مكره أخاك لا بطل هذا المثل الشائع ينطبق كثيرا على مدرب المنتخب الجزائري عبد الحق بن شيخةفي موضوع استدعائه مجددا لحارس وفاق سطيف فوزي شاوشي تحسبا للمواجهة المرتقبةضد المنتخب المغربي في تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 رغم معارضة عدة جهات أبرزها رئيس الاتحاد محمد روراوة.

ويرجع رفض روراوة لشاوشيبسبب التصرفات غير اللائقة التي بدرت منه فيمباريات سابقة سواء مع الحكام أو مع زملائه أو مع الطاقم الفني نفسه لكن استدعاءشاوشي يدخل ضمن إستراتيجية الجنرال للإطاحة بكتيبة نظيره البلجيكي إيريكغيريتس في موقعة عنابة.

العنصر الأول من هذه الإستراتيجية يكمن في الجاهزية الفنية و البدنية و حتى النفسية التي يتمتع بها شاوشي في الوقت الحالي في وقت يعاني منه الحارس رايس مبولحي من عدم جاهزيته بعدما توقف عن المنافسة منذ شهر كانون الأول بعد انتقاله للدوري الروسي حيث لم يلعب سوى مباراة واحدة و هي غير كافية لتجهيزه في حين يعاني الحارس الآخر محمد زماموش من نقص الخبرة و التجربة في مثل هذه المواعيد الكبرى و بالتالي فان بن شيخة لا يمكنه المراهنة عليهما في مباراة لا خيار أمامه سوى الانتصار و لا خيار أمامه سوى شاوشي.

السبب الآخر هو أن بن شيخة ينتظر رد فعل ايجابي من شاوشي الذي يتمتع بإمكانيات عالية لا يتأخر في تفجيرها و التألق عندما يتعلق الأمر بمباراة قمة كما حدث له في مواجهة مصر في المباراة الفاصلة بأم درمان أو ضد ساحل العاج في ربع نهائي أمم إفريقيا بانغولا حيث يعود إليه الفضل الأكبر في تحقيق الانتصار بتصديه لكراتلا ترد و هو ما ينتظره منه بن شيخة و محبي الخضر ضد الأسود خاصة أنهذه الفرصة من ذهب للرد على كل المشككين في قدراته و أن نجح في استغلالها فسيكون الحارس الأوحد للخضر لعدة سنوات قادمة.

الدافع الآخر الذي جعل الجنرال يستعين بالحارس المشاكس هوأن بن شيخة يريداستحضار روح مباراة أم درمان لتحقيق الفوز و لن يتأتي له ذلك إلا بإشراك اكبر عدد من اللاعبين الذين خاضوا تلك المباراة الحاسمة لزرع الروح في بقية العناصر التي غابت عنها فأعاد شاوشي و الظهير الأيسر نذير بلحاج و المهاجم عبد القادر غزال الذين استبعدوا من قبل إضافة إلى المدافعان مجيد بوقرة و عنتر يحيى .

و أهم من ذلك فان شاوشي يحمل ذكرى طيبة في نفوس زملائه و المحبينحيث ارتبط اسمه بالانتصارات بينما لم يفز الخضر في أي مباراة مع مبولحي أو زماموش.

و إضافة إلى ذلك فان شاوشي يمتلك خاصية إثارة الجمهور و دفعه إلى مؤازرة الخضر طوال المباراة خاصة في أوقاتها الحرجةو الشيء نفسهيقوم به مع المدافعين إذ يجيد لغة توجيههم نحو الأفضل بحكم الخبرة التي اكتسبها رغم صغر سنه.

كما أن بن شيخة يريد أن يغسل يديه من أي نتيجة سلبيةقد يسجلها الخضر فيتم تحميله مسؤولية الإخفاق بعدم الاستعانة بهذا اللاعب أو ذاكأوجه الدعوة لكل عنصر جاهز فنيا بغض النظر عن مواقفه الأخرى و غلق أي منفذ تأتي منه الانتقاذات و منح شاوشي فرصة جديدة مثلما منحت لحاج عيسى و لخالد لموشية و آخرون و إعطاء صورة للإعلام و للجمهور بأنه الملك الذي لا يظلم عنده احد.