نتابع أخبار غزة وليس في غزة حرب بل أعمال قتل من طرف واحد. يزيد اليقين بأن القضية ليست سوى إنتحار جماعي تصريح اسماعيل هنية إننا لن نتراجع حتى لو دمروا غزة كلها.
ولا شيء يجدي. لا البكاء على الأطفال، ولا إطلاق الصرخات واللعنات.
ربما الصلاة.
صلاة لتحل معجزة ما شيئاً من الرحمة والرأفة في القلوب التي من حجر. القلوب المتعطشة لتقديم دم الأبرياء قرابين إلى آلهة أسطورية لا تشبع من القتل.
هكذا أحب أن أفهم قول السيد حسن نصرالله إن الإيمان دخل المعركة.
****
القتل من طرف واحد مثل الحب من طرف واحد: لا تكافؤ.
****
موقف إسماعيل هنية أشبه ما يكون بموقف أدولف هتلر عندما اختبأ في الملجأ المحصن وسط برلين بينما كان الجيش السوفيالتي يدمرها على رؤوس سكانها.
إسرائيل أيضاً هتلر عندما تحاصر قطاع غزة وتذبح ناسه كأنهم أهل غيتو فرصوفيا.
ونظام سورية الذي حرّض على الموت في لبنان وغزة ولم يحرك ساكناً على جبهة الجولان السليب.
***
ستون سنة ليقبل جزء من الفلسطينيين وجزء من الإسرائيليين فكرة قيام الدولتين المتعايشتين على أرض الآلهة المتذابحة.
في الستين سنة المقبلة هل سيقبل الجميع بهذه الفكرة التي لا مفر منها نهاية الأمر، أم نظل نغمض أعيننا عن مشاهد الأشلاء هنا وهناك؟
***
الزعماء في لبنان يحتلون مواقع القيادة وبعد ذلك يأخذون في التعرف على بلادهم تدريجاً، ومن خلال تلمس أخطاء في قراراتهم يدفع ثمنها شعبهم، غالباً وغالياً.
يحضرني هنا تعليق لصحافي مصري صديق على دعوة السيد حسن نصرالله الشعب المصري إلى التحرك والنزول إلى الشارع لنجدة غزة مهما كلّف الأمر وقوله أن أجهزة الأمن لا تستطيع أن تفعل شيئاً عندما يتحرك الشعب بالملايين. الصحافي الصديق استنتج إن نصرالله برهن بكلامه هذا أنه لا يعرف الشعب المصري ولا أجهزة الأمن المصرية، وفكرت أن الرجل لم يكن يعرف الشعب اللبناني أيضاً ولا تاريخ لبنان.
***
سيربح quot;حزب اللهquot; تقديراً إذا ظل ممتنعاً عن إطلاق صواريخ على إسرائيل لنجدة حليفته quot;حماسquot; في غزة في حال استطاع إظهار موقفه إشفاقاً على شعب لبنان، لا سيما الشيعة منه بعد ما نال من أهوال صيف 2006 بسبب مغامرة غير محسوبة على غرار ما ذهبت إليه quot;حماسquot; في غزة، والتي ستعلن quot;نصرها الإلهيquot; هي أيضاً في نهاية الحرب مهما تكن نتيجتها وستضع اللوم على الآخرين الذين تلكأوا في المعركة.
لكن quot;حزب اللهquot; سيخسر إذا بدا إحجامه عن فتح الجبهة نتيجة لموازين القوى وقساوة الظرف لا غير.
***
أنتَ أيضاً منهم؟
هؤلاء الذين ان أحببنا أحدهم لحقنا الشعور بالندم، عاجلاً أم آجلاً؟
إن كنتَ منهم قل من أول الطريق.
تكفي خيبات. شكراً، لا حاجة، لا قدرة على المزيد.
الوقت لم يعد يسمح أصلاً.
ولكن، اذا كنتَ من جماعة quot;مجاناً أخذتم مجاناً أعطواquot;، فسأجعلك صديقي، وأكرمك لأن أمثالك قلة، عملة نادرة، كنت اعتقدت أن ما عاد لهم وجود.
وسأحبك كطفل هنيء لأنني لن أتوقع منك عقاباً أو حساباً اذا أخطأت، ولا إعادة نظر في علاقتنا اذا بدرت هفوة مني، ولا انتقاماً اذا أسأت التصرف عَرضاً وأزعجتك دون قصد، ولا حسداً ولا غيرة اذا نجحت، أو اغتنيت، أو لقيت سعادة ما، بسيطة أو كبيرة.
ولن تتخلى عني اذا عبَرت يوماً لأي سبب بتعب وضيق، ولا إذا غادرني الروح أحياناً فرحت أمامك أقلق وأبحث عن نفسي، عن غاية الناس من البقاء أحياء.
وسأرتاح الى وجودك، أينما كنت، ولو في آخر الأرض، مهما طال الزمن، عارفاً أن فرحي فرحك وحزني حزنك.
لست وحدي بل أنت هنا، أو هناك لا يهم.
وعندما أغرق في صمتي سأطلب لك ولي سلام الداخل العميق، سلام القلب، موقناً أنك أنت أيضاً ستذكرني
قبل النوم الخفيف، وقبل النوم الدائم العميق.
***
نصيحة قديمة لجميع المناضلين على وجه الأرض: قد لا تستطيعون تغيير العالم، لكنه يتغيّر عندما تغيّرون نظرتكم إليه.