يواصل الفرنك السويسري حصد الأرباح حيال اليورو والدولار الأميركي معاً.


برن: تعود وكالات التصنيف الدولية إلى عاداتها القديمة الرامية إلى الضغط على قيمة اليورو إلى أبعد الحدود. هكذا، يواصل الفرنك السويسري حصد الأرباح حيال اليورو والدولار الأميركي معاً. فاليورو يعادل 1.2510 فرنك سويسري. أما الدولار فإن قيمته ترسو، اليوم، على 0.9528 فرنك سويسري، وهذا المستوى هو الأدنى له منذ شهر مارس (آذار) من عام 2008.

رغم أن الصين quot;تطوعتquot; لمساعدة الاتحاد الأوروبي وعملته الموحدة، إلا أن الأسابيع المقبلة ستشهد مزيدًا من المفاجآت، في ساحات أسواق الصرف، وفق ما يتوقعه خبراء المال والعملات في سويسرا.

يفتخر السويسريون بقوة عملتهم الوطنية، التي تخوّلهم السفر والإنفاق في الخارج براحة أكبر، من جهة. لكن، من جهة أخرى، فإن القطاع السياحي الوطني بدأ يتابع عن كثب آخر أخبار أسواق الصرف من جراء تراجع حركة الوافدين إلى سويسرا. وفي حال مرّ القطاع السياحي بحالة من الكساد فإن مئات الموظفين داخله سيتعرضون إما للتسريح أو للعمل عبر الدوام النصفي.

هذا ويُجمع الخبراء المحليون على أن الصين، التي تمتلك أكبر مخزون عالمي من العملات الصعبة، تحاول دخول مسار دعم اليورو وتقديم المساعدات إلى الدول الأوروبية المتعثرة مالياً التي تحتاج سيولة ضخمة لوقف النزيف في موازناتها العامة. لا بل يذهب بعض الخبراء إلى حد أبعد للاستنتاج بأن المساعدات المالية الصينية، التي تنتظر الضوء الأخضر من أوروبا، لن تكون من دون منافع لحكومة بكين، أولها تخفيف الضغوط الجمركية على الصادرات الصينية إلى أوروبا.

في سياق متصل، يشير الخبير مارتين هوفرت لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن المصرف المركزي السويسري quot;اس ان بيquot; يخوض مناورات موسعة مع نظيره الأوروبي والمصارف المركزية الأميركية (فيد) والكندية والبريطانية واليابانية لضمان تجهيزه بمزيد من الدولارات في الأعوام المقبلة. وفي الشهور الثمانية الآتية، ستعمل هذه المصارف المركزية على تمديد اتفاقيات عدة، تم إبرامها مع سويسرا، لتجهيزها ببلايين الدولارت.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بأن خطوة التجهيز بالدولارات قد يكون لها وجهان. الأول يتعلق بإغراق الأسواق المحلية بالدولارات لتخفيض أو رفع قيمته إلى حد أبعد. أما الوجه الثاني فهو منوط بعمليات شراء المزيد من سبائك الذهب، المسعرة عالمياً، إلى الآن، بالدولار الأميركي، لدعم قوة الفرنك السويسري.