القائد العام لليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو وضابط لبناني مكان إطلاق الصاروخ

قفز إلى الواجهة مجدداً الوضع الأمني في جنوب لبنان بعد إطلاق صاروخ كاتيوشا على إسرائيل وبعد إكتشاف 4 صواريخ أخرى معدة للإطلاق إثر حملات التفتيش قام بها الجيش اللبناني واليونيفيل.

بيروت: عثرت قوة مشتركة من الجيش اللبناني وquot;اليونفيلquot; صباح أمس على 4 صواريخ معدة للاطلاق في منطقة المرج في منزل رئيس بلدية حولا فيصل حجازي. وقد ارخى هذا المناخ توتراً على جانبي الحدود حيث سير الجيش اللبناني وquot;اليونفيل دوريات مشتركة على طول الخط الازرق، فيما كانت القوات الاسرائيلية في المقابل تكثف دورياتها وتتفحص الاسلاك الشائكة.

وفي المواقف اللبنانية الرسمية ألمح رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى احتمال أن تكون إسرائيل هي التي تقف وراء حادثة إطلاق quot;الصاروخ المشبوهquot; من جنوب لبنان باتجاه مناطقها الشمالية، حيث قال امام وفد من ملتقى رجال الاعمال اللبناني ـ السعودي quot;لست ادري ما اذا كان الاسرائيليون وراء الصاروخ المشبوه الذي اطلق امس خصوصا وانهم اعلنوا بوقاحة منذ يومين انهم لن يوقفوا اعمال التجسس في لبنانquot;.

أما قائد الجيش العماد جان قهوجي فقد أكد بدوره أنه لن يسمح لمن وراء اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل ان يدفع البلد الى معركة معها خارج المكان والزمان اللذين يحددهما الوطن، معتبرًا ان quot;اطلاق الصواريخ من حين الى آخر من داخل الاراضي اللبنانية باتجاه فلسطين هو عمل يقع ضمن دائرة الشبهة والعمالة.

في هذا الوقت، عبرت واشنطن على لسان مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان عن quot;قلقها البالغquot; من نشاطات quot;حزب اللهquot; داخل الأراضي اللبنانية وخارجها quot;في مصر وأذربيجانquot; وعرقلته quot;العملية الديموقراطية وايقاده التشنجات الطائفيةquot;، واستعجل تأليف الحكومة اللبنانية مشيدا برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما أكد أن ادارة الرئيس باراك أوباما quot;تنتظر أن تتعامل سورية مع المسائل المقلقة في سياساتها الاقليميةquot; مثل دعم quot;حزب اللهquot;.

من جانبها دانت السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسونعملية اطلاق الصاروخ اسرائيل، معتبرة ان الحوادث الاخيرة التي حصلت في الجنوب quot;تلقي الضوء على نزع سلاح جميع الميليشياتquot;. وقالت سيسون بعد اجتماعها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحسب ما نقل بيان صادر عن السفارة الاميركية، quot;اننا نستنكر بشدة عملية اطلاق الصواريخ الليلة الماضية التي تشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الامن رقم 1701quot;.

واضافت ان quot;سلسلة الحوادث الاخيرة، بما في ذلك الانفجار في مستودع اسلحة لحزب الله في 14 تموز/يوليو والهجوم الصاروخي في 11 ايلول/سبتمبر وحادث بلدة طير فلسيه في 12 تشرين الاول/اكتوبر والحادث الذي وقع الليلة الماضية، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لبسط سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية كافة ونزع سلاح جميع الميليشيات وحاجة المجتمع الدولي لمواصلة دعم قوات اليونيفيلquot;.

واعرب الممثل الخاص للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز من جهته عن quot;قلقquot; الامم المتحدة ازاء الحوادث الاخيرة في الجنوب. وقال بعد اجتماعه مع النائب ميشال عون ان quot;اطلاق صاروخ كاتيوشا امس من جنوب لبنان على اسرائيل والعثور على اربعة صواريخ معدة للاطلاق في المنطقة نفسها هذا الصباح (...) يشكلان مصدر قلق عميقquot;. واضاف quot;كذلك نشعر بالقلق ازاء اطلاق النار المضاد من اسرائيل مساء امسquot;.

وقال وليامز quot;خلال الاسابيع الاخيرة حصل عدد من الانتهاكات الخطيرة لقرار مجلس الامن الدولي وهذا يبرز ضرورة بذل الجهود لتجنب حوادث اخرى ولاعادة الهدوء والاستقرارquot;. وردا على سؤال عن انتهاكات القرار 1701، اوضح وليامز ان التقرير الذي سيرفع الى مجلس الامن خلال اسبوعين عن تطبيق هذا القرار quot;سيكون واضحا جدا حول الخروقاتquot;، مشيرا الى ان بعض هذه الانتهاكات quot;يومي، لا سيما منها انتهاكات الطيران الاسرائيلي للسيادة اللبنانيةquot;.

واشنطن تأمل في تشكيل حكومة لبنانية في quot;الايام المقبلةquot;

وفي الشأن الحكومي أعربت الولايات المتحدة عن أملها في تشكيل حكومة في لبنان quot;في الايام المقبلةquot;، مؤكدة أنها تنتظر quot;بفارغ الصبرquot; للعمل مع الحكومة اللبنانية المقبلة. وقال فيلتمان أمام اجتماع اللجنة الفرعية للشرق الاوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب: quot;لدينا الآن آمال كبيرة في الاعلان عن حكومة في الايام المقبلةquot;. واضاف: quot;لقد انتظر اللبنانيون طويلاً لكي تستأنف حكومتهم العمل بهدف ضمان الامن والتنمية الاقتصادية والحوار السياسي لجميع المواطنين اللبنانيين.. إننا ننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الحكومة اللبنانية المقبلة، ونكرر القول إن دعمنا لسيادة لبنان لن يتأثر بالتزاماتنا مع أطراف أخرىquot;.

سليمان: المسألة الحكوميّة بات يصح تسميتها أزمة إداريّة أكثر منها سياسيّة

في غضون ذلك، أعلن ميشال سليمان أنّ quot;المسألة الحكوميّة الراهنة في لبنان بات يصح تسميتها أزمة إداريّة أكثر منها سياسيّة خصوصاً أنّ الجميع توافقوا على شكلها وعدد الحقائب الاساسيّة فيها، وبات النقاش حول حقيبة أو اثنتين والبدائل الموازية لها، في وقت لم تتوقّف الديناميّة السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة في البلادquot;.

سليمان، وفي خلال استقباله المشاركين في الملتقى السعودي - اللبناني الخامس، شدّد على أنّ quot;الوطن لا يُبنى إلا بإرادة أبنائه ويجب إبقاء إرادة البناء بعيدة عن الخصام السياسي خصوصاُ أنّ لدينا عدواً مشتركاً لا يريد لنا العيش المشتركquot;.

عون: عندما يصبح هناك جديد نلتقي الرئيس المكلّف

إلى ذلك أكد رئيس تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب ميشال عون أن quot;لا جديد في شأن تأليف الحكومةquot;، مضيفًا: quot;عندما يستجدّ أي شيء سنلتقي مع الرئيس المكلّف، وستعرفونquot;، لافتًا الى أن ما يحكى عن هذا الأمر في الصحف هو كـquot;ترجيحات سبق الخيلquot;. وقال: quot;هناك أزمة موجودة هذا صحيح، والأزمة ستُحلّ وهذا أيضًا صحيح، لكن لكل شيء معايير وطرق معينة، فلا أحد يأخذ موقع أحد، وموقعنا سنأخذهquot;.

وأضاف عون quot;أصحاب العلاقة في تأليف الحكومة يعرفون الحقوق التي لنا والتي نطالب بها، ولو كانت الحلول متفق عليها لكنّا أعلنّاهاquot;، مشيرًا في هذا السياق الى أن quot;الديمقراطية ليست فوضى بل هناك توزيع أدوار وانضباطquot;، وأردف بالقول: quot;أنا مع تأليف الحكومة وفق معايير تحفظ الحقوق، فأنا أعرض وجهة نظري، وقد عرضتها مرات عدة أمام الشعب اللبناني، كما انني الوحيد الذي يحق لي أن أحتفظ بالوزارت التي معي سنتين أو ربما ثلاثة سنوات بعد لكي أكمّل البرنامج الذي بدأت بهquot;.

وعن الأوضاع في جنوب لبنان، أشار عون الى أن quot;كل المسؤولين عن الأمن هم مسؤولون أيضًا حيال ما حصل في الجنوب بالأمس، فهم يتركون الحدث حتى يقع من دون أن يمنعوا وقوعه، وبالتالي المسؤولية تقع على الجيش اللبناني وquot;اليونيفيلquot;، وهذه مسؤولية معنوية، أما مسؤولية الفاعل فلم تحدد بعدquot;. وأضاف: quot;لا يجوز أن يكون استنكار صاروخ الكاتيوشا عاملاً لنسيان إعلان إسرائيل نيتها مواصلة تجسسها في لبنان، كما لا يجوز استخدام الحادثة للتكلم عن سلاح quot;حزب اللهquot;، خصوصًا أن إسرائيل نفسها برّأت الحزب تقنيًا من إطلاق الصاروخquot;. هذا، وأبدى عون استنكاره لما quot;تفعله إسرائيل في المسجد الأقصى وهو الرمز الإسلامي الكبيرquot;.