كنت أتحدث مع بروفيسورة لغة عربية وكانت تلعن ظاهرة (العربيزي )التي انتشرت بين الشباب،وهي الكلمة التي نحتت من كلمتي عربي وانجليزي لتعبرعن هذه اللغة الجديدة التي انتشرت سريعا.
كانت البروفيسورة تنعي اللغة العربية وعن ضرورة تبني جميع الغيارى قضية محاربة هذه اللغة المسخ،لكنها لم تسأل نفسها ما الذي وراء هذه اللغة وكيف نشأت؟
اللغة التي تتحدث عنها البروفيسورة هي باختصار:كتابة اللغة العربية بحروف لاتينية،وبما أن لغتنا الجميلة هي لغة الضاد والصاد والحاء والخاء والطاء والعين وغيرها من الحروف التي ليس لديها ما يشبهها في الحروف اللاتينية،فقد تم ترقيع هذا الخلل عبر الاستعانة بالأرقام الانجليزية ليعبر رقم اثنين عن الهمزة ورقم ثلاثة عن حرف العين والسبعة عن حرف الحاء والسبعة مع فاصلة عن الخاء والثمانية عن القاف والتسعة عن الطاء هكذا.
ولأن معظم التواصل أصبح بين الناس عبر رسائل الجوال والماسنجر وحل محل الحوار والتواصل الحي والحقيقي فكان لا بد من ادخال لغة الجسد للتوضيح أكثر، فتمت الاستعانة بالوجوه المعبرة حتى يعرف المتلقي ما هي حالتك المزاجية،هل أن تمزح أم غضبان فعلا أم مندهش؟ليحل هذا الولد الأصفر محل وجهك الحقيقي وتعبيراته!!؟.
لغة جديدة تخلق نفسها بنفسها حسب الحاجة،ابني اذا أردت (خلعه )من الماسنجر يقول لي:quot;لحظة ماما بس أكتب
g to g
وهي اختصار ل
got to go
ومرة قال لي اخترعنا أنا وصديقي مختصرا آخر
wayd
وهو يعني
what are you doing?
هكذا تنمو اللغة الجديدة وتضاف اليها المصطلحات وتتطورغير آبهة بلعن اللاعنين، الكل يضيف لها حسب ابتكاره وحاجته دون الحاجة الى دراسة قواعد أو نحو أو اعراب أو العودة الى مجمع لغة أو غيره
أساس هذه اللغة بدأ عندما ظهرت الأجهزة والجوالات ولم تكن تحوي لوحة مفاتيح عربية لأننا -كالعادة- نستورد الحضارة ولا نصنعها فكان التغلب على هذه المشكلة عبر الكتابة باللغة العربية ولكن بحروف لاتينية وأرقام ووجوه وعبارت وكلمات مختصرة
في تصوري أن الخوف على اللغة العربية مبالغ فيه فهي محفوظة بحفظ القرآن الكريم،والمهم هو ما يقال بهذه اللغة فرسائل بن لادن والظواهري تكتب بلغة عربية فصيحة وسليمة تشكيلا واعرابا، لكنها تبث ما تبثه من فتن وسموم في حين هذه اللغة التي تؤرق البروفيسورة ساهمت في تواصل وحواروعلاقات انسانية.
باختصار:محاربة هذه اللغة الجديدة لن يجدي والأفضل لنا بدلا من محاربتها هو أن:
nata3allamha!!
ريم الصالح
reemalsaleh.blogspot.com
[email protected]






التعليقات