مع مطالبة أعضاء في الكونغرس الأميركي لنوري المالكي بالتنحي عن السلطة، قال خبير بريطاني متخصص في الشأن العراقي إن المالكي لا يمكن أن يغادر السلطة طواعية.


نصر المجالي: قال تحليل صحفي نشر في لندن، الجمعة، إن الولايات المتحدة أوضحت رغبتها باستقالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ولكن جعله يمتثل لرغبتها أمر مختلف تمامًا.

وتشير صحيفة (التايمز) في تحليلها إلى أن واشنطن اخفقت مراراً في اجبار المالكي على تنفيذ ما تطلبه حتى في أوج تدخلها العسكري عندما كان لديها أكثر من 300 ألف جندي على الارض "والآن مع رحيل القوات الاميركية، أصبح نفوذ الولايات المتحدة في أقل صوره".

وكان مشرعون أميركيون كبار طالبوا المالكي بالتنحي وتزامناً، أوضح مسؤولون في إدارة أوباما أنهم محبطون منه.
&
ولكن الرئيس الأميركي أوباما لم ينضم للدعوات المطالبة للمالكي بالرحيل، وقال الخميس: "ليست مهمتنا أن نختار زعماء العراق" لكنه تجنب أي تعبير عن الثقة في رئيس الوزراء العراقي الذي تحوطه المشاكل حين سأله صحافي عمّا إن كان سيفعل ذلك.

الانقسام الطائفي

وحث أوباما حكومة المالكي على اتخاذ خطوات عاجلة لرأب الانقسام الطائفي، وهو ما يقول مسؤولون أميركيون إن الزعيم العراقي فشل في القيام به حتى الآن واستغلته جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة تقود التمرد السني في العراق الآن.

وقال أوباما للصحافيين: "ليس بمقدورنا أن نحل ببساطة هذه المشكلة بإرسال عشرات الآلاف من الجنود، وأن نبدد الأرواح والأموال التي أنفقت بالفعل في العراق.. في نهاية المطاف هذا أمر لابد أن يحل بأيدي العراقيين".

يذكر أن الرئيس الأميركي صرح بأنه سيرسل ما يصل إلى 300 مستشار عسكري أميركي إلى العراق لكنه أكد الحاجة إلى حل سياسي لأزمة البلاد.

المالكي والفرصة

وإلى ذلك، قالت صحيفة (التايمز) في التحليل الذي كتبته كاثرين فيليب بعنوان "المالكي يحول الأزمة العراقية الى فرصة"، وتضيف أن تقدم المسلحين جنوبًا تعثر في الأيام القليلة الماضية، نظراً لعدم وجود مناطق حاضنة لهم هناك، وقد طلب العراق من واشنطن شن هجمات على المسلحين، ولكن لم تعد لها حاجة ماسة الآن لمنع هجمات على العاصمة.

وتقول فيليب إن المالكي يغتنم الازمة، مستخدمًا تهديد المسلحين السنة لحشد الشيعة وراءه، مصوراً نفسه على أنه القادر على انقاذهم من كارثة هو شخصياً مسؤول عنها إلى حد كبير على خلقها. ويرى التحليل أن تعمق الفجوة المذهبية والطائفية أدى بالساسة الشيعة الذين طالبوا سابقًا بإقالة المالكي إلى تأييده ودعمه.

لا نية للتقارب

وتقول فيليب إنه حتى الان لا توجد أي مؤشرات على أن المالكي سيحاول التقارب مع السنة ومنحهم حصة من السلطة. وقد أوقفت رسميًا المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات نيسان (أبريل). وتضيف أن المالكي التقى زعماء الشيعة والسنة يوم الثلاثاء في محاولة لإظهار الوحدة الوطنية، وانتهى الاجتماع بتبادله كلمة واحدة فقط مع أرفع مسؤول سني في الاجتماع وهو أسامة النجيفي.

ويشير التحليل إلى أن البيان الصادر في نهاية الاجتماع أبدى تأييدًا كبيراً للمالكي "من دون أي كلمة لوم لسياساته الاقصائية الطائفية". ونقلت الصحيفة عن البروفيسور توبي دودج الاستاذ في كلية لندن للاقتصاد، الذي أعدّ كتابًا عن حكم المالكي السلطوي، إن المالكي لا يمكن أن يغادر السلطة طواعية.

وتختم كاثرين فيليب تحليلها في (التايمز) بالقول: إنه في حال استقالة المالكي، فإن بديله سيكون من ائتلاف دولة القانون، التحالف الشيعي الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات ابريل (نيسان) الماضي، وهذا سيتطلب موافقة رجال الدين الشيعة.