إنه محور النظامين السوري والإيراني، الممارسين لسياسة الحديد والنار تجاه الشعب، وسياسات التدخل في شؤون المنطقة؛ نظامان لهما تاريخ quot;حافلquot; بجرائم القتل والتصفيات، ما بين موجات الإعدامات في إيران ومجازر حماة والسجون في سوريا. نظامان متحالفان على تدمير أمن المنطقة والتدخل في شؤونها، وقد استباحا لبنان، وإيران تهيمن على العراق ولها مليشيات مسلحة وركائز على كل صعيد. والطرفان يستخدمان حزب الله وحماس لنشر الفوضى وتنفيذ عمليات الإرهاب.

إن مقالنا السابق كان مكرسا للدور الإيراني، وهو دور يشترك فيه النظام السوري، ومن ذلك أن هذا المحور يلعب الدور الأول في عرقلة مساعي الحل السلمي العادل للقضية الفلسطينية، خاطفا القضية لاستغلالها في مناوراته وحساباته السياسية، وهو مما يستغله غلاة المتطرفين اليمينيين في إسرائيل. وسوريا وإيران تعملان كل ما في وسعهما لمنع قيام وفاق فلسطيني- فلسطيني على أساس القبول بالعمل السلمي والمبادئ الديمقراطية بعد أن أحالت حماس غزة لدويلة طالبانية متشددة، وتقوم بعمليات رعناء ضد إسرائيل لا تخدم غير غلاتها المتطرفين، وغير سياسة الاستيطان.

لقد حلت عدالة التاريخ بأنظمة بن علي ومبارك، واليوم بالقذافي، في حين لا يزال نظام الفقيه يتغطرس ويعمل على استغلال التطورات العربية لصالحه، مستثمرا حسابات الغرب لعدم التصعيد معه لأسباب واعتبارات شتى، وخصوصا فيما يخص الموقف الأميركي. ولم تؤد الأحداث الثورية العربية بعد إلى تسخين الشارع الإيراني بينما يواصل النظام عمليات القمع والمطاردة والتدخل في شؤون الآخرين.

أما النظام السوري، فها هي أحداث درعا والمجازر المروعة التي يقترفها ودك الجامع بالمدفعية، بدايات لعلها تتطور لتنتقل للمدن الكبرى، وتحاصر نظام الأسد القمعي الفاسد. إن هذا النظام يحاول اللعب بالورقة الإسرائيلية ضمن ألاعيبه المعروفة، زاعما أن إسرائيل هي من وراء ما يحدث من مظاهرات شعبية في درعا. ونعرف أن أكثر المناطق المحاددة لإسرائيل هدوءا هي الجولان، وأن النظام السوري لا يسمح بإطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل من تلك الحدود. وقد أحسن الأستاذ طارق الحميد حين علق على هذه المزاعم السورية بقوله:

quot;لابد أن نتذكر، ونتعلم، أن خبز المواطن وكرامته اليوم ليس شتيمة إسرائيل صباح مساء، فتلك هي وجبة المثقف المؤدلج. أما المواطن العادي، من السعودية إلى الجزائر مرورا بدمشق ، فكل ما يريده هو العيش بكرامة، ويكون قادرا على سداد فواتير حياته من هاتفه الجوال إلى خبزه، وتعليم أبنائه، هكذا بكل بساطة ومهما ادعى المترفون ثقافيا. ولذا فلا جدوى من أن تصف دمشق المتظاهرين بأنهم على صلة بإسرائيل، وغيره من الأمور، والنصيحة الذهبية لدمشق للتعامل مع يوم غد الجمعة هي: لا تقتل.. لا تطلق النارquot; - [ نقطة ضوء: كان النظام السوري قد فبرك قصة مليون رسالة أرسلت للمواطنين، معظمها من إسرائيل، تحث على استخدام المساجد السورية للتخريب!!!!!! والنظام السوري أستاذ في الفبركات.]

إن نهج اختراع المتآمرين واستخدام ورقة إسرائيل لا يمكنهما أن يطمسا واقع الظلم الواقع بالشعب السوري، عربا وكردا وأقليات، وواقع أن النظام الشمولي في دمشق، كحال حليفه الإيراني، نظام قد حكم عليه التاريخ عاجلا أو آجلا. وإن كانت هناك من ضرورة وواجب دوليين عاجلين، فهما في التعامل مع نظامي سوريا وإيران بحزم وتصميم، لأنهما أكثر خطورة حتى من نظام القذافي، فمشكلة الأخير هي مع شعبه المستباح، بينما مشكلة المحور الإيراني- السوري، هي، عدا استباحة الشعبين، نشر التخريب والفوضى في المنطقة وخارجها، والسعي الإيراني لامتلاك السلاح النووي. وفي كل يوم خبر عن إرسال إيران أسلحة لسوريا بالطائرات والسفن.

إن المنطقة لن تهدأ ما دام أخطبوط المحور السوري- الإيراني قادرا على العبث في المنطقة وتهديد شعوبها، مع استمرار ممارسة سياسة القمع الدموي والاستهتار في الداخل.
إن عملية القدس الإرهابية، وقبلها نحر عائلة إسرائيلية بأطفال ثلاثة، هما في رأينا، محاولة إيرانية ndash; سورية خطرة لصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية للبلدين، ولتأجيج المنطقة وإشعالها، وصرف الجماهير العربية عن نضالها من أجل العدل والخبز والحرية.