بصراحة ليس بعدها صراحة فإن أنياب الثعابين الإيرانية السامة قد بدأت تلمع تحت ضوء شمس الخليج العربي الحارقة و أضحى السم الأصفر الذي يقطر منها واضحا للعيان وكل من لا يحسن قراءة المشهد الإقليمي الستراتيجي بصورة سليمة فإنه سيحصد نتائج مروعة تعيد إلى الأذهان كل سيناريوهات الرعب و التدمير الخرافية التي مرت بها المنطقة طيلة العقود الثلاث الماضيات، الإيرانيون اليوم على المستويات الفقهية و السياسية و الأمنية باتوا يمعنون و يجاهرون بإطلاق تصريحات عدوانية فجة تعبر عن نفوس مريضة وهي تصريحات ساقطة تستهدف دول الخليج العربي و بألأخص المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات و مملكة البحرين دون أن ننسى الحالة الإفعوانية الإيرانية مع الكويت و التي وصلت لحد إختراق الجسم الأمني و العسكري دون الحديث عن اللوبي الإيراني الخطير المتمركز في السياسة و الإقتصاد و تلك قضية أخرى، فتهديدات الملا الإيراني أحمد خاتمي الوضيعة و المبتذلة تعبر حقيقة عن الرأي الرسمي الإيراني العدواني تجاه دول الخليج العربي مجتمعة كمنظومة و ليس كدول منفردة فقط و التهديد الإيراني الضمني و الصريح الموجه ضد المملكة العربية السعودية بشأن عملية درع الخليج في مملكة البحرين ومقارنة ذلك بحالة الإحتلال العراقي للكويت هي مسألة تعدت كل الحدود المقبولة، فالإيرانيون يعلمون علم اليقين بأن شعوب الخليج العربي يعيشون حالة واحدة ولا يوجد بينهم أي تنافر أو عداء ولا صحة إطلاقا لأي عملية مقارنة بين إحتلال فاشي بعثي إلغائي إقصائي للدولة الكويتية وتشريد شعبها و بين ماقامت به السعودية ومنظومة التعاون الخليجي في حفظ الأمن و السلام ألأهلي في البحرين وحقن الدماء و إبعاد شبح تحويل البحرين لجمهورية إسلامية وفقا لمقاييس الولي الإيراني الفقيه تكون ملحقا صغيرا للدولة الإيرانية وهو ما يذكرنا بما يسمى ( يوم النداء ) الذي زحفت فيه الجيوش العراقية لتحتل الكويت في ليل بهيم تحت ذريعة ( نداء ) الثوار الإنقلابيين الوهميين!

النظام الإيراني يلعب لعبة قديمة و مستهلكة وفاقدة للصلاحية و المنطق السليم، فلولا التدخل السريع و الحاسم لقوات درع الجزيرة لوصلت الدماء للركاب في البحرين و لفرحت عمائم الشيطان و لأستغلتها فرصة تاريخية للتدخل و لفرضت سيناريوهات رهيبة و مؤلمة، لقد كانت المؤامرة في البحرين شيطانية وخبيثة وخططت بليل بهيم كالح الظلمة وظهرت عناصر ورؤوس فتنة خبيثة أطلت بقرونها و عيونها و مارست تدجيلا وصراخا وعويلا، وكانت كل السيناريوهات و الأدوار مرتبة ومنسقة و موزعة بدقة و أردوا من الكويت للأسف أن تكون حصان طروادة في ذلك المشروع الجهنمي في إستغلال بشع لحريتها و تسامحها لدرجة أن بعض الفنانين المحسوبين على الكويت شاركوا في تظاهرات دوار مجلس التعاون و قدموا صورة طائفية متحيزة لا تليق بهم ولا بالرسالة السامية للفن و أثبتوا ولائهم الواضح للنظام الإيراني و ينطبق هذا التوصيف حتى على أولئك السياسيين و البرلمانيين الذين وقفوا نفس الموقف وقدموا نفس الأداء للأسف.

المؤامرة كبيرة و اكبر من كل ماهو متصور فسقوط البحرين لاسمح الله في شراك الذئاب الإيرانية معناه النهاية الحتمية لإستقلال و لعروبة دول الخليج العربي و لأشياء كثيرة و نجاح مطلق و حاسم للمشروع الصفوي الذي حرك خلاياه و قواه و إرتباطاته و أنصاره و عملائه و أحزابه بشكل سافر و جلي لم يتخفى خلاله بقناع التقية و لم يحاول ستر المكشوف بل تصرف بعنجهية و بإسترخاء تكتيكي مثير للريبة و التأمل و ما زال بعد فشل المشروع الجهنمي يطلق التهديدات و يمارس قلة الأدب و يفعل نشاط خلاياه التجسسية و إمكاناته المادية الهائلة و شبكة علاقاته السياسية و البرلمانية، لاحل نهائي لمواجهة أهل ذلك المشروع إلا بالطريقة و باللغة التي يفهمها وهي لغة ( اللنجات المضادة ) أي نزع الجنسية الخليجية العربية عن كل من يثبت ولائه الخارجي و عن كل النافخين في مشروع الفتنة و الذين تضخمت كروشهم و أوداجهم من خيرات الخليج العربي بيما هم يظهرون الولاء و الطاعة لمن يتربص بالخليج و أهله من أهل المشروع الصفوي التدميري، فلتفعل سياسة اللنجات و ليعد اولئك لقواعدهم و منطلقاتهم الفكرية و الولائية و ليتركوا الخليج العربي لأهله العرب الأحرار و ليعبشوا في جنة الولي الفقيه المتربص و المكتوف الأيادي أمام الصهاينة و المبرز لأنيابه و مخالبه السامة على عرب الخليج و اهل المنطقة، لا مساومة في الملف الأمني و لا حرية لمن يؤيد الإستعباد و يعمل على تدمير الأوطان و يمول الفتنة و ينفخ في نيرانها الشيطانية... جربوا هذا الحل السحري و سترون النتائج العجيبة، عبيد الطغيان لا يستحقون الإحترام و لا التقدير بل أن جل ما يستحقونه هو العودة لجذورهم.. لينفث أولئك سمومهم في بلاد فارس فذلك أفضل لهم و أجدى!

وتلك هي المسألة..

[email protected]