لندن: أعلن رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية أحمد قالباني الاثنين أن إيران ستوقف مبيعات النفط إلى دول أوروبية أخرى غير فرنسا وبريطانيا إذا واصلت أوروبا quot;أعمالها العدائيةquot; ضد طهران.
ونقلت وكالة مهر عن قالباني إشارته خصوصًا إلى ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال وهولندا على أنها الدول التي قد يشملها هذا الإجراء. وهذه الخطوة تأتي ردًا على الحظر، الذي فرضه الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير على مشتريات النفط الإيراني، في إطار تعزيز عقوباته بسبب البرنامج النووي المثير للجدل.
مصاعب في تسويق النفط الإيراني بعد الحظر الأوروبي
وتلاقي إيران صعوبة في العثور على مستورد لنحو ربع صادراتها السنوية من النفط في وقت بدأت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي تؤدي مفعولها في اقتصاد ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وتحاول طهران بيع 500 الف برميل اضافية من النفط يوميا أو نحو 23 في المئة من صادراتها العام الماضي، الى الصين والهند، كما افادت مصادر نفطية مطلعة على المحادثات مع هذين البلدين.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن احد المصادر ان إيران تواجه مشاكل حادة في العثور على مشترين جدد مشيرا الى ان طهران لا تقدم حسوما على النفط المتعاقدة على تسليمه في مطلع نيسان/ابريل.
ويتوقع محللون ان إيران إذا لم تتمكن بحلول منتصف آذار/مارس من ايجاد مشترين لكميات النفط التي استوردتها المصافي الأوروبية العام الماضي ستضطر الى حفظ البراميل غير المباعة في خزانات عائمة أو خفض الانتاج. ويمكن لأي من الاجراءين ان يرفع سعر النفط، بحسب هؤلاء المحللين.
وكان خام برنت سجل اعلى مستوى منذ ثمانية اشهر حين ارتفع يوم الجمعة الى 120.70 دولار للبرميل وسط مخاوف من هبوط الامدادات الإيرانية وتوقف الانتاج في جنوب السودان واليمن. وارتفع السعر في ساعة متأخرة من يوم الأحد الى 120.98 دولار للبرميل.
وكان الاتحاد الأوروبي قرر الشهر الماضي حظر استيراد النفط من إيران ولكنه ارجأ تنفيذ القرار الى 1 تموز/يوليو لمنح اليونان واسبانيا وايطاليا مهلة كافية تعثر فيها على امدادات بديلة.
وفي ما يبدو انه محاولة لاستباق الحظر الأوروبي اعلنت طهران وقف بيع النفط الخام الى الشركات الفرنسية والبريطانية. وقال الناطق باسم وزارة النفط الإيرانية علي رضا نكزاد يوم الأحد ان طهران استعاضت عن شركات البلدين بزبائن جدد دون ان يعطي تفاصيل أخرى.
وكانت فرنسا وبريطانيا توقفتا اصلا عن استيراد النفط الإيراني، الأمر الذي يشير الى ان الاعلان الإيراني قد يكون خطوة رمزية من حيث الأساس. ورغم ذلك فان هذا هو اول تحرك ملموس تقوم به طهران بعد اسابيع من التهديدات وقد يكون له تأثير نفسي يمكن ان يرفع اسعار النفط في وقت تخشى الأسواق ان توقف إيران صادراتها الى بلدان اخرى.
ومن المتوقع ان تستأثر الأزمة الإيرانية باهتمام كبير في اسبوع البترول الدولي الذي بدأ اعمال في لندن يوم الاثنين بمشاركة ممثلين عن الصناعة النفطية في العالم.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق ان معامل التكرير الأوروبية خفضت مشترياتها من النفط الإيراني وان مستوردين آسيويين قد يحذون حذوها. وبحسب الوكالة فان الصين التي استوردت نحو 550 الف برميل في اليوم من النفط الإيراني العام الماضي تشتري الآن نصف هذه الكمية.
وتوقفت شركات نفطية أوروبية بينها توتال الفرنسية وشل البريطانية وريسبول الاسبانية وايني الايطاالية عن شراء النفط الإيراني أو خفضت مشترياتها الى النصف، بحسب صحيفة فايننشيال تايمز نقلا عن مصادر نفطية.
وكان البرلمان الإيراني دعا الى وقف صادرات إيران النفطية الى دول الاتحاد الأوروبي فورا لإلحاق ما يمكن الحاقه من ضرر باقتصاد المنطقة وتأكيد اصرار إيران على المضي قدما ببرنامجها النووي.
التعليقات