تمخضت جماهيرية العقيد العالمية العظمى فولدت بعوضة!. وشبل الأسد في سوريا إستأسد على شعبه وأدار فوهات دباباته من الجولان المحتل الى درعا وبانياس وحمص، وكأنها أحتلت من قبل الصهاينة فيسوق لها قواته لتحريرها!.. أما حفيد أبرهة فيريدها أبدية،ولا يتوانى من إثارة النعرات القبلية بدفعه لبعض القبائل لمقاتلة أخرى، وكأنه لم يشبع من السلطة ومن حكم اليمنين طوال أكثر من ثلاثين سنة!..

هؤلاء الأصنام يذكرونني بصدام حسين قائد الأمة العربية وبطل التحرير القومي الذي إختار النزول الى جحر الفئران بدلا من تحرير بلده من قوات الغزو الأمريكي، وهو الذي هدد بإحراق نصف إسرائيل، لكنه أحرق أخيرا بلده تاركا اياه للمحتلين الأمريكان..

زعيم ليبيا يلاحق شعبه زنقة زنقة، دار دار، وكأنه يحارب الإمبريالية العالمية نيابة عن الشعوب المحرومة، فلا يرتدع بما جنت يداه على شعبه وهو الجالس على بحر من النفط ويعاني شعبه من الجوع،، حتى أشهر السلاح بوجهه وهو ملك ملوك أفريقيا وإمبراطور العالم الأخضر!.

أسد سوريا لم يشبع من سلطته الممتدة الى أيام أبيه الذي طال أكثر من أربعين سنة، فيريدها وراثة لإبنه وأحفاد وكأن ليس في الدنيا حزبا أفضل من حزب البعث، ولا قائدا أجدر منه لقيادة الشعب، فلا يتحرج من إدارة ظهره الى أرضه المحتلة، فيوجه رصاصاته وقذائف دباباته الى صدورأبناء شعبه العزل..

علي عبدالله صالح تلميذ دكتاتور العراق يتحدى الملايين من شعبه الداعين الى رحيله، فيوغل فيهم قتلا كأنه خليفة الله على الأرض وأن اليمن لا يسعد إلا به، ويحاول أن يدفع بأبناء شعبه الى الحرب الأهلية بإخراجه الموالين له الى الشوارع يوميا بمواجهة معارضيه!

بالأمس كان هؤلاء يزهون كالطاووس على عروشهم فلا يلتفتون الى دموع الآباء والأمهات العراقيين وأبنائهم يذبحون بشوارع بغداد والموصل وكركوك وديالى على أيدي إرهابيين مصنعين في ليبيا واليمن وسوريا، واليوم يبكون دما لتدخل من يسمونهم بالارهابيين من تنظيم القاعدة الذين يتوهم هؤلاء الحكام أنهم يتسللون الى التظاهرات ويقاتلونهم الى جانب الشعب الثائر في بلدانهم. ولو صدقوا في ذلك فإن كيدهم قد رد الى نحورهم. فكم من مرة صرخنا وبكينا لتصدير المئات من الإرهابيين والإنتحاريين من تنظيم القاعدة من شتى البلدان العربية من طريق سوريا الى العراق. وكم ناشدناهم باسم الاخوة والإنسانية أن يكفوا أيديهم عن إيذاء العراق فلا يستجيبون بل كانوا يرتشفون كؤوس الفرح كلما سقط المئات من العراقيين مضرجين بدمائهم في شوارع البلاد، واليوم إنقلبت الآية عليهم فباتوا يتجرعون من نفس الكأس المر الذي أذاقوه للعراقيين.

اليوم وبعد أن خرجت شعوبهم الى الشوارع هاتفين بسقوطهم ما الذي يدفع هؤلاء الحكام الى أن يستميتوا في التمسك بالسلطة وهم غير مرحبين بهم من شعوبهم، بل وهناك من يضرب صورهم بالنعال ومنهم من يشهر السلاح بوجوههم، فلماذا يفرضون أنفسهم على شعوبهم بقوة الدبابات والمدرعات؟..متى تتفتح عقولهم وعيونهم عن رؤية الواقع المرير الذي تعيشه شعوبهم تحت سلطانهم، ومتى يعرفون بأن عصر الدكتاتوريات قد ولى للأبد وأن فجر الحرية قد بزغ، ومتى يفهمون أنه بمجرد نقرة على موقع الفايس بوك يستطيع أي شاب في البلد أن يحشد الآلاف في شوارع المدن، وأن التغيير لم يعد يحتاج الى إحتلال الإذاعة وتلاوة البيان رقم واحد.

أليس عارا على هؤلاء الذين يزينون أكتافهم بالرتب الرفيعة وصدورهم بنياشين الشجاعة وهم لم يطلقوا طلقة واحدة بحياتهم إلا مؤخرا ولمن، لصدور أبناء شعبهم؟!. هؤلاء لا يعرفون بأنهم يخوضون حربا خاسرة، فلا شيء يستطيع بعد الان أن يقف بوجه إرادة الشعب إذا أراد التغيير، ومصير مبارك ليس خافيا عنهم، فهو لم يطلق نارا على شعبه ولكنه سيودع السجن لفساد سلطته، فكيف بحال هؤلاء الذين وجهوا رصاص بنادقهم الى صدور شعبهم، ألا يرتدعون بمصير دكتاتور العراق وكيف لف حبل المشنقة حول عنقه،ولم يسلم معه حتى أعوانه الذين تساقطت رؤوسهم واحدا بعد آخر، فما الذي يختلف حتى لا يلاقي هؤلاء وأعوانهم نفس المصير إذا لم يتداركوا أحوالهم.

العالم لم يعد يسكت عن قتل المدنيين أو قمع المتظاهرين، وهذه حقيقة يعرفها جميع حكام المنطقة، ولابد أن يأتي يوم وتعقد فيه المحاكم الدولية بجرائم الحرب لتحاسبهم هذا إذا لم يتخلص منهم شعبهم بالداخل، وبين حكم الشعب العادل، وحكم المجتمع الدولي ليس هناك طريق سوى إذعان العاقل منهم الى رغبة الشعب والخروج من السلطة ولو بنصف كرامته وهو الرابح، فلا خيار أمام أي منهم سوى جحور الفئران وأقبية السجون، أو الصعود الى حبل المشنقة.

[email protected]