-1-
حملت إلينا الأخبار quot;المحدودةquot;، في الأسبوع الماضي خبراً، لم تهتم به الصحافة العربية ولا الإعلام الغربي. ولم تنشره، وتتحدث عن تفاصيله، غير quot;قناة العربيةquot; الفضائية فقط، وهو قيام تنظيم مقاومة مسلح شيعي جديد في لبنان، تحت اسم quot;المقاومة الإسلامية العربيةquot;.
ولم يُعلن لهذا التنظيم، اسم حركي كـ quot;حماسquot; وquot;فتحquot;، وإن كنا نقترح له اسم quot;مساميرquot;، على أمل أن يتحول الخيال إلى واقع، وتكون quot;المقاومة الإسلامية العربيةquot; هذه المرة، هي التي تدق المسامير في نعش إسرائيل، كما سبق وحلُمت وادّعت quot;فتحquot;، ومن بعدها quot;حماسquot;، وquot;حزب اللهquot;، وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى، التي تركت أرض المعركة في فلسطين، وذهبت إلى القاهرة، لكي تقود من هناك معركة المصير.. معركة الحكومة الفلسطينية الكبرى الموحدة، التي تعاني من آلام المخاض العسير!
-2-
لا أدرى أيها الأصدقاء، فيما إذا كانت فلسطين بحاجة إلى مزيد من الفصائل المسلحة، لكي يتم تحرير فُتاتها المتناثر الباقي، وإقامة دويلة فلسطينية عليه، أشبه بمستعمرة إسرائيلية متناثرة المساكن داخل إسرائيل، ولكن بسكان عرب، وحكام مسلمين، وحرس رئاسي، وعلم فلسطيني، كُتب له أن يُرفع على الأطلال؟
أم أن فلسطين بحاجة الآن إلى قيادة تاريخية، شجاعة، وعاقلة، وفاعلة، وواقعية، تعرف جيداً طبيعة الأرض وقوة صلابتها، أو نعومة طراوتها التي تقف عليها. وتتلفت يميناً، فترى الواقع العربي على حقيقته في النزع الأخير، وعلى شفا هاوية سحيقة. وتتلفت يساراً، فترى كيف أن النزاع الفلسطيني- الفلسطيني، واللعب الأهوج بالنار الفلسطينية ndash; الإسرائيلية، قد أتى قبل أيام، بحكومة يمينية إسرائيلية متطرفة، لا تريد السلام العربي الأجوف، الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع، مقابل الأرض الفلسطينية، ذات العنب والتين والزيتون. وإنما لا مانع لديها للسلام مقابل السلام، وليس السلام مقابل الأرض، كما أعلن نتنياهو.
-3-
quot;مساميرquot;، أو quot;المقاومة الإسلامية العربيةquot;، هل هي مسامير في نعش إسرائيل، أم هي مسامير في خاصرة quot;حزب اللهquot; وحلفائه السياسيين في لبنان، أم هي مسامير في خاصرة quot;حماسquot;، أم هي مسامير في خاصرة المعارضين والمنافسين للجهات التي أقامت، ودعمت، وموّلت هذا التنظيم الشيعي العسكري في هذا التوقيت بالذات، قبل الانتخابات اللبنانية، وفي وقت توتير العلاقات العربية ndash; الإيرانية، وقبل مؤتمر القمة العربية في الدوحة، وفي أعقاب زيارة الأسد ومتكي وزير خارجية إيران للسعودية، سيما وأن الأمين العام لهذا التنظيم، الرمز الديني الشيعي محمد علي الحسيني، قد قال صراحة بأن هذا التنظيم سينافس quot;حزب اللهquot; المموّل إيرانياً في المجال السياسي، وفي الانتخابات اللبنانية القادمة، ولكن لا مجال للمنافسة في المجال العسكري، إذ أن هذا التنظيم الجديد، يملك من الأسلحة الكيماوية الفتَّاكة، ما لا يملكه quot;حزب اللهquot;، ذو السلاح التقليدي من صواريخ ومدافع وخلافه؟
-4-
وبغض النظر عن السلاح الكيماوي، الذي أعلنه الأمين العام الحسيني، ومن أن الحرب القادمة مع إسرائيل ستكون حرباً كيميائية، وقد جُهزت quot;المقاومة الإسلامية العربيةquot; فرقة خاصة بعتاد ضد الأسلحة الكيميائية والجرثومية، وتمَّ التدريب على كيفية استعمالها، فإن أهم ما في الموضوع أن جبهة quot;الاعتدال العربيةquot; ndash; على ما يبدو، ومن خلال القراءة الأولية لهذا الخبر - أصبح لها تنظيم عسكري مقاوم مسلح تسليحاً كيماوياً، وأن هذا التنظيم العسكري العربي الإسلامي المقاوم، يتلقى الدعم السياسي والمالي والعسكري والسلاح من الدول العربية، والأفراد الذي يؤمنون بمشروعيتها، كما قال الحسيني الأمين العام وقائد هذا التنظيم.
فمن له مصلحة في هذا التنظيم، وفي لبنان بالذات، وليس في فلسطين؟
هل هو لبنان نفسه، وفريق 14 آذار بالذات؟
هل هي سوريا وحليفتها إيران؟
هل هي دول المغرب العربي؟
هل هي الصومال وجزر القمر؟
هل هي إسرائيل وأمريكا؟
والسؤال الكبير الآن؟
وهل تحوّل الصراع العربي ndash; العربي/الإيراني إلى حرب كيميائية، تُستخدم فيها الأسلحة الجرثومية؟
دلّوني على السبيل؟
السلام عليكم .
التعليقات