: تخيلوا هذا الإنسان المسكين الذى بلغ منتصف الخمسينات من العمر يعيش مع زوجاته الثلاث، وتخيلته كيف يستطيع أن يعدل بينهن، وبن لادن (هذا المسكين) تزوج خمس مرات: زوجته الأولى (خديجة شريف) وهى تكبره سنا بسبع سنوات وتم طلاقهما، ثم زوجته (نجوى غانم) وهى قريبة له ومنفصلين حاليا، أما زوجاته الثلاث اللاتى عشن معه فى البيت الكبير بباكستان فهن: (خيرية صابر)، (سهام صابر ndash; يبدو أنها قريبة لخيرية) وزوجته الصغرى والتى تصغره بأكثر من ربع قرن (أمل الصداح). تخيلوا الضغط النفسى الواقع عليه وهو يحاول أن يتناوب النوم مع كل واحده من زوجاته ليلة أو ليلتين (حسب الجدول) ومدى تأثير هذا على صحته، ناهيك عن النكد الأزلى الذى يمكن أن تسببه زوجة واحدة، فما بالك بثلاث زوجات!
رابعا: من الواضح أن بن لادن كان لا يؤمن بتحديد النسل فقد ترك وراءه 20 إبنا وبنتا، ومنهم من تبرأ منه مثل إبنه عمر بن لادن الذى تزوج من إنجليزية ويعيش حاليا فى بريطانيا، تخيل شعورك عندما يتبرأ منك إبنك.
...
على العموم حسابه عند ربه والذى سوف يحاسبه عن أعماله، وإن كان هناك إحتفال مبرر بمقتل بن لادن فى أمريكا وخاصة فى مدينة نيويورك ولدى أسر ضحايا جريمة 11 سبتمبر وغيرها من جرائم بن لادن وتنظيمه، إلا أننى لم أفهم تماما الحزن والمناحة التى كانت موجودة فى بعض أقطار العالم الإسلامى، هل أصبح بن لادن هو القائد والزعيم والمثل الأعلى؟؟ هل قتل الأبرياء اصبح بطولة فى نظر العديد من المسلمين، وأنا أعتقد أن نوبات الحزن والمناحة التى إجتاحت بعض المسلمين والعرب كانت ليس حزنا على بن لا دن بقدر ماكانت حزنا على نجاح أمريكا لأن أى فشل لأمريكا يقابل فى العالم الإسلامى بفرحة غامرة فى معظم الأحيان وبالعكس فإن أى نجاح لأمريكا يعتبر محزنة.
...
كنت فى زيارة مؤخرا للقاهرة ووجدت قريبى العزيز يهاجم أمريكا هجوما غير طبيعى وكانت كراهيته لأمريكا غير مسبوقة بالنسبة لى، وفى نهاية هجومه أخرج من شنطة صغيرة شيئا يريه لى بفخر وهو يقول:
- إيه رأيك فى الآى باد 2 ده من شركة آبل، لسه واصل طازة من أمريكا!
[email protected]