بسبب قلة ساعات تجهيز الكهرباء يتجه معظم العراقيين لاستعمال المادفيء الكهربائية.
وعلى رغم ان (الصوبة) النفطية في العراق تمثل تحديا كبيرا للبيئة، فأنها المفضلة اليوم بعدما تمكنت الجهات المسئولة من توفير الوقود بكميات اكبر وتوزيعها عبر البطاقة. ويقول كريم سعد (بائع ) من المحمودية ( 15 كلم جنوب بغداد) انه يشعر بالسعادة لتمكنه من الحصول على كميات وقود تكفيه لفصل الشتاء، لكنه يقلق من أخطار المدفأة النفطية التي تسببت في حوادث حريق في بعض المناطق. وغالبا ما ينتج عن احتراق الوقود في هذه المدافيء، غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون المصحوب بالدخان. ويتحدث حسين ساجت (مهندس كهربائي )عن الاستخدام السيئ لهذه المدافيء، ففي مدينة الصويرة ( 55 كم جنوبي بغداد)، اصطحبت فتاة المدفأة معها عام 2010 الى الحمام، حيث امتلأ الحمّام المحكم الإغلاق بالغازات مما أدى الى اختناقها وموتها. وفي مدينة الشعب في بغداد تسببت مدفئة نفطية في نشوب حريق في احد غرف منزل مواطن، ولولا إخماد الحريق في اللحظة المناسبة لتسبب في نتائج لا تحمد عقباها. وتسجل عبر السنوات الكثير من حوادث الاحتراق، والاختناق نتيجة تسرب الغازات والوقود. ويتحدث ساجت عن سبب آخر للإقبال على المدافيء النفطية وهو رخص ثمنها، وقلة كلفتها قياسا إلى الكهربائية منها، لكن المشكلة التي تصاحب اقتناء (الصوبات) النفطية، هو تخزين الوقود السائل ( النفط) في المنازل، فلا يوجد في العراق منزل لا يحتوي على برميل على الاقل من النفط، حيث يخزن لاسيما في الشتاء في ظروف وطرق لا تحترس لوسائل الامان مما يتسبب في الكثير من الحوادث. ويشير ساجت أيضا الى ان تخزين النفط وانتشار (الصوبات ) النفطية له تاثير سلبي على بيئة المواطن، الذي يعاني في الأساس من بيئة تفتقد الى الكثير من وسائل الخدمة والتنظيم الجيد للفعاليات. ومازالت اغلب مناطق العراق تفتقر الى أنظمة التدفئة المركزية التي تمثل حلا توافقيا من ناحية الكلفة وتأثيراتها على البيئة. وتلجأ بعض الأسر الفقيرة في العراق، لاسيما في الأرياف الى التدفئة عبر حرق الحطب، والفحم إثناء البرد القارص. ويقول كريم حسن ( مدرس علوم ) ان العراقيين في الأزمات الاقتصادية والحروب التي شهدوها في السنوات الماضية اضطروا الى قطع الأشجار والنخيل كبديل للوقود. لكن طارق يشير في ذات الوقت الى حالات سببت فيها أجهزة التدفئة الكهربائية حرائق وحوادث كثيرة بسبب التماس الكهربائي او ذوبان الأسلاك الموصلة. ومازال اغلب العراقيين يشعر بالحنين الى ( صوبة عشتار ) النفطية، التي ارتبطت في حياة العراقيين بالبساطة. وكان مهنة مصلح (الصوبات) النفطية من المهن الشائعة التي لا يستغني عنها المواطن. وأتقن أبو عصام مهنة تصليح (الصوبات) منذ عقدين ولازال إلى الآن على رغم ان زبائنه اقل، مقارنة بأيام الماضي. ويرى أبو عصام ان الحصول على ( نار) خالية من الغازات السامة، ولضمان بيئة صحية يتطلب استخدام فتائل خاصة أفضلها هي تلك المصنوعة من البريسم، والتي لها قابلية امتصاص النفط لتعطي لهبا ازرقا لا يبعث بالغازات الى رئة الإنسان والمحيط المجاور. ولازالت (المنقلة ) وسيلة تدفئة في بعض المناطق لاسيما القرى والأرياف، حيث توقد النار وتترك في العراء حتى تصبح (جمراً) وبعدها تنقل إلى داخل البيت.
وسيم باسم من بغداد: يعرض التاجر أمين حميد في دكانه في بغداد، العشرات من المدافيء النفطية التي عادت بقوة الى الاستعمال، مع بدء الشتاء الذي يصاحبه عدم توفر التيار الكهربائي بصورة مستمرة، لكن توفر الوقود في العراق هذه الفترة، ساهم في انحسار المدافيء الكهربائية التي ندر استعمالها هذا العام.
وقد اثر ذلك كثيرا على التنوع البيئي في العراق، حيث انحسرت الكثير من غابات النخيل وتسبب الحرق بصورة مستمرة في تلوث بيئي.
لكن بعض العراقيين مازال يفضل (الكهربائية) التي يصل سعرها الى ثلاثين ألف دولار في بعض الاحيان، وسبب ذلك يعود بحسب حسيب طارق ndash; صاحب مخزن أدوات كهربائية - إلى ميزتها الآمنة وقلة توليدها للغازات، كما أنها تنطفئ ذاتيا في الحالات الطارئة.
ويقول أبو حسين ( مزارع ) ان هذه الطريقة تطرد الغازات السامة وتحول دون استنشاقها من قبل الحاضرين.
التعليقات