كتب الدكتور الرائع/ خالد منتصر عدة مقالات بجريدة المصري اليوم تحت عنوانquot;مرحبا بالمرأة الحائض رئيسة جمهوريةquot; وقد أعجبت بالأفكار المطروحة فوضعتها على صفحتي في الفيس بوك. حاورني بعض الأصدقاء من المهندسين واعتقد أن منهم سلفيين كما بدا لي من خلال تعليقاتهم اعرض عليكم بعضها مع رد الكاتب عليها.
صديق:
الإسلام حرم خلوة المرأة والرجل معا لما هو معلوم في تركيب الرجل وتركيب المرأة من ميل كل منهما للآخر فهذه فطرة في الإنسان وغريزة.
الكاتب:
هذا ليس موضوع المقال!! لكن على أية حال لا يوجد يا صديقي في القرآن نصا بتحريم الخلوة، وما تقوله ليس من الإسلام بل مجرد اجتهادات فقهاء الوهابية والتي عادة ما يختلط فيها الدين بالعادات والتقاليد. لأن الله خلقهما من البدء ذكرا وأنثى فمن أين جئت بالتحريم أم أنك تريد أرض للنساء وكوكب آخر للرجال؟ وهل آدم كان منفصلا عن حواء قبل الزواج أم تزوجا في نفس لحظة خلقهما؟؟؟
صديق:
يجب تحريم الخلوة والاختلاط لأن الخلوة تزيد من ذلك الميل الجنسي ولأن الله سبحانه وتعالى قال ولا تقربوا الزنا ولم يقل ولا تزنوا فحرم كل ما يقرب إلى الزنا.
الكاتب:
كلامك عجيب يا صديقي وهل يمكن أن تشتهي آختك وأنتما بمفردكما في المنزل أو والدتك ولذلك تطالب بعدم الاختلاط ؟ بالطبع لا وذلك لأن عقلك قد اتخذ القرار بأن هذا لا يجوز أخلاقيا. ويجب أن تعلم أنه حتى اللا دينيين لا يقرون هذه العلاقات الآثمة لأنهم أخلاقيا يرفضونها بالعقل.. فالعقل هو الذي يعطي إشارات للجسد لكي يشتهي ويرتكب الأفعال صالحة كانت أم طالحة؟ وكيف تفسر عدم ممارسة الحياة الزوجية في حالة الخصام بين الزوجين بالرغم من وجودهما في بيت واحد. حيث تجد زوجة لا تشتهي زوجها مع انه جذاب ويمكن أن تشتهيه أية امرأة أخرى، كما أن الرجل لا يشتهي زوجته بالرغم من حسنها وجمالها مع أنهما يعيشان معا وعلى فراش واحد.. هل تعرف السبب ؟ لأنهما انفصلا عن بعضهما البعض عقليا. فاختلاط الأجساد لا يسبب الشهوة بقدر اقتراب وتلاقي العقول، وقرب المسافات المادية لا يسبب الشهوة بقدر قرب المسافات الروحية والنفسية.
صديق:
رائع ولهذا وجب تحريم الخلوة لأنه إذا التقى رجل مع امرأة عقليا فبالتأكيد أن وجود الخلوة سيسهل لهما ارتكاب فاحشة الزنا.
الكاتب:
غير صحيح لأنهما إذا تعانقا عقليا فقد زنى بالفعل وحتى لو لم تكن هناك خلوة أو على الأقل لا يمكن منعهما بالقوة. وفي كل الأحوال سوف سيبحثان عن أية طريقة لتحقيق الهدف.. وكم من مرة نسمع كيف تترك بنت الملك بيت أبيها وتذهب مع السائق أو العبد بعيدا وتضحي بكل شيء لمقابلة المعشوق فالرغبة أقوى من الدين ومن العادات والتقاليد.. ولذلك يجب أن نعلم النشء منذ الصغر الحرص على عدم التقاء العقل الجنسي مع الآخر الغريب وذلك يتم عن طريق استخدام أساليب التربية الحديثة وعلم النفس وليس الفقه الناقل للأحاديث والأقوال لأنها ستظل مجرد أحاديث وأقوال حتى ولو كانت ربانية.
صديق:
لا يخفى على الجميع أن هناك اجتماعات لها سرية تامة لا يكون فيها إلا الرئيس مع الرئيس لمدة ساعات فهل يجوز أن يخلو حينها الرئيس الرجل بالرئيس المرأة.
الكاتب:
أنت بهذا الكلام الساذج تختزل العلاقة بين الرجل والمرأة في الجنس والشهوة فقط.. هذا الكلام يا صديقي لا يستقيم في عالم الحيوان الذي يتعامل بالغريزة في الأزمنة التي حددها الله فكيف بالإنسان العاقل أن ينزل لهذا المستوى المنحط الذي تتهمه به.. كأن الرجل بمجرد رؤية امرأة بمفردها يهجم عليها ليفترسها للمتعة لمجرد أنهما معا لوحديهما. ولماذا تعتبر المرأة كائنا سهلا يستسلم على الفور لرغبات الرجل المريض؟ لا يا صديقي المرأة إنسانه حرة كاملة وليست ناقصة في أي شي عن الرجل وتستطيع أن تجبر الرجل على احترامها ليس بسبب ارتدائها الحجاب مثلا ولكن بسبب ارتدائها حجاب العفة في النظر والتصرف والسلوك وهو أهم من غطاء الجسد....

يا صديقي إني استغرب لقولك هذا! من الذي علمك هذه الأفكار التي تحط من كرامة المرأة وكرامة الرجل إذ تشبهما بالحالة الأدنى من الحيوان.. والعالم به عشرات رئيسات الدول والحكومات فهل يتعرضن لمثل هذه التصرفات البلهاء.. ألا ترى أن الإنسان المريض بالشهوة من الممكن أن يزني بمجرد رؤية ملابس المرأة في فاترينات المحلات؟
صديق:
الشرائع كلها سواء الشريعة المسيحية أو الشريعة الإسلامية اتفقت عن تحريم الاختلاط لأنه يقرب إلى الزنا فعلى ماذا نعترض؟
الكاتب:
من أين أتيت بأن المسيحية تحرم الاختلاط هل أنت طالب لاهوت ونحن لا ندري؟ لا يا صديقي لا المسيحية، ولا اليهودية، ولا البوذية، ولا غيرها تحرم الاختلاط لأن هذا ضد الفطرة وضد الطبيعة البشرية. ولم اسمع قط أن الدين الإسلامي دين العقل يحرم الاختلاط.
صديق:
أن المرأة تعرض لها عوارض مستمرة كالحيض والحمل والرضاع ونحوها مما قد يؤثر في الحكم بين الناس فأقول إذا كان هناك حرب ما والمرأة تلد فما الحل؟ وكذلك الحيض الذي يتعب المرأة ففي ذلك الوقت تشعر بآلام فهل في أي وقت لها القدرة على
اتخاذ قرارات حتى ولو كانت متعبة؟ وهذا لا يحدث مع الرجال. وحتى وإن حدث فهل الرجال يلدون؟ وهل الرجال يحملون؟ تسعة أشهر وهل يحدث لهم بعد ذلك نفاس؟
الكاتب:
هذا الفكر يا صديقي فكر بدائي جدا من زمن الجاهلية والأمثلة كثيرة عن نجاح المرأة قديما وحديثا في قيادة الدول والجيوش منذ ظهور الإسلام ومن قبله أيضا وكم من امرأة الآن تحكم في العالم وتؤدي مسئولياتها بطريقة أفضل من عشرات الرجال كما وكيفا.
ولكن يبقى السؤال الهام.. هل لو امتنعت عن المرأة أعراض النساء كأن أخذت من العمر الكثير أو امتنع عنها الحيض ولا تلد فهل سيكون لها الحق في رئاسة الدولة متى توفرت فيها الشروط أم ستقول أيضا حرام شرعا فتكون أسبابك السابقة مجرد تضيع الوقت نتيجة العناد الناتج عن التأسلم.
صديق:
ثبت واقعياً عدم تحمل المرأة النظر في بعض القضايا التي فيها قتل ودماء ونحوها وذكر المستشار المصري محمد رأفت عثمان: أن إحدى القاضيات أغمي عليها في مجلس القضاء عندما كانت تحكم في قضية قتل فكيف تكون رئيسة جمهورية؟
الكاتب:
وتوجد نساء كثيرات في الجيش الإسرائيلي وبعض الجيوش القتالية الغربية والصينية أخذن دروع التفوق الهجومي كأفضل من الرجال. إذن أنت تضرب مثالا ينافي الواقع العالمي.
صديق:
جميعنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسلا كثيرة ثلاثمائة وخمسة عشر جمعاً غفيراً فهل بينهم امرأة واحدة هل هذا ظلم من الله للمرأة حاش ربنا هذا الكلام ولكن للرجل مقومات حمل الرسالة كما له مقومات الحكم لكن المرأة لا مقومات لها لحمل الرسالة ولا لتحمل الحكم.
الكاتب:
نعم هناك نساء نبيات كثيرات ذكرن في التوراة مثل استير، وراعوس وغيرهن كثيرات. والآن في أوروبا أصبحنا رؤساء كنائس ومنهن الرائعة جويس ماير.
صديق:
ويقول البعض أن كان هذا حكم الإسلام فذلك ظلم للمرأة فأقول وإن كان عند النصارى الآب والابن وروح القدس فلماذا لم يكن للآب بنت وهل هذا ظلم للمرأة؟
الكاتب:
ومع إني لم أريد الدخول في الأمور العقائدية ألا إنني أجدك بحاجة للمعرفة الصحيحة حتى لا تخطأ الفهم لأن مشكلتك يا صديقي الحفظ والتلقين بعيدا عن الفهم... مشكلتك ترديد ما يقوله بعض شيوخ السلفية بدون إخضاع الكلام للعقل من أجل الفحص والتدبير.. الله سبحانه لم يتزوج وليس له ولد هذا هو إيمان المسيحيين من مشارق الأرض إلى مغاربها ومن الشمال للجنوب. وحسب الإيمان المسيحي فإن المقصود بالابن هو الكلمة الإلهية أي كلمة الله التي ألقاها ربك إلى مريم ولأن الكلمة تولد من العقل ولا تنفصل عنه لهذا فإن كلمة الله هي بنوة لله وليس بنوة جسدية كما تعتقد بالخطأ مثل الكثيرين. وإذا نسبت المسيح عليه السلام إلى أمه فستقول أبن مريم وإذا أردت نسبته إلى أبوه فإلى من تنسبه إذن أليس إلى الله الذي ألقاه إلى مريم بحسب شريعتك فتقول ابن الله!!! وهل عندما تقول من بنات أفكاري هل هذه بنوة جسدية. والحوار لم ينته بعد. طابت أوقاتكم بكل الخير.
Shoukrala @hotmail.com