من البحر الميت قادة أعمال فلسطينيون واسرائيليون يضغطون لحل الدولتين:

سمعنا اثناء مؤتمر الاقتصاد العالمي الذي عقد في البحر الميت الشهر الماضي وبالتحديد بتاريخ 26 أيار 2013 عن تشكيل مجموعة ضغط قوية تتألف من 200 شخصية من نخبة رجال الأعمال في الاراضي المحتلة واسرائيل لطرح مبادرة لكسر الجمود في العملية السلمية.

ومن خلال منبر البحر الميت وجهت المجموعة نداء عاجلا للمجتمع الدولي ولحكوماتهم لكسر الجمود من أجل التوصل لحل الدولتين. ومن أبرز اعضاء المبادرة السيد منيب المصري رئيس مجلس ادارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة quot;باديكو القابضةquot; ومن الجانب الاسرائيلي السيد يوسي فاردي رئيس مجلس ادارة مشاريع التقنيات العالمية وكان كل من المصري وفاردي قد اطلقا هذه المبادرة في مايو آيار 2012 وقد قام المنتدى الاقتصادي العالمي بالعمل على دعم وترويج هذه المبادرة والتي تضم أكثر من 200 من رواد رجال الأعمال الاسرائيليين والفلسطينيين.

وأكد منيب المصري أن كسر الجمود السياسي وتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية يتطلب الشجاعة والرؤية والاصرار. وشدد المصري بالقول quot;يتوق الفلسطينيون للحرية والكرامة والاستقلال وانهاء الاحتلال وليس هناك أي فائدة من استمرار الوضع الحالي. ولكي يطمئن اسرائيل ومؤيديها قال المصري quot;ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين يريدون العيش بسلام وأمن في دولتهم التي تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل بكرامة وحريةquot;. كما رفض المصري الحلول المؤجلة لا سيما ذات الطابع الاقتصادي.

وماذا عن الحل الاقتصادي؟

وفي هذا السياق وفي مؤتمر صحفي عقد على هامش المؤتمر سألت منيب المصري quot;منذ شهور واسرائيل تروج لما يسمى سلام اقتصادي أليس هذا لتوفيرغطاء لاستمرارالاحتلالquot;؟. أجاب المصري باللغتين العربية والانجليزية قائلا بصوت مرتفع وواضح ان المسار السياسي يجب ان يسبق اي مسار اقتصادي وان انهاء الاحتلال وحل الدولتين سيستبق اي حلول اقتصادية.

وكرر هذا الكلام في كلمة القاها في جلسة ختامية حضرها أكثر من 900 شخصية من الذي شاركوا في المؤتمر وقال ذلك امام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وجون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس دولة اسرائيل شمعون بيريز ولقيت كلمة المصري ترحيب كبير جدا في القاعة ونالت حصة كبيرة من التغطية الاعلامية في الصحف العربية والاسرائيلية في اليوم التالي.

أما يوسي فاردي رئيس المجموعة الاسرائيلية من رجال الأعمال في مبادرة كسر الجمود صرخ في كلمته امام الحضور quot;كفى كفىquot; Enough is Enough وقال أنا ممتن ان نخبة رجال الأعمال من كلا الجانبين يقفون يدا بيد من أجل تشجيع حكوماتهم على متابعة حل الدولتين للشعبين وقد حان الوقت لشعوب المنطقة أن تنعم بالسلام والأمن والرفاه والنمو والازدهار الاقتصادي.

وماذا عن التطبيع؟

وعقب المصري على اتهام بعض الفلسطينيين لمجموعته بالتطبيع مع إسرائيل بالقول: quot;نواجه الشكوك والمخاوف من الذين لا يؤمنون بأهمية الرأي العام الإسرائيلي ويعتقدون أنه من الواجب مقاطعته، لكننا نعتقد أن مصارعة الرأي العام الإسرائيلي نضال سلمي كالنضال ضد الاستيطان والجدارquot;.
كما أن جون كيري وزير الخارجية الأميركية أكد أيضا ان السلام الاقتصادي ليس بديلا عن السلام السياسي.

وأكد الملك عبد الله الثاني دعم أي جهود ترمي الى انهاء الصراع والاحتلال وتحقيق حل الدولتين وسيقف الأردن مع الشعب الفلسطيني حتى يحقق هدفه في تأسيس دولته المستقلة وهذا مصلحة استراتيجية اردنية.

وعبر منيب المصري عن تقديره لاهتمام العاهل الأردني بالقضية الفلسطينية بالقول quot;نشكر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على كرم الضيافة واستقبال جلالته لنا في هذا البلد المضياف الطيب الذي احتفل بالأمس بيوم استقلاله (25 مايو آيار) والذي يحتضن هؤلاء الذين لغاية الآن لا يستطيعون العيش في بلدهم المجاورquot;.

الرد الاسرائيلي الرسمي اهانة لجون كيري وشمعون بيريز:

حتى قبل ان ينهي المؤتمر أعماله بشكل كامل وقبل ان تغادر الوفود أعلنت اسرائيل عن نيتها بناء الف وحدة سكنية استيطانية في منطقة القدس. أما كلمة شمعون بيريز الذي قال بحماس وبصوت مرتفع موجها كلامه لمحمود عباس quot;أنت شريكنا في السلامquot; هيا لنجلس معا ونتفاوض لقيت تلك العبارة تصفيق حاد من القاعة المكتظة ولكن حكومة اسرائيل في نفس الليلة أعلنت عن تنصلها من اقوال شمعون بيريز. الرد الاسرائيلي السلبي قلل من مصداقية بيريز واعتبره الكثيرون اهانة لجون كيري وزير خارجية أميركا.

ورغم ذلك يبقى السؤال هل ستستجيب اسرائيل لمبادرة رجال الأعمال؟ واذا استجابت نستطيع القول ان منيب المصري ورفاقه قد نجحوا حيث فشل السياسيون. الشهور المقبلة ستكشف مدى فعالية المبادرة.

لندن