هناك سؤال ربما من الضروري ان يطرحه كل منا على نفسه وهو : الى متى يبقى النزاع العربي الاسرائيلي قائما ؟ هل سيكون هذا النزاع ابديا ولاتكون له نهاية ؟ ام انه سيشهد يوما ما نهايته واذا كان الامر كذلك كيف ستكون هذه النهاية ؟ هل ستتم بقذف احد الطرفين اسرائيل او الفلسطينيين في البحر؟

ام بايجاد حل سلمي للازمة ينطلق من ضرورة تحقيق المصالح العليا للطرفين بما في ذلك حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وفق تسوية سياسية معقولة. ولو نظرنا الى هذه الاشكالية بعيدا عن العواطف لوجدنا ان لامناص من محاولة العثور على حل سلمي ينهي معاناة الناس ويضعهم امام مستقبل امن وحياة حرة كريمة لان استمرار هذه الحرب بكل ما تحمله من ويلات ونكبات هو تبذير بالطاقات وهدر بالاموال والانفس اما الحل الذي تقترحه المجموعات المتطرفة من الجانبين العربي والاسرائيلي والذي ينصب على قذف العرب او اليهود في البحر فهو حل مسرحي لن يكون بالامكان تحقيقه الا على الورق وفي نصوص الخطابات الحماسية لزعماء التطرف فالحل الوحيد الممكن هو الجلوس على طاولة المفاوضات للبحث عن توافق يمكن ان ينهي هذه الماساة باقل قدر من الخسائر.


ان طريق السلام هو طريق صعب ومعقد الا انه شيء يستحق المحاولة بل والتضحية من اجله وعلى القوى المتطرفة من الجانبين ان تدرك ان ليس من حقهم مصادرة راي الاخرين او احتكار القرار فقرار الحل هو نصيب الجميع ولا يجدر باي طرف مصادرته لان في ذلك مسؤولية كبيرة واذا كان معظم العرب والفلسطينيين ومعظم الاسرائيليين يؤيدون نهج السلام فلماذا يصر البعض على معاكسة هذا التيار ؟ اليس في ذلك استهانة بالاخرين واستخفافا بدورهم ثم الا يجب ان ناخذ العبرة من تجارب السنوات السابقة وكيف رضخت فتح ومعها الجانب الاسرائيلي لمشروع السلام مع انهم كانوا رافضين لذلك لسنوات عدة وفتح اقدم من حماس وتعرف اهوال النزال اكثر منها بل انها كانت الطرف الاكثر فاعلية من الذين رفعوا لواء محاربة اسرائيل من الداخل الفلسطيني ولابد لحماس ان تدرك ان قضية فلسطين لاتصلح ان تكون شعارا جهاديا لانها قضية شعب لا شعوب وليس من حق احد سوى هذا الشعب التعامل مع هذه القضية او ابداء رايه فيها فلو اراد الفلسطينيون السلام ليس من حق احد ارغامهم على الحرب والعكس صحيح ان ارادوا الحرب ليس من حق احد ارغامهم على السلام واذا كان بمراد حماس ان تحارب فعليها ان تفعل ذلك بموافقة جميع الاطراف الفلسطينية لا ان تقرر الحرب بنفسها وتترك الاخرين يواجهوا اله الحرب الاسرائيلية رغما عنهم كما حصل في الحرب الاخيرة التي تسببت في مصرع مئات الفلسطينيين المدينيين الذين ربما لم يكونوا راغبين في الحرب اما الاطراف التي تحشد للحرب او تدفع اليها فعليها ان تحارب بنفسها فهي تملك جيوشا ولديها امكانيات اكبر بكثير مما لدى الفلسطينيين واذا امنت بالحرب فلماذا لاتجربها بنفسها اليس من المعيب ان تعلن الحرب وتترك الاخرين يحاربون عنها وفي كل الاحوال لابد ان ندرك ان لامصلحة لاحد بالحرب لان الحرب امر رهيب بل لابد ان يكون السلام رائدنا و ان يكون هدف الجميع.

باسم محمد حبيب