دمشق: تعليقاً على تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر قادمة، طالب محلل سياسي بعثي سوري أن يعود الفرنسيين إلى دورهم الديغولي المستقل في علاقتهم مع الشرق الأوسط، وأعرب عن أمله أن تنظر فرنسا ومن خلالها أوروبا إلى ضفتي المتوسط بمنظور المصالح المشتركة وتعمل من أجل السلام العادل.

وحول موقف سورية من تسلّم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي، قال القيادي البعثي السابق فايز عزالدين في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;في أساس السياسة السورية رغبة أن يعود الفرنسيون إلى دورهم الديغولي المستقل، والذي يراعي المصالح الفرنسية في العلاقة مع المجموعة الشرق أوسطيةquot;. وأردف quot;لقد حاولت سورية في هذا السياق أكثر من مرة أن تعمق خط التفاهمات مع فرنسا فيما يتعلق بقضايا المنطقة العربية والشرق أوسطية والبحر المتوسطquot;، على حد تعبيره.

وقال عز الدين quot;لم تكن السياسة الفرنسية في عهد الرئيس جاك شيراك مستقلة، فقد ذهب في تحالفه مع الولايات المتحدة أكثر من اللازم، ولم تعط الأخيرة السياسة الفرنسية خصوصية القرار السياسي إطلاقاً، بل حاولت أن يكون القرار موحداً معها ومعبراً عن تطلعاتها وحدها، فأصبحت فرنسا تحالف المشروع الأمريكي في المنطقة الذي يؤازر المشروع الإسرائيلي بغير حدود، بغض النظر عن موقف المجتمع الدولي ومؤسساته الشرعيةquot; أي الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وتابع quot;نستمع الآن إلى الرئيس نيكولا ساركوزي وما يقوله في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وإعلانه عن ضرورة قيام الدولة الفلسطينية، وعن القدس كعاصمة مشتركة، وعن أهمية وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة..

وتعتبر سورية أن ما يقوله هو مؤشر إيجابي يمكن أن تُبنى عليه سياسة جديدة مع فرنساquot;. واعتبر أن quot;رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي يوطد القرار المستقل الذي ينطلق من المصالح الأوروبية، فهذا يعني أن القارة ستنظر إلى ضفتي المتوسط بمنظور المصالح المشتركة، ومن المعروف أن هناك اتجاهات رأي في أوروبا أصبحت تعلن عن ضرورة أن تعطي إسرائيل الحقوق لأصحابها وتلتزم بمعادلة الأرض مقابل السلامquot;.

وعن التطلعات السورية فيما يخص عملية السلام والدور الفرنسي، قال quot;إن سورية تأمل أن تعمل فرنسا على تطبيق ما أعلنه الرئيس ساركوزي مؤخراً حين أشار إلى أن بلاده قد تكون وسيطاً محتملاً للسلام وأكّد على أن الاتحاد الأوروبي سيعمل من أجل السلام العادل، وترى السياسة السورية هذا الأمر مؤشراً إيجابياً في مستقبل العلاقات، ولو تكلل ذلك بموقف أوروبي جديد تكون رئاسة فرنسا للاتحاد الأوربي ناجحة منذ اللحظة الأولىquot;، على حد وصفه.

باريس تؤكد تغيب القذافي عن قمة الاتحاد من أجل المتوسط

من جهة اخرى، أكدت باريس مساء اليوم أن الرئيس الليبي معمر القذافي سيتغيب عن قمة الاتحاد من أجل المتوسط.

وقالت مصادر في قصر الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) quot;إن الزعيم الليبي لن يأتيquot;، ولكنها شددت على أن العلاقات بين باريس وطرابلس الغرب quot;ممتازةquot;. ونوهت، في تصريحات للصحافيين بأن فرنسا حرصت على الحوار مع القذافي حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط رغم quot;انتقاداته الحادةquot; للمشروع، وأشارت إلى زيارة أمين عام الإليزيه كلود غيان إلى ليبيا الأسبوع الماضي، حيث أكد للرئيس الليبي رغبة باريس بتسريع الاتفاقات الموقعة بين الطرفين.

وكان السفير الفرنسي المكلف بالتحضير لقمة الاتحاد من أجل المتوسط، آلان لوروا، أكد اليوم أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بحث موضوع الاتحاد من أجل المتوسط مع الزعيم الليبي خلال زيارته إلى ليبيا.

ويذكر أن القذافي شن هجوما عنيفا على المشروع الفرنسي خلال قمة مصغرة للقادة العرب المعنيين بالاتحاد من أجل المتوسط، وحذر من أن يؤدي الاتحاد إلى تمزيق الجامعة العربية إلى ثلاثة أقسام: متوسطي وإفريقي وآسيوي.