تسببت الأفكار النازية في وقوع أكبر الحروب وأعنفها في التاريخ العالمي الحديث، وبعد الحرب العالمية الثانية شرع العالم في التخلص من الفكر النازي وتقليصه ومحاربته بكل الطرق والوسائل، الأمر الذي أدي لانحسار تأثير الفكر النازي والسيطرة شبه التامة عليه في أوربا، ولكن ها هو الفكر النازي يعود مرة أخري في منطقة الشرق الأوسط، مع اختلاف المكان والزمان، واختلاف في التكوين الأيدلوجي للفكر.

فبعد نجاح ثورة الشباب في التخلص من حكم مبارك، سيطرت القوات المسلحة علي مقاليد الحكم في مصر، وبالرغم من أننا لا نشك في حب القوات المسلحة وإخلاصها للوطن لكن نعترف بعدم دراية رجالها بالمجتمع المدني الدراية الكافية، ونقص خبرتها أو قل انعدام الخبرة في التعامل مع مشكلات المجتمع، ورغبة منها في عدم التصادم بالشعب واتخاذها مبدأ quot; الطبطبةquot; علي المعتدين، وجد النازين الجدد فرصتهم في الظهور في المجتمع المصري، وأصبحت مصر أرض خصبة لنمو التيار السلفي المتشدد وأفكاره النازية العنصرية بدون رادع.

بدأ السلفيون أو النازيون الجدد عملهم بالضغط علي المجلس العسكري من أجل عودة ثلاثة ألاف quot; إرهابيquot; من الشيشان وباكستان وأفغانستان لمصر، ونجحوا في مسعاهم، بالرغم من أن هؤلاء جميعا هاربون من أحكام ومن قضايا كانت متداولة أمام المحاكم العسكرية، مما ينفي عنها صفة الإنتهاء بالتقادم!!! فكيف سمح لهم بالعودة بدون محاكمتهم في هذه التهم والقضايا؟؟؟ الأمر الذي يعد كسرا للقانون ومعه انكسرت هيبة الدولة!

إستفحل الفكر النازي السلفي في مشكلة كنيسة أطفيح، فبعد أن قاموا بمهاجمة الكنيسة وهدمها نهارا جهارا،كان كل ما فعلته معهم السلطة الحاكمة هوالمهادنة وإرسال قادتهم من اجل التفاوض معهم، وفقدت السلطة العسكرية هيبتها، بعد أن ضحت بالقانون وبعدم محاكمة الجناة!! وإرضاءً للأقباط قامت بإعادة بناء الكنيسة، ساعتها حذرنا من أن بناء الكنيسة بهذه الطريقة ليس انجازا ولا حلا، فُبنيت الكنيسة وهُدمت الدولة وقانونها!!، وبعدها قاد السلفيون مظاهرات ضد محافظ قنا ونجحوا في كسر هيبة الدولة مرة اخري بل وقام السلفيون بتخريب خط السكة الحديد وقطع الطرق ولم تستخدم القوة ضدهم، بالرغم ان القوات المسلحة ذاتها استخدمت القوة ضد الأقباط عندما تظاهروا وقطعوا الطريق الدائري في المقطم!!! ثم أخيرا وليس أخرا موقعة إمبابة.

المصيبة أنه باسم الحرية والديمقراطية تُركت الحرية للفكر السلفي يعبث بالمجتمع المصري، في حين أن أوربا مصدرة الحرية والديمقراطية للعالم تضرب بيد من حديد علي الفكر النازي!!!

ونحن نطالب بمحاربة الفكر السلفي ليس من اجل الأقباط بل من اجل مصر كلها، فهذا الفكر لن يقف عند حدود محاربة الأقباط فقط، لكنه يعتبر الأقباط هو عدوهم الأول ولكنه ليس الأخير ولوعدنا لثمانينات القرن الماضي لوجدنا ان الفكر السلفي بدأ أولا بالحرب ضد الأقباط ثم ما لبث أن توجهت ضرباته ضد المجتمع كله مسلمين ومسيحيين، حتى الأخوان المسلمين الذين يعتقدون انهم اكبر المستفيدين من الظهور السلفي، سيكونون أول الخاسرين وقد رأيت بأم عيني دماء الإخوان تسيل في الجامعات المصرية علي يد السلفيين، واليوم يبكي الأقباط من هجوم السلفيين عليهم وغدا ستبكي مصر كلها منهم، وقد يتمزق الوطن وقد ينشغل في حروب داخلية طاحنة قد تتعرض سيادته علي أراضية للخطر من جهة، ومن جهة أخري قد تؤدي لتقسيم الوطن وتفتيت وحدة أراضية.

أننا نحذر المجلس العسكري من ذلك الخطر القادم علي الوطن ونحمل المجلس العسكري مسئولية حماية الوطن من الفكر السلفي النازي، ونطالبه بالقضاء عليه ومحاربته ومعاملتهم كأعداء للوطن وتقديمهم لمحاكم عادلة بتهمة تهديد الأمن القومي لمصر وإثارة الفتنة وإثارة أعمال الشغب.

أن مصر هي اغلي ما نملك والوطن أمانة في أعناقنا جميعا والحفاظ عليه هو مسؤوليتنا جميعا كمصريين بغض النظر عن أي انتماءات أخري ومن هذا المنطلق أدعو جميع المصريين قوات مسلحة وشعب أقباط ومسلمين، بدو ونوبيين شمال وجنوب، بالتلاحم معا لمحاربة هذا الفكر وتطهير أرض مصر منه، كما فعلنا في نهاية القرن الماضي واستطعنا دحض هذا الفكر وهزيمته ونحن قادرين علي تكرار ما فعلناه مرة أخري، أما النظر علي الصراع الدائر حاليا علي انه صراع مسيحي مسلم فهو المصيبة بعينها، فالصراع سلفي مصري، بدأ بالهجوم علي المسيحيين وغدا سيهاجمك أنت.