شكراً للمثلة الألمانية التي تعرت على مسرح بغداد. فتعرت الدولة العراقية معها حتى النخاع! حين اهتزت دوائرها مستنكرة، مانعة، قامعة، مثل حيزبون تدعي التقوى بينما قضت عمرها تمارس نزواتها في الظلام.
تعرت الدولة الطائفية مكروهة، حتى شجرة التوت السخية؛ لم تسعفها بورقة!
فبينما ظهر جسد الممثلة جميلاً نظيفاً بريئاً؛ ظهر جسد الدولة وسخاً، منخوراً قبيحاً، مشوهاً، مثقلاً بالذنوب والخطايا!
تعرت الممثلة فكشفت عن جسد لا يباع ولا يشترى بالنقود، بينما الدولة تباع وتشترى كل يوم بالسحت الحرام، وأموال الشعب عبر مخالبها تصب في حسابات اللصوص والمرتشين وممولي الصناديق الانتخابية للحكام المزمنين؛ مؤسسي دكتاتورية الطائفة!
تعرت الممثلة فكشفت عن جسد ينعم بالأمان والسلام، مقابل إرهاب وافد، وإرهاب تصنعه الدولة!
تعرت الممثلة فتجلى ألق الإنسان باحثاً عن الحرية، والبراءة، والنقاء، فكشفت حقيقة دولة تقوم على عبودية للأوهام والخرافات، ولوثة مشبعة بدموع التماسيح!
خلعت الممثلة ثيابها؛ فأماطت عن الدولة لثام الدين والمذهب المتعصبين، والورع الكاذب!
تعرت الممثلة؛ فشع من جسدها الفرح والتفاؤل والأمل، بينما لم يصدر عن جسد الدولة؛ سوى صيحات مواكب اللطم والتطبير والبكاء والعزاءات السود التي تلفع أيام العراقيين كلها!
تعرت الممثلة؛ فكشفت عن وزير للثقافة مختبئاً في دباية، تواجه ماسورتها المتظاهرين في الحويجة والموصل، والأنبار!
تعرت الممثلة فكشفت عن رجال حكم يبيحون لأنفسهم تعرية ما يشاءون في زواج الأربعة، والمتعة والمسيار، ومفاخذة الرضيعة!
تعرت الممثلة فكشفت ان الدولة تدار من قبل السفارة الإيرانية، وفيلق القدس، حيث انطلقت منهم عبر النجف وكربلاء، أولى صيحات الرعب، والرجفة والاستنكار، والشهوة المضمرة!
تعرت الممثلة فكشفت عن نفاق ودجل اتحادات الأدباء والمثقفين، والصحفيين الذين التزموا الصمت حيال صولة السلطة ضد مجد، وشجاعة الإبداع!
شكرا للممثلة التي هي وحدها، دون توجيه من موظفين مشلولين، أدركت نبض الناس في العراق، وما يحتاجونه؛ فعبرت عنه بلغة الجسد، لا بلغة الخطباء المزيفين، ثم ألقت قفازها بوجه السلطة الطارئة قائلة: هذه هي ادعاءاتكم على المحك، بغداد عاصمة للثقافة، أم القيافة؟ الثقافة تعني عرى الحقيقة، ووضوح اللغة، وإشهار البلاغة. وإبداعاً إلى أقصى حد! أين أنتم من هذا؟ سقط السادة في الامتحان. فالثقافة لديهم هي المنبر الحسيني، والهريسة الدسمة، وسلالات المحابس، وباذنجانة العقيدة على الجبهة. تعرت الممثلة فهزت كل شيء. هزتهم من جذورهم الأقصر من جذور العشب العابر، بينما الثقافة العراقية الأصيلة؛ لها جذور النخيل، وذهب الشمس!
- آخر تحديث :
التعليقات