الإقتناع بالتطبيقات العملية للبراسايكولوجيا بحاجة الى الإيمان بهذا الحقل من العلوم النفسية الذي يتعلق بإنتقال المشاعر والأفكار بصورة لاسلكية بين البشر الذين تربطهم مشاعر الحب أو الكراهية أو التواصل اليومي بشأن مواضيع معينة من شؤون الحياة. ومساحة تطبيقات الباراسايكولوجيا تشمل تأثير الفكر في المادة أيضا وإستشفاف والتنبؤ بالمستقبل.

ووفق قوانين الباراسايكولوجيا فإن معظم أفكارنا ومشاعرنا وتقييماتنا للآخرين.. هي ليست أصيلة نابعة من داخلنا، بل مزروعة فينا دون علمنا بها، فما يفكر ويشعر به الأشخاص الذين نلتقي بهم ينتقل الينا بصورة خفية ويتسلل الى عقولنا وقلوبنا، ونعتقد اننا نفكر ونقرر بشكل مستقل، بينما في الحقيقة ليس جميع تصوراتنا ووجهات نظرنا هي تعبير أصيل عن ذواتنا.

دعونا نقدم مثالا يوضح هذا الكلام:


موظف يريد مقابلة مديره لطلب إجازة، وأثناء دخوله تدور في ذهنه فكرة ان المدير سيرفض طلبه لانه لايحظى بعلاقة طيبة معه، واثناء المقابلة ستنتقل هذه الفكرة باراسايكولوجيا الى رأس المدير ويعتقد انها فكرته وقناعاته الشخصية حول الموظف وسيرفض طلبه.


أي المعادلة تكون هكذا:


الموظف:

أنا موظف لاأستحق هذه الإجازة وغير محبوب من المدير.


المدير:

يستلم هذه الفكرة براسايكولوجيا، وتتحول هكذا: هذا الموظف لايستحق الإجازة وهو شخص كريه.


هذا المثال البسيط يوضح خطورة تعرض البشر للتلاعب بمشاعرهم وعقلوهم دون علمهم. وكيفية الإستفادة من البراساكولوجيا لرسم صورة مقنعة لنا تبدأ بالثقة في أنفسنا أولا ثم تنعكس هذه الثقة على المحيط الذي نتعامل معه. فكل واحد منا يبث الى الآخرين مشاعر وأفكار حول نفسه، وأنا هنا لاأتحدث عن علم الفراسة وملامح الوجه وحركات الجسد، وانما أتكلم عن صدور نشرة يومية من الأفكار التي تدور في دواخلنا دون علمنا يلتقطها من يشاهدنا ويحتك بنا وتشكل جزءا من إنطباعته وتقييماته لنا.


والسؤال: كيف نفصل بين مانستلمه باراسايكولوجيا من الآخرين، وبين أفكارنا الأصيلة النابعة من دواخلنا؟


الجواب ليس سهلا، وقد يتطلب هذا الفصل خبرة بالأشخاص الذين نتعامل معهم، وخبرة بطبيعة نمط تفكيرنا ومشاعرنا، وغالبا ماتكون الأفكار الباراسايكولوجية القادمة الينا باردة وجامدة تفتقر للحرارة، بينما الأفكار الحقيقية الصادرة عنا تتصف بالحرارة ونتفاعل معها بقوة وإندماج.


[email protected]