المشرو ع النووي الايراني هو الشغل الشاغل لاسرائيل، بل هو الشغل اليومي الملح، اسرائيل لا تصدق بان المشروع النووي الايراني لاغراض سلمية، جوهر المشروع نووي عسكري، وهذا ما تؤكد عليه اسرائيل صراحة وبلا مواربة، وترى اسرائيل إن مصيرها الوجودي مرتبط بمستقبل هذا المشروع لأنه مشروع عسكري أساسا، وهذا ما تؤكد عليه صراحة وبلا مواربة أيضا، ولذلك لابد من موقف اسرائيلي حا سم أزاء المشروع النووي الا يراني (ذي الاغراض العسكرية).
هناك ا ختلاف جزئي بين واشنطن وتل ابيب تجاه المشروع، فرغم الاتفاق بين العاصمتين بان المشروع الايراني النووي العسكري خط أحمر، ولكن هناك اختلاف في كيفية (معالجة) هذا الخطر، ففي وقت تركز فيه واشنطن على الدبلوماسية الفاعلة تتخوف اسرائيل من عدم جدية الدبلوماسية الامريكية ومعها الاوربية من ردع ايران من المضي بمشروعها هذا، ومن هنا يشخص سؤال جدي للغاية.
ترى هل ستخضع اسرائيل للموقف الامريكي في معالجة هذا (الخطر)؟
اسرائيل لا تشك بان ايران مستمرة في مشروعها، وربما هي على مسا فة قريبة من صنعها لقنبلة نووية، وفيما كانت اسرائيل صادقة بدعواها هذه، يكون من الصعب خضوعها للموقف أو الرؤية الامريكية في معالجة الخطر الداهم، فإن الأمن القومي الاسرائيلي فوق كل اعتبار.
الموقف الاسرائيلي الطبيعي وفق هذه المعطيات هو ان تتصدى بالقوة للمشروع، وإلاّ تكون نهبا لتهديد داهم مخيف، والترجمة الواقعية لمثل هذا الموقف يتمثل بضربة استباقية، أي قبل أن تكون ايران على مشارف صنع قنبلتها النووية حسب ا لتصور الاسرائيلي.
قبل أيام استطاع نتنيا هو ان يحصل على موافقة الحكومة الاسرائيلية الامنية المصغرةعلى إذن (بضرب) ايران حتى وأن لم توافق واشنطن، وهذا تطور خطير في الموقف الاسرائيلي بلحاظ العلاقة الاستراتيجية بين تل ابيب وواشنطن، فهل هي محاولة للضغط على واشنطن للتماهي مع التصور الاسرائيلي في معالجة هذا (الخطر)؟
امتلاك ايران للقوة النووية الحربية حسب ما تعتقد تل ابيب ليس قوة لا يران وحدها، بل لكل من تعتبرهم اسرائيل اعداء، بما في ذلك منظمات واحزاب شيعية وسنية تملا المنطقة العربية، بل ربما يتسبب ذلك في اصطفاف اسلامي من كل الطوا ئف والشعوب لا تخاذ موقف حا سم تجاه اسرائيل يقضي بازالتها من الوجود، خاصة والموجة الاسلامية تجتاح المنطقة بشكل مثير للغاية.
فهل تنتظر اسرائيل حتى تكمل ايران مشروعها النووي (الحربي) ثم تتخذ الموقف المطلوب في حينه؟ وما هوالموقف المطلوب هذا؟ وهل هناك امكانية تفاهم اسرائيلي ايراني فيما لو أنجزت ايران مشروعها هذا بشكل من الاشكال؟
هذه الاحتمالات مرفوضة وليست واقعية، وعليه لا يستبعد مرا قبون ضربة اسرائيلية استباقية توجهها اسراييل لايران!
ولكن هناك من يحذر من هذه الضربة لا نها قد تتسبب في كوارث اقليمية وعالمية، خاصة وأن ايران تهدد بغلق مضيق هرمز !
في الحقيقة المسالة بالنسبة لاسرائيل مصيرية، وجودية، وليست هي حرب حدود، وبالتالي، لا يهم اسرائيل ما يحصل لهذا العالم فيما وجهت ضربتها الاستباقية هذه ، فإن ا لمثل الذي يقول: (إذا ضمئت فلا نزل القطر) ينطبق على مثل هذا الحالة.
الولايات المتحدة الامريكية سوف تجد نفسها مضطرة للوقوف الى جانب اسرائيل في مثل هذه الحا لة، وهناك لوبي صهيوني قوي يدفع بواشنطن للاقتناع بالرؤية الاسرائيلية في شن حرب استباقية على ايران قبل ان تمتلك قوتها النووية الحربية.
ليست المسالة بهذه البساطة بطبيعة الحال، ولكن في كثير من الاحوال تكون البديهة اقوى من النظريات بل هي اقوى فعلا، والبديهة هنا تقول بكل صرا حة : لايمكن ان تقبل اسرائيل با يران نووية حربية.
هل هناك وسيلة غير الضربة الاستبا قية؟
لحد هذه اللحظة كما يبدو لا توجد قناعة اسرائيلية بغير هذه الضربة.
فهل سيقع المحذور؟