نشرت صحيفة ايلاف الالكترونية مقالة غاية في الاهمية نقلا عن صحيفة المدينة السعودية للكات ب سلطان القنعري تحت عنوان quot; المالكي وحسن الجوار quot;. بداية أهمية المقالة تكمن كونها تؤشر الى حالة جيدة من خلال متابعة دول الجوار العربي للعراق و للتصريحات التي تنطلق من دولة رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي والذي يمثل اعلى سلطة تنفيذية منتخبة في عراق اليوم. وهذه نقطة الاستماع والمتابعة على بساطتها لكنها تسجل ايجابية كبرى للدول العربية مما يعني ان quot; اذان الطين quot; بدات تسمع. ولكن حدود الايجابية مع الاسف الشديد تنتهي فقط عند حدود السمع هذا. اما التحليل والتفاعل والاجابات فهي الكارثة بعينها.

فبعد ان اعطى العنقري لنفسه حق تكريم السيدين الطلباني والمالكي و الاغلبية الساحقة 70% من عرب العراق والمتمثلة بالشيعة ومن اكراد العراق حوالي 17 % ومنحهم حق الجنسية والمواطنة العراقية وتمادى بكرمه باضافة مفردة quot; وبدون شك !!quot;. ودون انتظار طويل دخل الى quot; شخبط شخابيط نانسي عجرم ومعمعة العراق المحتل quot; وعاب على السيد المالكي مطالبته دول الجوار العربي بفتح سفاراتها في وقت ان العراق تحت الاحتلال. وهنا لابد من طرح تسأول مشروع وواقعي يقول اليس بطل هذا الاحتلال المزعوم ورمزه الاوحد هو بوش الابن !؟ فلماذا اذا تم استقباله في اغلب دول الجوار العربي؟
وايضا لماذا معظم هذه الدول فيها قواعد امريكية مهمة وايضا مخازن اسلحة وقواعد عسكرية وجوية غاية في الخطورة الى حد تكديس بعض الاسلحة الستراتجية الامريكية في بعض دول المنطقة العربية؟
ثم الم تتعاون كل الدول العربية مع بوش الاب وارسلت قواتها الى الكويت لتحرير الكويت من نفس الصنم الذي كان يحتل العراق هو وأقليته الحاكمة !؟
فهل عليكم حلال وعلينا حرام ثم حرام ثم حرام. مع الفرق الشاسع بين دميقراطيتنا العملاقة الناهضة والقادمة لامحال وانظمة الديكتاتورية والتوريث في بعض الدول العربية.
والسؤال الاهم من اين تاتي هذه الجراءة والوهم لأي كان ان يمنح او يسحب الجنسية والمواطنة العراقية من ابناء العراق الاصلاء. اليس في ذلك تجاوز على هذا العظيم الذي اسمه العراق. رغم اني شخصيا رجل عروبي واذوب بالعروبة الاصيلة والنقية ولذلك اتقبل هذا الحق المكتسب للاخرين لكن على شرط ان يثبتوا عروبتهم اولا.

ان المالكي يعرف جيدا دور دول الجوار الاقليمي وفي مقدمته الدور العربي في محاربة تجربة العراق الرائدة في المنطقة. لكنه رجل واقعي ويعرف ايضا ان دورة نهوض العراق لم تكتمل لحد هذه اللحظة لذلك هو بحاجة الى هذه السياسة الواقعية حتى ياتي يوما سنطالب به ان تدفع كل دول الجوار ديون فلكية للعراق بل وحتى حقوق حصتنا النفطية التي تسوقها لنفسها بعض الدول المنطقة منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا. ولن ابالغ اذا قلت سياتي يوم سنطالب به كل دول الجوار دون استثناء والدول العربية في مقدمتها ان تدفع تعويضات لكل ضحية وشهيد عراقي منذ نيسان 2003 وحتى يقدر الله سبحانه وتعالى ان تقف هذه التضحيات الدموية الجسام.
اما شر البرية ما يضحك فذلك ينطبق على مطالبة العنقري ان يكون العراق تحت وصاية الجامعة العربية!! وكأن الزمن واقف عند غالبية العرب وكأن عيونهم لاترى ومشاعرهم لاتستوعب هذا التحول العظيم في العراق والحقائق الكبرى التي اكدتها اخر انتخابات مجالس محافظات في العراق جرت قبل عدة اشهر وايضا انتخابات اقليم كردستان العراق القريبة جدا فيما العراقيين الاكرام جميعا عيونهم تربو الى الانتخابات البرلمانية القادمة في طموح كبير لتغير الواقع العراقي نحو الافضل والاحسن. فكيف تستطيع منظمة عربية ديكتاتورية مثل الجامعة العربية التي تعكس صورة الواقع العربي المرير ان تدير بلد ديمقراطي ناهض مثل العراق. ثم اهل العراق مثلما قال الجاحظ (اهل سلطة ووجاهة ) فمن هذا الذي يريد ان يدير امورهم نيابة عنهم.

ان اجمل مافي مقالة العنقري هذه الصراحة والوضوح الكبير في نقل وجهة النظر العربية الطائفية حول العراق الجديد فهو يطالب بشكل واضح باعادة الحكم والسلطة الى السنة العرب في العراق. وكمواطن عراقي لاارى مانع على ذلك بشرط توفر دعم الناخبين وشرعية صناديق الانتخابات. لكن ان يعود حكم العراق الى الاقلية السنية او ان تعود عقارب الساعة الى الوراء بتصورات او تخيلات طائفية واهمة فتلك ستكون بحق طلقة الرحمة. فالعراق اليوم عاد الى أهله الاصلاء ولم ولن تحكمه أقلية وعقارب الساعة لم ولن تعود الى الوراء.


محمد الوادي
[email protected]