الخطوات الجريئة للأجهزة الأمنية في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بشأن تفعيل مقررات مجلس التعاون الخليجي الأمنية و السيادية حول التعامل مع الخلايا الإيرانية السرية بما فيها مصادر التمويل و التعبئة و الحشد اللوجستي قد أثمرت نتائجا سريعة تمثلت في محاصرة أنشطة حزب الله و التضييق الفعلي على مساحات تحركه مما أدى لتسلل العديد من حلقاته و تحولها نحو مسارب أخرى و آفاق جديدة، والتسلل الإيراني معروف عنه تاريخيا أنه يتحول و يتشكل بنعومة وسلاسة ووفقا لمقتضيات المرحلة و ظروفها و متطلبانها التي تفرض توجهات جديدة تحاول إستغلال الثغرات المتواجدة أو الفرص السانحة لإستغلالها و بناء رؤوس جسور و مواقع متقدمة تتحقق من خلالها الأهداف، فالسفارات الإيرانية في الخارج هي بمثابة ( عين الولي الفقيه ) ومركز تعبوي إستخباري متقدم يتم من خلالها و تحت غطاء العمل الدبلوماسي إختراق العديد من المواقع و بناء الكثير من الخلايا السرية و حتى العلنية و توظيف اللوبيات وجماعات المصالح في خدمة الأهداف الإيرانية، وما من شك في أن الحملات الأمنية الخليجية في الإمارات و البحرين قد لعبت دورا حاسما في إعادة توجيه العمل الإستخباري الإيراني من خلال الوكلاء و شبكات العلاقات الخاصة في التركيز على مناطق عمل جديدة يتم خلالها إستغلال مساحات التسامح و الإنفتاح و أجواء الإستثمار في تأسيس مصالح عمل إستخبارية إيرانية ذات مردود مالي و إستثماري و نفعي وحتى مستقبلي على الأجهزة الإيرانية المختصة، حدث ذلك في المملكة المغربية و في مدنها الكبرى كالدار البيضاء ( كازابلانكا ) تحديدا، وحيث تسللت مجموعة المصالح المالية الإستثمارية التابعة لحزب الله اللبناني إضافة لشركات أخرى في مدن مغربية أخرى تصب حصيلتها في خزانة حزب حسن نصر الله و تعود بفوائدها المباشرة على النظام الإيراني! من خلال تأسيس خلايا مذهبية إيرانية الولاء في شمال المغرب تحديدا! وهذه معلومات خاصة مستقاة من مصادر أمنية خاصة وليست مجرد تكهنات!، ومعروف أمر العديد من الشركات الإيرانية و بعض أصحاب رؤوس الأموال من اللبنانيين المرتبطين بحزب الله أو بالمخابرات السورية الذين يتخذون من بعض دول الخليج العربي قاعدة إستثمارية لهم بل و يمتلكون لوبيات خاصة ضمن أروقة بعض مؤسسات السلطة في الخليج العربي!! و تلك أمور معروفة وليست بحاجة للتفصيلات المملة، و اللبيب من الإشارة يفهم..!.. اليوم وضمن إطار الهجمة الإيرانية الشرسة ضمن قاعدة بيانات الحرب الطائفية المجنونة التي أشعل فتيلها حزب حسن نصر الله اللبناني و المهددة لقواعد و أسس و أنظمة الحكم في دول الخليج العربي و لحالة السلام الأهلي تبدو مجموعة المصالح المالية و الإستثمارية في غاية الأهمية كسلاح نوعي و عصري يمكن من خلاله التجاوز على نقاط المراقبة الأمنية و بالتالي إختراق الحصون الداخلية للمجتمعات الخليجية من خلال البوابة المالية وهي مهمة و فاعلة للغاية في حروب فرض الإرادة السائدة حاليا، و قيام الحرس الثوري الإيراني الإرهابي من خلال وكلائه الإقليميين المعروفين بإنشاء الشركات المالية و العقارية وحتى الإعلامية في بعض دول الخليج العربي و التي تمول و تساند حركات التخريب الطائفية معروف أمرها و مفضوح بالكامل ملفها العامر بالفضائح !!، و لكن الأسلوب الحركي الجديد للوبي الإيراني في الخليج العربي بات اليوم محددا بشكل واضح في تسلل إيراني من خلال غطاء حزب الله اللبناني و من خلف شركات إستثمارية في سلطنة عمان التي تشهد اليوم أجواء إنفتاحية مرتبطة بالدبلوماسية الخاصة التي تمارسها السلطنة وفق أسلوب نوعي مختلف عن بقية دول الخليج العربي، فاللسلطنة والعمل الدبلوماسي سوابق و ثوابت و مواقف مختلفة نوعيا، فهي مثلا تحاول المحافظة على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع الإقليمي المتشابكة!، كما أن علاقتها التاريخية و الخاصة جدا بإيران سواء أيام نظام الشاه الراحل أو النظام الحالي تفرض عليها توجهات دبلوماسية مختلفة، و تلك النظرة الإنفتاحية و التي تحاول تجنيب المنطقة الخليجية نتائج ردود أفعال متعصبة و غير محمودة العواقب، و تلك النظرة السلطانية المتميزة التي رسمت ملامح لدبلوماسية مختلفة ومميزة إستغل الإيرانيون وحلفاؤهم مساحات التسامح فيها ليحاولوا دخول الساحة العمانية و توفير ملاذات آمنة لشركاتهم في السلطنة و إستعدادا و إنتظارا لتأسيس خلايا سرية و لوبيات سياسية و إقتصادية تحقق الأغراض الإيرانية المشبوهة، فهنالك العديد العديد من المطاعم و المخابز و الشركات الإيرانية أو تلك المعنونة لبنانيا ولكنها إيرانية التمويل تحاول اليوم التغلغل الهاديء في سلطنة عمان و تجنب صخب الملاحقات الأمنية و الإستخبارية لدولتي الإمارات و البحرين... الإيرانيون وعبر التاريخ يتسللون للمخادع العربية كالأفعى الناعمة... فالحذر ثم الحذر.

[email protected]