غادة محمد من الطائف:لم تطأ أي أنثى خشبة مسرح سوق عكاظ سوى الفائزة بجائزة التصوير الفوتوغرافي بنان البصري، أما المثقفات العربيات اللاتي دعين للمشاركة في جلسات وندوات وأمسيات النشاط الثقافي كن بعيدات عن الصعود للمسرح وإلقاء قصائدهن للجمهور.

الشاعرة الجزائرية زينب الأعوج قالت في بداية أمسيتها التي ألقتها في الصفوف النسائية المنعزلة مخاطبة جمهورها quot;اسمحوا لي أن أحتج قليلا لأني لست في المنصة، لكنني ضيفة وأحترم طقوس البلد، وأنا هنا أتشرف بمن جاء ليسمعنيquot;. الأمر الذي شكل حرجا كبيرا للمثقفات السعوديات في تبرير هذه الخطوة من اللجنة المنظمة لعزل الشاعرة عن المنصة والمسرح.

وقالت الشاعرة زينب الأعوج quot;لإيلافquot; برضى عن ذلك quot;لم أستأ على الإطلاق فلكل مجتمع عادات وتقاليد وأنا أحترمها وأهل البلد احترموني وقدروا استضافتيquot; وأوضحت الأعوج في تعليقها على العزل النسائي عن الصعود والحضور في جلسات الأمسيات quot; كل شيء صعب في البداية فمع الأيام ستتغير أمور كثيرةquot;.

وشكل هذا الأمر ردة فعل قوية من الشاعرة السعودية بديعة كشغري قبل بدء أمسيتها وجاءت مجاملة للشاعرة الجزائرية الأعوج وقالت في حديثها quot;لإيلافquot; إنها قالت للشاعرة زينب الأعوج quot;نبضك جميل ولا يجب أن يختفي في ظل المكان ولا يجب عليك أن تستسلميquot; إلا أن رد الشاعرة الجزائرية جاء بصيغة دبلوماسية ومثيرا للتفكير حين ردت على الشاعرة كشغري بقولها quot;هذا دورك فأنت ابنة البلد وأنا مجرد ضيفة يجب علي أن احترم تقاليد وعادات المجتمع السعوديquot;.
وكانت هذه الكلمات من الشاعرة الأعوج محركا للشاعرة السعودية بديعة كشغري حين طلبت من اللجنة السماح لها بالصعود على المسرح أو إنزال المنصة المخصصة لإلقاء الأمسية لها، فما كان من اللجنة إلا أن رضخت للخيار الثاني وألقت كشغري أمسيتها والجمهور خلفها.

ورفضت كشغري في حديثها quot;لإيلافquot; الازدواجية في المعايير، معتبرة أنه حان الأوان أن نتخلص منها ومعتبرة أن ما يحدث quot;مخجل ومعيبquot;. وقالت الشاعرة كشغري إن الشعر هو عملية تلقٍ واستقبال معاً، ورأت أن من الصعب أن إلقاء القصائد والجمهور خلفها، معتبرة نفسها في ذلك الحين مواطنة من الدرجة الثانية تلقى عليها الأوامر وعليها الاستجابة على حد وصفها.

واختتم سوق عكاظ في عامه الرابع نشاطه بحضور جماهيري كبير فاق العشرين ألف زائر وزائرة طيلة أيام السوق وسط مشاركة عربية واسعة لعدد من المثقفين تجاوز عددهم (150)مشاركا. وعرضت بأيام مهرجان السوق العديد من الملاحم التاريخية والثقافية والمسرحيات التي كانت حاضرة هذا العام بشخصية الشاعر quot;طرفة بن العبدquot; وتم كذلك توزيع جوائز سوق عكاظ حيث حصل الشاعر اللبناني شوقي بزيع على جائزة شاعر عكاظ، والشاعر ناجي حرابة على جائزة شاعر شباب عكاظ، فيما فاز بجائزة لوحة وقصيدة الفنان التشكيلي محمد الرباط. وفاز بجائزة الخط العربي مناصفة صباح الأربيلي، والعراقي مثنى العبيدي، كما فاز بجائزة التصوير الضوئي عن فئة فوق 18 سنة المصري سامي حلمي، وفازت بفئة أقل من 18 سنة بيان بصري.