وعد مرسي في حملته الانتخابية بمشروع وطني كبير أطلق عليه مشروع النهضة، وفي وصفه للمشروع قال أنه طائر له ذيل ورأس وجناحين، وبعيدا عن الركاكة اللغوية في تعبير مرسي فما يهمنا هنا أنه شبه مشروعة بالطائر، أنتظر المصريون قرابة العام علي أمل أن يبيض طائر النهضة ويشعر المواطن المصري بتغيير حقيقي أو يجني ثمار ثورته التي ضحي من أجلها بخيرة شبابه، ولكن أبدا لم يري الشعب بيضا للطائر، قالوا ربما سيلد ولكن أبدا لم يري الشعب مولودا للنهضة، فقد الشعب الأمل وأصبحت الحياة في مصر تسير من سئ لأسوء، ترحم المصريين علي أيام المخلوع بل وتمنوا لو عاد بهم الزمن مرة أخري لما قبل 25 يناير 2011!!!. فقد أتضح أن طائر النهضة عقيم لا يلد ولا يبيض ولا هو طائر ولا هو حيوان، بل هو من الخيال العلمي للإخوان، وفجأة يبيض الطائر بيضا كبيرة يهز به أرجاء الوطن كله ويكون البيض سد النهضة الأثيوبي!!!!!

قال هيرودت عبارة جميلة وهي quot;مصر هبة النيلquot;، أي أن مصر وما فيها من حضارة وتاريخ وشعب وأرض هي منحة وهبها النيل ولولا النيل ما كانت مصر، هذا هو النيل بالنسبة لمصر والمصريين فهو شريان الحياة بل هو الحياة ذاتها.

ولكن ما ذنب مرسي والإخوان في بناء سد النهضة الأثيوبي، أثيوبيا منذ زمن تحاول بناء السد، وهي تشكو من معاهدات تقسيم المياة وتصفها بالظالمة لها، فما ذنب مرسي؟؟؟. الإجابة بسيطة جدا نعم كان لأثيوبيا أطماع منذ قديم الزمن، ولكن كان هناك أسودا في الشمال يدافعون عن نصيب مصر من نهر النيل، كان الفراعنة يرسلون رحلاتهم جنوبا لتصل لمنابع النيل سنويا ليتأكدوا بأنفسهم من عدم وجود إعتداءات علي شريان الحياة، وجدت نقوش الفراعنة وتسجيلات رحلاتهم علي نقوش في بلاد المنبع، وجدت مخطوطة في أثيوبيا منذ عهد محمد علي مكتوب عليها من هنا تبدأ الحدود المصرية!!، حاولت أثيوبيا جس النبض في عهد السادات وكان رده حاسما وقويا أرعب أثيوبيا وأرعب كل الدول التي تساندها، وكان هناك محاولة في عهد المخلوع ولكن مبارك كان قويا وشجاعا وهدد بالتدخل العسكري وتوقف المشروع، لم يكن الرادع العسكري فقط هو السبب بل العلاقات الخارجية أيضا فكانت كل الدول تخشي غضب مصر في حالة مساندتها او تمويلها للسد الأثيوبي علي النيل.

مرسي أطاع هيبة الدولة عندما أضاع القانون وأحتكم لجلسات المصاطب، وأضاع القانون عندما سمح بحصار الدستورية وتعطيل إنعقادها، وأضاع هيبة مصر أمام كاميرات العالم وهو يأتي بحركات صبيانية تدل علي ضعف وضحالة شخصيته، الغريب أنه هو بنفسة الذي أعطي الضوء الأخضر للأثيوبيين، ففي لقاء له علي قناة العربية قال انه لن يعادي أحد وأن حصة مصر ستزيد من المياة بالدعاء!!!!، ثم جاء وزير الري الذي كان مرافق له ليفتح إشارة المرور لأثيوبيا وعلي أراضيها ويصرح أنه مصر لا تمانع في إقامة سد النهضة!!!، عندما جلس الرئيس الأثيوبي مع مرسي أدرك أن أسطورة أسود الشمال قد أنتهت وأن رئيس مصر لم يعد أسدا يهابة بل أرنبا يستطيع أن يأكله في أي وقت، وبالفعل فلم ينتظر الرجل كثيرا بل أتخذ قرار بتحويل مجري النيل الأزرق بعد لقائه بالأرنب!!!، علي أن يبدأ التنفيذ مع بداية النهار الجديد!!!!

يقولون أن تحويل مجري نهر النيل لن يؤثر علي حصة مصر، ونحن نعلم نعم لن يؤثر ولكن سد النهضة بعد بنائه سيؤثر وسيحرم مصر من 15 مليار متر مكعب من المياه سنويا، وإنخفاض نسبة توليد الكهرباء من السد العالي إلي 30%، وتبوير 2.5 مليون فدان من الأراضي المصرية، ووقف مشاريع تنمية وتعمير الصحراء، الأكثر من ذلك أن سد النهضة ربما يدمر السد العالي عندما يتم تغيير مناسيب المياة خلف السد العالي الذي يؤدي إلي أنهيارة تماما، بإختصار سد النهضة بمثابة الكارثة علي مصر.

أننا نعيش زمن مرسي، فقد تنازلنا عن سيناء للإرهابيين وفي طريقنا للتنازل عن حلايب وشلاتين لشمال السودان وتنازلنا عن المياة لأثيوبيا، وتمسكنا بطائر النهضة الإخواني وعليك العوض يارب في مصر.