تحت مقولة لا يوجد شريك فلسطيني تقوم إسرائيل بعملية مسرعه لإكمال بناء الجدار وللتنصل تدريجيا من أية مسئوليه تجاه الفلسطينين في ذات الوقت الي تقوم فيه بإدارة الصراع.. وكسب الوقت لخلق واقع جغرافي يؤدي إلى تجريد الشعب الفلسطيني من معظم أرضه و معظم حقوقه.. وخلق دويله صغيره مففكة إجتماعيا نظرا لواقع الجوع والخوف الذي تخلقه.. دوله غير قادرة على العيش جغرافيا بأي شكل من أشكال الإستقلال.سواء الإستقلال السياسي.. أو الإقتصادي... مفككه ومعزوله...
وحسب تبريرات إسرائيل فإنه حتى وإن وجد هذا الشريك فما يحدث في الداخل من فوضى وإقتتال يؤكد مقولتها بأنه غير أهل للتعامل العقلاني أو الصدقيه الدوليه......
ففي الوقت الذي تنشغل فيه الفصائل الفلسطينيه في صراع دام على السلطه.. في إقتتال لا يربح منه سوى الأطماع الإسرائيليه.. ويدفع ثمنه الفلسطيني الكادح.. تعمل إسرائيل على كسب معركه إعلاميه جديده.. الإقتتال الحاصل الآن بين فصائل كل من فريقي حماس وفتح.. هو صوره بغيضه لما وصل إليه الوضع الفلسطنيني.. من فقر مادي ومعنوي.. وهدر لأرواح فلسطيني الشوارع.. الجائعين للقمه وللحياة بأي ثمن حتى ولو كان قتل الأخ الفلسطيني... ولكن الخوف الأكبر هو من إنتقال تداعيات هذا الإقتتال الخطره إلى أماكن تواجد الفلسطينيون في الدول العربيه المضيفه.. لتضيف بعدا أخطر على الدول العربيه وتكرهها مرة أخرى بالقضيه الفلسطينيه.. لتأخذها كذريعه للتنصل من أي مسؤوليه ماديه أو أخلاقيه لمساعدة فلسطينيو الداخل.. سواء المساعده السياسيه مع عجزها شبه الكامل أو الماديه مع خوفها من الإداره الأميركيه..
إن إستمرار هذه الحرب الأهليه ولو لفترة قصيره.. يؤكد أن كلا السلطتين سواء فتح أم حماس غير جديرة لا بالسلطه ولا بقيادة الشعب الفلسطيني.. لأنها فشلت في حماية أرواح أبناء الطرفين.. مما يعني بأن الشعب الفلسطني في حل من كلاهما وعليه التوجه إلى المجتمع الدولي لحمايته من الأطراف الثلاثه.. فتح ndash; حماس وإسرائيل..
وعليه فإن القيادة الحاليه سواء من فتح أو حماس عليها مسئولية مقارنة جدوى هذه السيناريوهات للخروج من الأزمه الحاليه..... وفضح الأكاذيب الإسرائيليه سواء بعدم وجود شريك فلسطيني أو عدم أهلية الشعب الفلسطيني للتصرف...

حل السلطه..
إعلان فشل اتفاق أوسلو وما تلاه من الإتفاقيات في الوصول إلى حل عادل يأخذ في الحسبان طموحات وآمال الشعب الفلسطيني المستنده إلى قرارات الشرعيه الدوليه.. وبالتالي العمل على حل السلطه المتهلهله التي فشلت في ذاتها... إضافة إلى أن تغير وتوسع الأطماع الإسرائيليه وإستمرائها لخديعة هذه القياده وإنشغال القياده بعمليات الكسب المادي المشروع وغير المشروع ساعد في إستمراء الخديعه الإسرائيليه لها بحيث ساهم بجزء كبير من إفشالها.......
وبالتالي...
المطالبه بعقد مؤتمر دولي للبحث في إتفاقيه دائمه لإنهاء الصراع تستند إلى المبادره العربيه.. وترتبط بجدول زمني محدد مسبقا.. يتكون خلاله مجلس وصايه من الدول العربيه يقوم بالعمل على بناء البنيه التحتيه المؤسساتيه والأمنيه للحكومه الفلسطينيه المقبله لتأهيل وتمكين الفلسطينيون من إدارة دولتهم في خلال فتره زمنيه محدده.. ويتم تمويل هذا المجلس والمؤسسات من الدول العربيه..
على أن يعمل هذا المجلس وبالتعاون مع المجتمع الدولي على التخلص من كل مظاهر الإحتلال مثل الحواجر بالتحديد التي أدت مع الوقت والإمتهان إلى إرتفاع نسبة مظاهر العنف في المجتمع الفلسطيني......
إن هذه الوصايه ستمكن الفلسطينيون من إعادة زمام الأمور إلى لجنه فلسطينيه جديده قد تكون من جميع الفصائل.. وقد تكون من لجان جديده يتم تأهيلها من قبل مجلس الوصايه...

حكومه إئتلافيه...
برغم أن الوضع الحالي يؤكد وجود حكومه برأسين وفي منتهى التناقض..تتصارعان من أجل السلطه..بدل الحوار لتنسيق رؤيا سياسيه واحده.. تتكلم عن آمال الفلسطيني بصوت واحد.. وواضح.. ومعقول في متطلباته وحقوقه.. ولكن الإقتتال الحاصل أثبت بان كلاهما لا يتوانى عن إستعمال أرواح الكادحين.. وعدم وجود أي شكل من أشكال التنسيق بينهما.. المصلحه الفلسطينيه تقتضي أن يتمكن الطرفان (فتح ndash;حماس ) من الإتفاق المسبق والكامل على المبادىء الأساسيه لصورة التسويه النهائيه بمنطق وعقلانيه تأخذ في حسبانها المصلحه الفلسطينيه أولا ثم التغيرات الدوليه.. والواقع العربي... ثم فشل كل المحاولات العسكريه السابقه في إحراز تأييد أو تعاطف دولي.. حكومه إئتلافيه تبتعد عن الشعارات الرنانه.. والمسكنات المهدئه للقضايا الفلسطينيه التي تقف في طريق نيل التعاطف الدولي.. جكومه تستعمل لغه واضحه وغير مزدوجه المعاني لقضايا النزاع.. لغه إنسانيه تستطيع الوصول إلى وجدان وضمير المجتمع الدولي عوضا عن اللغه الخشبيه في الثوابت.. لغه تستطيع الخروج من الخوف من بعضنا البعض.. وإستعمال لغة المزاوده للبقاء في كرسي السلطه مع العلم الأكيد بإستحالة تطبيق ما تدعو إليه هذه الثوابت...
الثالث والأخير. هو تعرية إسرائيل.. وذلك بالقبول بجميع الشروط الدوليه... مرتكزة إلى المبادره العربيه للحصول على موقف عربي موحد... بشرط فلسطيني واحد.. وهو مده زمنيه محدوده كافيه للتخلص وإنهاء أشكال الإحتلال من حواجز.. والإصرار على إعادة مسار الجدار إلى حدوده الأصليه أي حدود 48... حسب الحكم الصادر من محكمة العدل الدوليه...
جميع هذه الحلول ستحرك الحكومه الإسرائيليه لخلق الأعذار البديله للتفاوض.. ولكنها أيضا ستعمل على كشف النوايا الإسرائيليه الكريهه والمهدده للأمن العالمي...
سيدي.. لقد قمت مؤخرا بزيارة الأرض المحتله.. ورأيت بنفسي أن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل.. فالكارثه الإنسانيه التي يواجهها الفلسطينيون.. سترافقها كارثه سياسيه أكبر في حال فشل أو إفشال أو إذلال السلطه المنتخبه.. وستمتد آثارها إلى المنطقه العربيه بأكملها.. وقد تصل بالفعل إلى حلم بن لادن نفسه.. وهو حرب شامله مع الغرب تحت مقولة لأنه يتبنى إسرائيل.. برغم أن هذه المقوله جزء فقط من الهدف الأساسي لبن لادن وأعوانه..
تحجيم التطرف لن يتم بدون حل واضح ومعقول للقضيه الفلسطينيه يرتضيه الفلسطيني.. والعربي.. والمسلم.. وليس النأي بأنفسنا عن هذا الموضوع الشائك...
يجب على الفلسطينيون وبمساعدة العالم العربي والإسلامي على قطع الطريق على ايهودا أولمرت والذي سيعمل خلال زيارته لواشنطن..على إلغاء الشريك الفلسطيني كليا.. وإثبات بأن خطة إسرائيل الإنطوائيه هي الحل النهائي للصراع.. مستغلا الخوف من التطرف الإسلامي.. وتمتع الحركات الأصوليه بالتأييد الشعبي نظرا لإتساع الفجوه الإقتصاديه بين طبقات الشعب مما يهدد أنظمة الحكم العربيه في حال نجحت هذه الحركات في الوصول إلى السلطه hellip;إضافة إلى الزياده السكانيه المرتفعهhellip; كبرهان لحاجة إسرائيل إلى هذه الخطه بدل الإلتزام بأية مسئوليه تجاه الواقع الذي خلقته للفلسطينين hellip;..
لقد أثبتت إجتماعات التنسيق لهذه الزياره بان الولايات المتحده قد ترفض الموافقه على طلب إسرائيل بترسيم حدودها منفردة وبدون الشريك الفلسطيني.. ولكن يبقى الإحتمال ر أن تتراجع الولايات المتحده عن هذا الرفض في حال إقتنعت تماما بما سيحاول اولمرت إثباته من خطورة التهديد الايراني لإسرائيل.. لهذا يجب إثبات أن هناك شريك فلسطيني.. ضعيفا وخائفا وينادي بحقوقه الإنسانيه قبل أي من الحقوق الأخرى....

لايكفي أن ندين الإحتلال.. وموقف الدول الغربيه المزدوج.. وموقف الدول العربيه الخائف والخجول.....ونغسل أيدينا من أية مسؤوليه لما وصل إليه الوضع... حقيقة أن إسرائيل تتحمل الجزء الأكبر من هذه المسئوليه وهذه المعاناة..ولكن على الفلسطينيون أيضا أن يخرجوا بأنفسهم من الصوره القاتمه والمشوهه التي تستعملها إسرائيل لتجريدهم دوليا من إنسانيتهم.. الخروج من ظاهرة التلثم والمظاهرات شبه اليوميه.. إطلاق العيارات الناريه بسبب وبدون سبب.. مظاهر القوه المنتشره في شوارع المدن.. مظاهر التلوث الناتج من حرق إطارات السيارات وسط شوارع المدن.. والتي لا يتنفسها الإسرائيلي.. بل أبناؤهم.. الإغلاقات المستمره بسبب الحداد.. والتي تنقص من الإنتاجيه المحدوده وأحيانا المعدومه مسبقا....
على الفلسطينيون ا أن يكتسبوا مصداقيه عربيه ودوليه بأنهم أهل لحكم دولتهم.. ولن يتسببوا في زعزعة أمن الدول المجاوره ولا الأمن الدولي...


أحلام أكرم - باحثه وناشطه في حقوق الإنسان