عبدالله السمطي من الرياض:
أكد الكاتب والباحث سعيد بن ناصر أبو ملحة أن كتابه الذي أصدره عن الحوار في فكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز يأتي ليبرز القيم الحوارية في فكر الملك، هذه القيم التي برزت لأكثر من ربع قرن من خلال توجيهاته بإقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بتنظيم من الحرس الوطني هذه المؤسسة العسكرية الثقافية الشاملة التي يترأسها منذ أكثر من خمسة عقود.
وأشار أبو ملحة في تصريحه لإيلاف إلى أن الحوار مثل ركيزة أساسية في فكر الملك عبدالله حيث وجّه كثيرا، وطوال العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل ndash; ومنذ أن كان وليا للعهد حتى اليوم - بتوسيع الدائرة الحوارية، وبطرح موضوعات غاية في الأهمية على مائدة الحوار والبحث.
وإذا كان هذا الحوار اتخذ صيغته الاحتفائية بعض الأحيان لوروده ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) واتخذ صبغة أكاديمية نخبوية في أحيان أخرى لوروده ضمن ندوات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فإنه اتخذ وجهة أكثر شعبية، وأكثر قدرة على تفعيل الحراك الفكري في المجتمع، وتجلى ذلك في انطلاق الحوار المسؤول، الحوار الأكثر وعيا بالقضايا الوطنية، والأكثر تنظيما، والأكثر منهجية.
وقد عنون أبو ملحة الذي أشرف فترة مديدة على المركز الإعلامي في الجنادرية ويرأس اليوم تحرير مجلة الحوار كتابه ب:quot; الحوار في فكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعودquot; حيث يتناول فيه جهود الملك في إطلاق الحوار وجعله نمطا من أنماط الحياة لدى المجتمع السعودي، ويبين فيه الملامح الأولى للحوار في فكره التي تجلت في توجيهاته بعقد ندوات حوارية من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ومن خلال الندوات الحوارية الدولية لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة ثم اتجاهه إلى العمل المؤسسي لهذا المشروع بإطلاق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وصولا إلى مبادرته العالمية للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والفلسفات.
وقد قدم للكتاب الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمقدمة ضافية أشاد فيها بما قدمه الملك عبدالله من جهود كبيرة في تأسيس قنوات الحوار، حيث قال في هذه المقدمة:

quot; إن الجهود الكبيرة التي قام بها سيدي وأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تأسيس قنوات الحوار ونشر ثقافته على مستوى الوطن، وتأصيل وتعزيز الفكر الحواري بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات الإنسانية تستحق شهادات من التاريخ الوطني والعالمي. وهذه الجهود هي مبادرة تنبع من فكر وتعبر عن رؤية إستراتيجية يمتلكها سيدي الملك عبدالله الذي أعطى لهذا الوطن كل ما يرتقي به إلى مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة مع الحفاظ على سمته الإسلامية وشخصيته الحضاريةquot;.
وقد تضمن الكتاب أربعة فصول جاءت كالتالي: الفصل الأول: الحوار وقيم التواصل والتفاعل الإنساني، وفيه قدم المؤلف إطارا موضوعيا عاما لمفهوم الحوار ودوره في تعزيز مجالات التعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب.
وفي الفصل الثاني: خادم الحرمين الشريفين والإرهاصات الأولية لانطلاق الحوار، عرض الكاتب للإرهاصات الأولية للحوار لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله - التي تجلت في عقد عدد من الندوات التي تم فيها إجراء حوارات ثقافية قيمة عن الإسلام والغرب والإسلام والشرق، وحوار الحضارات وعقدت في إطار مهرجان الجنادرية، وفي إطار الندوات الثقافية لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
وفي الفصل الثالث: الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتجليات الحوار الوطني، عرض لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعقد الحوار الوطني بين مختلف الأطياف والتوجهات والشرائح الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، وإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتتالي عقد اللقاءات الوطنية للحوار الفكري، ودور المركز في نشر ثقافة الحوار والسعي إلى جعلها نمطا من أنماط الحياة لدى المجتمع السعودي.
أما الفصل الرابع: من الحوار الوطني إلى الحوار العالمي: خادم الحرمين الشريفين وحوار أتباع الأديان والثقافات والفلسفات الوضعية، فقد تناول فيه المؤلف مشاهد الانتقال من الحوار الوطني إلى الحوار العالمي ومبادرة خادم الحرمين الشريفين لإقامة حوار شامل بين أتباع الأديان والثقافات والفلسفات الوضعية، وأبرز ما جاء في الكلمات وأوراق العمل التي ألقيت في مؤتمر الحوار الإسلامي العالمي الذي عقد في مكة المكرمة، وكذلك حوار الأديان والثقافات في مدريد ثم انعقاد مؤتمر حوار الأديان والثقافات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد تضمن الكتاب أيضا ملحقا شاملا بكلمات وخطابات الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مختلف الندوات واللقاءات الحوارية واللقاءات الوطنية، وكذلك كلماته في مؤتمرات: مكة المكرمة، ومدريد، ونيويورك، وكذلك البيانات الختامية لهذه المؤتمرات. بحيث تشكل هذه الملاحق مدونة بحثية لمن يرد الاطلاع أو قراءة أبرز ما جاء في مؤتمرات الحوار المتعددة.