صور لنا الكاتب الزبيدي فى مقالته (مزالق سياسة العضلات) التى نشرتها ايلاف يوم 26/11/2012 أن المالكي شيطان وما سواه ملائكة رحمة مسالمين يدفعون عن انفسهم شر المالكي الشيطان. ومن ملائكة الرحمة هؤلاء هم : مسعود بارزاني، علاوي، اردوغان، أمير قطر، والمئات من أعوانهم وأتباعهم ومريديهم. ولم يذكر الكاتب للمالكي حسنة واحدة، ولم يذكر سيئة واحدة لأعدائه، وهذا غير ممكن لأنه حتى صدام حسين كانت له حسنات، وان كان من الصعب تشخيصها. وانى أسأله هل ان المالكي هو الذى بدأ بمهاجمة البارزاني، أم أن البارزاني يخطط لقيام دولة كردستان وضم أجزاء كثيرة من العراق اليها منذ عقود؟ وهل ان المالكي هو الذى بدأ بمهاجمة علاوي، أم ان علاوي هو الذى حاول ويحاول بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية ومن ضمنها تحريض تركيا وأمريكا وغيرهما من الدول الأجنبية لاسقاط المالكي منذ اليوم الأول لفشله فى استلام رئاسة الحكومة؟ هل ان المالكي هو الذى بدأ بمهاجمة (الباب العالي)، أم أن بنى عثمان هم الذين استضافوا المجرم الهارب الهاشمي ومنحوه الجنسية التركية، وهم اليوم يعرضون السلاح على مسعود بارزاني لاسقاط المالكي بالقوة ؟ هل المالكي هو الذى هاجم او ذكر فى يوم من الأيام أمير امبراطورية قطر العظمى، أم أن آل ثانى هم الذين يتفقون مع البارزاني وأردوغان وعلاوي على إسقاط المالكي؟

لابد ان الكاتب يذكر أن المالكي حينما كان يبيع الخواتم والمسابح ndash;كما يقول عنه أعداؤه - فى دمشق للحصول على لقمة العيش، كان معارضى الطاغية المقبور صدام فى لندن ينعمون بالأموال الأمريكية وينزلون فى افخم الفنادق فى لندن وواشنطن، ويلفقون الأكاذيب عن وجود أسلحة الدمار الشامل وخدعوا الغرب والأمم المتحدة، مما فتح الطريق لدخول القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها وإنزال الدمار الشامل بالعراق بعد حصار طويل عانى منه شعب العراق شظف العيش وشحة الخدمات وانتشار الفساد المالي والأخلاقي بين المسئولين وأبناء الشعب المعدمين على السواء، وارتفعت نسبة وفيات الأطفال فى العراق الى اعلى نسبة عرفتها افقر دول العالم، واستمر الحصار أكثر من عقد من الزمن، بينما المعارضة فى لندن ونيويورك مثل علاوى وجماعته كانوا ينعمون فى بحبوحة من العيش يحسدهم عليها اصحاب الملايين، فى الوقت الذى رفض المالكي والمعارضون العراقيون اللاجئون الى سورية وايران استلام الأموال الأمريكية.

وهذه أسماء بعض المعارضين فى لندن: أحمد الجلبي، اياد السامرائي، اياد علاوي، ايهم السامرائي، جلال طالباني، على بن الحسين، مسعود بارزاني، مشعان الجبوري، هوشيار زيباري، وفيق السامرائي.
ويقول الكاتب: (ان لهذا الرجل -ويقصد المالكي طبعا- فى كل يوم ازمة وفى كل شهر حربا ومعركة. مرة مع الداخل ومرة مع الخارج، مرة مع السنة ومرة مع الكورد، مرة مع المجلس ومرة مع الصدر). ويعرف العراقيون جيدا أن كل تلك (الحروب والمعارك ) كان المالكي فى موضع الدفاع وليس فى موضع الهجوم، كما أسلفت. ترى هل توقف أعداء المالكي عن مهاجمته ساعة واحدة (ولا أقول يوما واحدا) منذ ان استلم كرسي الرئاسة بانتخاب شرعي ؟ وهل كفت أبواق العراقية والكردستانية يوما واحدا عن تلفيق الأكاذيب وتوجيه التهم الباطلة اليه؟

وذكر الكاتب : (فنحن المستقلين الديمقراطيين العلمانيين، لا نفرق بين عراقي وآخر بسبب دين أو طائفة أو عرق أو لون وجنس أو مدينة أو قرية أو حزب أو فريق)، لا أعرف من قصد الكاتب بكلمة (نحن) هل قصد حزبا سياسيا أم مجموعة ثورية لا نعرفها؟. يمكن وصف أهل النرويج أو السويد أو سويسرا بهذه الأوصاف، ولكن هل تصدق على أغلبية الشعب العراقي؟ اذا ما نجحتم يا استاذ فى معارضتكم للمالكي كما ذكرت فى مقالتك : (نعم، نعارضه بشدة وتصميم الى ان يتنحى او يُنحى)، وقمتم بانتخابات جديدة نزيهة مئة بالمئة، فماذا ستكون النتيجة؟ سينتخب الأكراد أكرادا، وينتخب الشيعة شيعة، وينتخب السنة سنة، وكذلك باقى الطوائف والملل والنحل. اليس كذلك يا استاذ؟ هذا هو شعبنا العراقي على حقيقته فلماذا نغالط أنفسنا ونصر على العيش فى الأماني والأوهام ؟