أقول لشباب ثورة 25 يناير الذين لم يعاصروا quot;الإستاذquot; هيكل أو عبد الناصر: يجب أن تقرأوا تاريخهما ويجب أن تقرأوا تاريخ الدكتاتورية فى العالم كله، فعلى سبيل المثال الكاتب quot;الأوحدquot; هيكل بالنسبة لعبد عبد الناصر كان بمثابة الدكتور جوزيف جوبلز (وزير الدعاية الألمانى) بالنسبة لهتلر، ولكن جوبلز وهتلر كان عندهما نخوة وكبرياء ودم فقاما بالإنتحار فى أعقاب الهزيمة مباشرة، ولكن هيكل وعبد الناصر لم يفعلا ذلك، بل تمسكا بالسلطة حتى موعد عزرائيل لعبد الناصر والله يطيل لنا فى عمر quot;الإستاذquot;. وبدلا من ذلك كتب لرئيسه عبد الناصرخطاب quot;التنحىquot; المشهور (وليس الإستقالة)، ثم كانت تمثيلية 9 amp; 10 يونيو والتى شرعنت ليس فقط تمسك عبد الناصر بكرسى الحكم، ولكن جنبته أية إحتمالات لمحاكمة سياسية له ولسدنة حكمه بسبب هزيمة يونيو المروعة.
واليوم يجئ هيكل ويقول لشباب ثورة 25 يناير أنها أول ثورة لم تعرف كيف تتصرف مع رئيس النظام الذى خلعته؟؟؟ يعنى ماذا يريد هيكل أكثر من هذا ألا يكفى أن مبارك وزوجته وأولاده إما فى السجن أو رهن الإعتقال لحين تقديمها للمحاكمة، ويريد هيكل عمل محاكمة ثورية سياسية لمبارك، يعنى بصراحة عاوز يخلص على الراجل (إعدام يعنى)، ومبارك لم يورط مصر فى حروب خاسرة أو مغامرات خاسرة خسرت مصر فيها آلاف الشهداء وخمس أراضيها والقدس وغزة والضفة الغربية والجولان بالإضافة إلى خسارة معدات جيشها وكل إحتياطياتها من الذهب والعملات الحرة،وبعد أن كانت مصر فى بداية حكم عبد الناصر تصرف على العرب، فإنه فى نهاية حكمه وافق العرب فى مؤتمر الخرطوم على إعطاء معونات لمصر لأول مرة فى تاريخها، يعنى بصراحة خلانا نشحت.
وإذا كنا نتكلم عن المحاكمات السياسية فلماذا لا نبدأ quot;بالإستاذquot; هيكل وبرئيسه ولماذا لا نقرأ المحاكمات السياسية لعهد عبد الناصرفى كتابات كتاب مصر العظام مثل كتاب quot;عودة الوعىquot; لتوفيق الحكيم، وكتاب quot;أمام العرشquot; لنجيب محفوظ وكتاب quot;عبد الناصر المفترى عليه والمفترى عليناquot; لأنيس منصور وهناك عشرات الكتب التى حاكمت عبد الناصر سياسيا، وحكمت عليه بأنه هو السبب فيما تعانيه مصر اليوم، والحقيقة أن تلك المحاكمات السياسية كانت بمثابة حكما بالإعدام على عهد عبد الناصر.
...
وquot;الإستاذquot; بعد أن أفرغ حقده على السادات (بطل الحرب والسلام) فى كتابه quot;خريف الغضبquot;، يريد أن يفرغ حقده على حسنى مبارك، فيقول:quot;أن الضربة الجوية الأولى كانت كذبةquot;، ولا ينافسها كذبا فى هذا فى رأئى سوى كذبة هيكل نفسه:quot;بأن عبد الناصر له الفضل الأول فى نصر أكتوبرquot; ويبدو أن عبد الناصر كان يخطط ويقود حرب أكتوبر من قبره. ولست أدرى ما الذى فعله له مبارك، فقد كان quot;هيكلquot; يؤلف التاريخ على هواه فى قناة الجزيرة فى برنامج خاص به وكان يهاجم نظام مبارك داخل وخارج مصر ليل نهار، ولم يوقفه أحد فى المطار لكى يحقق معه، ولم يمنعه أحد من السفر كما كان يفعل رئيسه مع المعارضين، ولم يوضع أولاده تحت الحراسة كما كان يفعل رئيسه مع المعارضين، ولم يعتقل ويعذب ويتخرب بيته كما كان يفعل رئيسه مع المعارضين، بل على العكس، إزدهرت أحواله وأحوال أبنائه، فها هو إبنه أحمد محمد حسنين هيكل أصبح من كبار الأثرياء فى مصر فى عهد مبارك، وأما أخوه حسن محمد حسنين هيكل فهو يشغل منصب الرئيس التنفيذى لشركة هيرميس المالية والتى كان جمال مبارك يملك %18 من أسهمها.
وقد صرح السيد / أحمد محمد حسنين هيكل فى تصريح للسيدة / لميس الحديدى بتاريخ 7 سيتمبر عام 2009 بأن:quot; إنتقادات والدى للنظام لن تؤثر على إستثماراتناquot;!! وقال أيضا:quot;أنه يسثمر أمواله فى البلاد العربية وأن هذا يعزز من مفهوم القومية العربيةquot; ونعم الإشتراكية وقومية الأثرياء!! يعنى أحمد محمد حسنين هيكل يعترف بأن نظام مبارك لم يمس أعماله بالرغم من أن والده ينتقد هذا النظام!!

وأنا أعرف أن هناك بلاغات كثيرة قد قدمت إلى النائب العام تتهم السيد / أحمد محمد حسنين هيكل بالإثراء الغير مشروع وإلى آخر تلك الإتهامات اللى نازلة زى الرز فى مصر الآن، ولكنه قد تم إخلاء سبيله بعكس جمال مبارك والذى مازال فى السجن فى إنتظار محاكمته.
وفى شهر أبريل الماضى أصدر النائب العام قرارا بأدراج أسماء كل من عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق وأحمد محمدحسنين هيكل رئيس مجلس أدارة شركة القلعة للأستثمارات المالية بشأن تسهيلات من الأول للثاني للأستيلاء علي المال العام، من خصخصة شركات القطاع العام وبيعها بثمن بخس منها شركة أسمنت بورتلاند حلوان وتحقيق منافع من ورائها تفوق ثمنها الأصلي.
وفى السياق نفسه قال طلعت السادات فى إبريل الماضى لبرنامج القاهره:quot;ان احمد حسنين هيكل اخذ 1000 مليون جنيه عموله فى مصنع اسمنت وهو صاحب 10 شقق فى فيلل الفورسيزون والشقه وصل ثمنها الى 35 مليون جنيه لذلك قدمت ضده بلاغ فى الكسب غير المشروعquot;
(يعنى بصراحة يا quot;إستاذquot; هيكل إللى بيته من زجاج ما فيش داعى يرمى طوب على الناس)
....
ومن المعروف عن quot;الأستاذquot;هيكل هو تمكنه الفائق من اللغة العربية، وهذا نصيب معظم جيله الذين تعلموا quot;صحquot; فى عهد quot;الملكية البائدquot; ولم يتعلموا quot;نص نصquot; فى عهد الحتمية الثورية الإشتراكية، وهو صاحب عبارت من نوع: quot;قوة الإرادة وإرادة القوةquot;، quot;وإنتقال مركز الثقل من بلاد الثورة إلى بلاد الثروةquot;، quot;ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوةquot;، quot;لا صوت يعلو فوق صوت المعركةquot;، ووظيفة وزير الدعاية الأول هو إطلاق الشعارات التى يستمر ترديدها حتى يحفظها الناس عن ظهر قلب ويرددونها حتى إذا لم يفقهوا معناها، وأيضا له موهبة رائعة فى إطلاق مسميات quot;دلعquot; على الحوادث الكبيرة مما يخفف من وقعها، مثلما أطلق أسم quot;النكسةquot; على أكبر هزيمة شهدتها مصر فى تاريخها فى عام 1967، وأطلق أسم quot;التنحىquot; على quot;الإستقالةquot;، واليوم يتحفنا quot;الإستاذquot; بواحده من ألاعيبه اللغوية، فقد قال:quot;أن ثورة 25 يناير قد نجحت ولكن لم يتحقق لها الفوزquot; ياعالم حد يفهمنى الفرق بين النجاح والفوز، ولكن ما يهدف له quot;الإستاذquot; هو أن الفوز لن يتحقق إلا بالقضاء على مبارك وعائلته
...
وأرسل لى صديق بأن هيكل سوف يعود للكتابة فى الأهرام من جديد، وقال لى بالحرف الواحد:quot;إن كان كاتب النكسات سيكتب من جديد فى الأهرام، ربنا يستر، مصر مش مستحملة أى نكسة أخرىquot;

المهم ربنا يستر على مصر عندما تطل عليها مرة أخرى أشخاص لا تحركهم سوى أحقادهم ورغبتهم فى الإنتقام بل ويسير البعض وراء رؤوس الهزيمة والتى ربما تتحالف مع رؤوس الإرهاب التى خرجت من السجون لخراب مصر مرة أخرى بعد أن خربوها أول مرة، ومرة أخرى ربنا يستر ولا نضطر إلى الترحم على أيام مبارك!
[email protected]