في الوقت الذي قيل لجوزيه مورينيو إنه سيتعين عليه الانتظار لمدة عام آخر على الأقل إذا أراد أن يحقق حلمه كمدير فنيّ في أولد ترافورد خلفاً للسير اليكس فيرغسون، علم البرتغالي أنه أصبح مطلوباً من قبل الجار الصاخب لمانشستر يونايتد.
بعدما ادعى أحد المطلعين ببواطن الأمور في مانشستر سيتي أن مديره الفني روبرتو مانشيني quot;يلعب في الوقت الضائعquot; بعد خروج النادي من quot;يوربا ليغquot; ليلة الخميس الماضي، أصبح جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد، الهدف الرقم الواحد ليحل محل الايطالي هذا الصيف.
وسيعرض على البرتغالي، الذي قاد تشلسي إلى لقب الدوري الممتاز الانكليزي، عشرة ملايين جنيه استرليني سنوياً لتحمل المسؤولية في ايستلاند، في الوقت الذي سيضطر إلى الاختيار بين البقاء في ريال مدريد والانتظار إلى حين إعلان فيرغسون عن تقاعده أو الانضمام إلى مانشستر سيتي والبدء في تحدي منافسه، صديقه القديم، خصوصاً أن الاسكتلندي يعتزم البقاء لمدة عام آخر على الأقل، والذي سيكون نبأ سعيداً للجماهير في أولد ترافورد، إلا أنه سيعني أن الشياطين الحمر سيفقد المدير الفني الأكثر تأهيلاً لخلافة السير اليكس.
وبينما قال مصدر مطلع في الدوري الممتاز إن جوزيه علم بأنه ليست لدى فيرغسون أي نية للاعتزال في المستقبل القريب، فإن البرتغالي حريص على العودة إلى الدوري الممتاز عاجلاً وليس آجلاً، خصوصاً بعد انهيار علاقته مع فلورنتينيو بيريز رئيس النادي الملكي وخورخي فالدانو المدير العام.
ومع عدم احتمال النجاح في لاليغا هذا الموسم، إلا أنهلا يزال هناك الكثير لمورينيو من تحقيقه مع ريال مدريد. إذ يمكن أن يصل إلى مراكز الصدارة في دوري أبطال أوروبا.
ولدى مانشستر سيتي حجة مقنعة لحثه على تولي المسؤولية خلفاً لمانشيني، مع توفر المبالغ الضخمة للإنفاق في سوق الانتقالات، وإرث ذهبي لبناء النادي من جديد.
وبالتأكيد فإنه ستكون للشيخ منصور، مالك ايستلاند، ثقة أكبر لأفكار مورينيو لإنفاق ثروة ضخمة تكون أكثر فعالية من الجهود التي بذلها مانشيني والمدير الفني الذي سبقه مارك هيوز.
أهدر هيوز، الآن مع فولهام، أموالاً ضخمة في الموسم الماضي على مشاريع مغرورة مثل صفقات روكي سانتا كروز وواين بريدج وكولو توريه. ويواجه الايطالي الآن المصير نفسه، إلا إذا كان هناك تحول دراماتيكي لثروة الـ50 مليون استرليني لصفقة اخفاق المهاجمين ماريو بالوتيلي وإدين دزيكو. وعلى رغم تمسك الايطالي بهما، إلا أن العواقب وخيمةحتى الآن.
وجنحة بالوتيلي تتحول بسرعة لتكون الاسطورة في النادي. ويعرف مانشيني أنه هو المسؤول عن ذلك، خصوصاً عندما طلب شخصياً من مجموعة أبوظبي المتحدة، مالكة النادي، صرف 23 مليون استرليني للاعب متهور الذي أصبح يسيء إلى سمعة مانشستر سيتي، إضافة إلى الهمس عن الحملة ضد دزيكو داخل غرفة تغيير الملابس الذي يفزع مانشيني، حيث إن بعض اللاعبين غير راض عن جودة المهاجم أثناء التدريب الذي بلغت صفقة انتقاله 27 مليوناً.
وكان مانشيني بحاجة ماسة إلى دزيكو في كانون الثاني/يناير الماضي، بحيث اضطر خلدون المبارك، رئيس النادي، إلى التدخل شخصياً مع ممثلي البوسني لدفع صفقة الانتقال إلى الأمام.
مع ذلك لم يسجل قلب الهجوم أي هدف في الدوري الممتاز، وينحى عليه باللائمة لإمتصاص بعض الطاقة من كارلوس تيفيز، الذي يمر هو الآخر بموجة جفاف أطول هذا الموسم.
وتجاهل مانشيني النصائح بأنه لا يمكن السيطرة على بالوتيلي، إلا أنه أقنع خلدون المبارك ليشتريه من انتر ميلان، حيث كانا يعملان معاً بنجاح. ولكن ثبت الآن أن منتقدي المهاجم (20 عاماً) كانوا على حق، حيث يتصرف المهاجم كطفل عابس، وحصل على بطاقة حمراء في المباراة ضد دينامو كييف لتهوره.
ويعرف الايطالي جيداً أنه ينبغي أن يكون هناك تغييراً ما. والحد الأدنى المطلوب هو تأهل مانشستر سيتي لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. ويعلم جيداً أن حياته المهنية أصبحت صعبة بعد تصرفات بالوتيلي الذي كان يثق به مئة في المئة.
وسبق أن أقيل مارك هيوز، الذي اشترى خدمات لاعبين من أمثال سانتا كروز، المهاجم الذي تعرض للإصابة، بصفقة 17.5 مليون استرليني، الذي سجل أربعة أهداف فقط في 18 شهراً، قبل أن يعود إلى بلاكبيرن روفرز على سبيل الإعارة.
ويخاطر مانشيني بالمصير نفسه، خصوصاً أن اختيار أفضل قيمة للاعب مقابل الأموال التي دفعت لشراء الجناح آدم جونسون (7 ملايين استرليني فقط) كانت من قبل براين ماروود، المدير الإداري للكرة، بدلاً من الايطالي.
وعاد جونسون إلى تشكيلة الفريق أخيراً بعد ابتعاده عن الملاعب لمدة ستة أسابيع بسبب إصابته. ويأمل أن يكون في تشكيلة فابيو كابيلو عندما يواجه منتخب انكلترا في الأسبوع المقبل ويلز وغانا.
وستتلاشى العلل الحالية في ايستلاند مع نهاية هذا الموسم، إذا فاز في أول بطولة كبرى منذ عام 1976 ndash; ملحمة الدور قبل النهائي لكأس انكلترا ضد مانشستر يونايتد التي ستقام في استاد ويمبلي يوم 16 الشهر المقبل ndash; واحتلال أحد المراكز الأربع الأولى في الدوري الممتاز.
وكما سبق أن قال جونسون: quot;لقد خسرنا عددًا كبيرًا من النقاط أمام فرق كان ينبغي الفوز عليها، ففي بعض المباريات كانت لدينا 20 فرصة على الأقل للتسجيل، ولكننا لم نستغلها. نأمل أن نتعلم من دروسناquot;، فقد تم التوقيع معدزيكو وبالوتيلي خصوصاً للتغلب على هذه المعضلة، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، لأنه يكمن في خلفية عدم اليقين بشأن ما سيحدث لكارلوس تيفيز في الصيف، الذي أمضى كثيراً من الوقت في المباريات الأخيرة وهو يسأل مانشيني عن سبب عدم وجود دعم له في منطقة جزاء الخصم. ولكن المدير الفني، الذي شارك 36 مرة مع منتخب ايطاليا، لم يفز ثلاث مرات بلقب سيريا آ من دون إدراكه كيف يتعامل مع الركلات وتسجيل الأهداف.
وبما أن الأندية بدأت تتعامل مع الأعمال التجارية منذ الآن وقبل نهاية الموسم الحالي، فإن مانشيني يحاول تلميع صورة اقصاء مانشستر سيتي من البطولة الأوروبية ومحاولة تحويل ذلك لمصلحته، إذ قال quot;سيكون الشهران الأخيران لهذا الموسم صعبين لكل الأندية، خصوصاً لمانشستر يونايتد وتشلسي بعد تأهلهما إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروباquot;.
ولكن إذا لم يبدأ مبلغ الـ50 مليون استرليني بالانتاج، فبالتأكيد سيتوقع مانشيني أن الأسابيع القليلة المقبلة سوف لن تكون عطلة بالنسبة إليه أيضاً، خصوصاً أن مدرباً مثل مورينيو على أهبة الاستعداد لإنقاذ مانشستر سيتي.
التعليقات