يحاول نظام الملالي في وسائله الاعلامية جهد إمکانه الزعم بأنه لم يعد هنالك من تأثير او دور لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة على الساحة الايرانية وان دورها الجماهيري قد تلاشى بالمرة و لم تعد تمتلك أية رکائز على أرض الواقع، وهذا الادعاء نقله النظام من خلال أقلام مأجورة للاعلام العربي أيضا و رکز عليه لغايات و أهداف متضاربة بشکل ملفت للنظر.

التقارير الاخيرة الواردة من طهران تؤکد على أن هناك قلق و توجس کبيرين باتا يتم تداولهما بصورة غير عادية في مجالس النظام الخاصة من الصعود الملفت للنظر لدور منظمة مجاهدي خلق على الصعيدين الاقليمي و الدولي و تأثيرات و تداعيات ذلك على الاوضاع الداخلية في إيران و التي تعيش حالة من الغليان بسبب السخط و التذمر من سياسات النظام و ماجرته على البلاد من مصائب و ويلات، و تشير هذه التقارير أن الخوف الاکبر لمجالس النظام من بدء ترکيز اوساط القرار الدولي على اسم السيدة مريم و النظر إليها کزعيمة بمقدورها وفي خضم الاوضاع القلقة و المضطربة في إيران من أن تقود شعبها الى بر الامان.

مريم رجوي التي برزت على الصعيد السياسي و الدبلوماسي خلال الاعوام الاخيرة بصورة ملفتة للنظر و حققت نتائج سياسية باهرة للمقاومة الايرانية توجتها بنصرين إستراتيجين لامعين هما:
ـ منح قضية أشرف بعدا دوليا متميزا بعد أن کاد نظام الملالي أن ينفرد بسکان أشرف.

ـ شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و عودتها الى اللعبة السياسية من اوسع أبوابها کبديل أبرز للنظام القائم في طهران.
النظام الايراني الذي تابع هذين النصرين بخيبة أمل و إحباط کبيرين، لم يجد في النهاية بدا من الاقرار بوجود إتصالاتquot;سريةquot;مع الولايات المتحدة الامريکية أو الشيطان الاکبر بموجب قاموسهم السياسي، ويبرر قادة النظام هذه الاتصالات السرية بحدوث تغيير مزعوم في الموقف الامريکي، وهو تبرير سمج يثير السخرية الى أبعد حد، حيث أنه وفي الوقت الذي ينشر إعلام النظام الايراني هذا الزعم الاجوف فإنه لابد من الاشارة الى أن هناك دعوات متباينة للسيدة مريم رجوي لکي تزور الولايات المتحدة الامريکية و تلقي خطابا أمام الکونغرس الامريکي، فعن أي تغيير يتحدث نظام الملالي؟

من جانب آخر، تتبع شکل و مضمون الصراع الضاري القائم بين نظام الملالي و منظمة مجاهدي خلق عبر العقود الثلاثة المنصرمة يؤکد بأنه قد کانت هنالك جولات و صولات و معارك لکن کل ذلك لم يتمکن من حسم الموقف لأي من الطرفين، صحيح أن النظام قد تمکن من إقصاء منظمة مجاهدي خلق و إعدام أکثر من 120 ألفا من أعضائه و مؤيديه وانه تمکن و عبر سياسة بالغة الدناءة و النذالة من دفع إدارة الرئيس الامريکي الاسبق بيل کلينتون لإدراج اسم المنظة في قائمة الارهاب، لکنه لم يتمکن من أن ينهي وجودها و دورها على الرغم من تراجعه النسبي، بل وان المنظمة وفي ظل قيادة حکيمة إستطاعت تجاوز واحدة من أسوأ المراحل التأريخية المظلمة التي مرت بها بل وانها أثبتت قدرتها الفائقة في تجاوز الازمات و المعاضل و تحويلها الى إنتصارات سياسية عندما نجحت في تحطيم کل السدود و الموانع التي کانت تحد من حرکتها و نشاطها، ويمکننا أن نقارن نجاحها الکبير في هذه المرحلة بنجاحها الموفق الذي حققته عقب إعدام النظام الملکي لقادتها و ظنها بأن المنظمة قد إنتهت و تلاشت، وهذه ملاحظة مهمة يجدر الانتباه إليها کونها تجمع النظامين القمعيين الاستبداديين للشاه و الملالي في سلة واحدة، واليوم و عندما تعود منظمة مجاهدي خلق من جديد للبروز على الساحة و تثبت من جديد قوة حضورها و عزمها الراسخ على إحداث التغيير في إيران و تحرير الشعب الايراني من ربقة الاستبداد الديني المتطرف، فإنها تؤکد مرة أخرى بأنها القوة الوحيدة القادرة على أخذ زمام المبادرة في إيران و تحقيق التغيير الجوهري المطلوب في البلاد، وان الشعب الايراني برمته اليوم في إنتظار هذه المرأة ذات العزم الفولاذي لکي تقودهم الى الضفة الاخرى بأقل الخسائر الممکنة وان ذلك اليوم وکما أکدنا مرارا و تکرارا ليس ببعيد.