يكمل ملياردير روسي الأسبوع الحالي صفقة لشراء مكتبة laquo;ووترستونraquo; البريطانية الشهيرة بمبلغ لا يتجاوز 35 مليون جنيه (56.7 مليون دولار) مستغلاً تردي الأوضاع المالية في شركتها الأم.


لندن: أعلن الأوليغارك الروسي الكسندر ماموت، وهو صديق مقرّب من أوليغارك آخر هو مالك نادي تشيلسي رومان ابواموفيتش ومن سادة الكرملين، قرب استحواذه على laquo;ووترستونraquo;، إحدى أكبر المكتبات البريطانية، بمبلغ بخس لأن شركتها الأم تعاني من مصاعب مالية جمّة.

وسيدفع ماموت 35 مليون جنيه (56.7 مليون دولار)، القليل بالنظر الى مكانة المكتبة وقيمتها الحقيقية، الى شركة laquo;هيز ماسترز فويسraquo;، المالكة المعروفة بأحرفها الأولى laquo;إتش إم فيraquo; واشتهرت ببيع الاسطوانات ثم الأقراص المدمجة الموسيقية والأفلام على أشرطة الفيديو أولا ثم أقراص laquo;دي في ديraquo; من متجرها بأوكسفورد ستريت وأفرعها العديدة في سائر المدن البريطانية.

ويتوقع لماموت، الذي كان مقرّبا ايضا من الرئيس السابق بوريس يلتسين، أن يكمل صفقة الشراء خلال الأسبوع الحالي. ويأتي المبلغ الذي سيدفعه بمثابة ضربة موجعة أخرى لشركة laquo;إتش إم فيraquo; التي اضطرت لقبوله في محاولات يائسة لتفادي الدعاوى القضائية التي تلوّح بها البنوك الدائنة. فبعدما أعلنت عن مصاعب مالية تتعلق بانخفاض الأرباح أولا، ثم الخسائر ثانيا، طالبها الدائنون بإيجاد الأموال بشكل أو آخر. وأجبرها هذا الوضع على عرض أفرعها من laquo;إتش إم فيraquo; وlaquo;وترستونraquo; في كندا للبيع أيضا.

ويذكر أن الشركة تصبح بهذا الوضع آخر ضحية وسط الشركات البريطانية للمنافسة من الإنترنت في مجالات الموسيقى والأفلام والكتب. ونقلت صحيفة laquo;تايمزraquo; عن سايمون فوكس، مدير الشركة التنفيذي قوله إنه بتنامي ديونها الى الضعف (حوالي 210 مليون دولار) فإنها تغامر باضطرارها لخرق شروط قروضها البنكية في وقت لاحق من العام الحالي.
وقد انخفضت قيمة أسهم الشركة بنسبة 87 في المائة لتصل الى 10.5 بنس فقط للواحد. وكان هذا يعني أن قيمة الشركة انخفضت الى 44.5 مليون جنيه (72 مليون دولار). وقال فوكس إنها تنظر الآن في مختلف الإجراءات لتفادي مزيد من الخسائر تشمل إغلاق سائر أفرعها التي يثبت أنها عاجزة عن تحقيق أرباح عالية.

ويذكر أن ماموت انضم الى نادي الأوليغارك (أثرى أثرياء رجال الأعمال الروس) بعد نجاح تجارته في مجال الخدمات المالية داخل روسيا. أما استماراته الخارجية فقد ركّز فيها على المؤسسات الإعلامية وأشباهها. وربما كان أحد أبرز هذه الاستمارات استحواذه على موقع laquo;لايف جورنالraquo; الإلكتروني الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا رئيسيا له.

وماموت أيضا حامل أسهم - أغلبية في laquo;يوروسيتraquo;، وهي شركة للهواتف المحمولة تعتير بين الأكبر في عموم روسيا. ورغم أنه نموذج للأوليغارك - من حيث ثروته الهائلة ونفوذه السياسي بالتالي - فإن أصدقاءه يقولون إنه عاشق للأدب ويفضل صحبة الكتب على الدفاتر المالية.