كان العميد الإيراني محمد علي الدادي مساعدًا أول للجنرال قاسم سليماني في لبنان وسوريا، وسقط في الغارة الاسرائيلية على القنيطرة، التي كشفت غرفة عمليات لحزب الله بالجولان.


بيروت: أكدت إيران الاثنين مقتل العميد محمد علي دادي، معاون الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني، في الغارة الاسرائيلية على موكبه في القنيطرة بالجولان الأحد.

ظل سليماني

ونعی الحرس الثوري العميد دادي، "الذي قتل في جغرافية المقاومة الاسلامية، دفاعًا عن سيادة الشعب السوري المظلوم"، بحسب بيان النعي. وقال بيان صادر عن العلاقات العامة في الحرس الثوري إن دادي قتل مع مجموعة من عناصر المقاومة الاسلامية خلال تفقدهم منطقة القنيطرة.

ونسبت جريد "الحياة" إلى نشطاء مقربين من ايران قولهم إن دادي التحق بحرس الثورة الإسلامية اثناء الحرب مع العراق، "ثم اصبح مجاهدًا في وحدة الإسناد للواء "41 ثار"، الذي كان قائده الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، وكان مهتمًا بعمل الحرس الثوري في لبنان وفلسطين. وبعد اندلاع الازمة السورية، لبى نداء الجهاد في التصدي للتكفيريين".

وقال خبراء إن القتيل كان "ظل" سليماني في الملفات السورية واللبنانية والفلسطينية.

آخرون

ولم يأتِ بيان الحرس الثوري على ذكر 5 خبراء إيرانيين آخرين قتلوا الأحد، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طهران خسرت 6 خبراء الأحد، أحدهم قتل في الضربة الإسرائيلية، بينما قتل الآخرون في سقوط طائرة النقل السورية من نوع أنطونوف، أثناء هبوطها في مطار أبو الضهور العسكري بإدلب، شمال غربي سوريا. وقتل في الحادث أيضًا 30 عنصرًا من قوات النظام السوري، بينهم 13 ضابطًا، كانوا على متنها.

وتضاربت الأنباء حول عدد قتلى حزب الله والحرس الثورة الإيراني في الغارة الإسرائيلية، إذ كانت وكالة الصحافة الفرنسية نسبت إلى مصدر مقرب من حزب الله قوله إن 6 عسكريين إيرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة. إلا المكتب الإعلامي في حزب الله وجه رسالة إلى الوكالة أكد فيها أن ما نشر في هذا الاطار لا علاقة له بحزب الله، رافضًا اعتماد صيغة المصادر في أخباره.

خبير روسي جريح

وتنقل "النهار" عن مصادر في المعارضة السورية قولها إنه بعد الغارة، استنفرت قوات النظام السوري وحزب الله، وبدأت تسمع أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء.

ويؤكّد مدير مكتب وكالة سوريا برس والناشط السوري ماهر الحمدان للنهار أنه تم نقل قتلّى ومصابين من الخبراء الروس والحرس الثوري الايراني وحزب الله من طريق عين النورية الى مشفى الشهيد ممدوح إباظة في مدينة الشهداء (البعث سابقًا)".

وتنقل مصادر مشفى إباظة وصول نحو 11 قتيلًا من جنسيات لبنانية وإيرانية، من حزب الله والحرس الثوري الايراني، لافتة إلى إصابة طفيفة لخبير روسي، و13 جريحًا من الحزب والحرس الثوري، ما استدعى استنفارًا كاملًا في محيط المشفى.

وعن سبب وجود الخبير الروسي،& يقول الحمدان: "توجد في سرية المشاة التابعة للنظام أجهزة روسية الصنع لرصد طائرات من دون طيار، وهي بالقرب من تلّ الأحمر - عين النورية، كما يوجد في منطقة الطلائع خبراء روس ومجموعة عسكرية لحزب الله والحرس الثوري الايراني تؤمّن الحماية للخبراء".

مهمة غامضة

ما زالت مهمة المجموعة المقصوفة غامضة في القنيطرة، خصوصًا أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله كان أكد قبل ايام، في مقابلة متلفزة، أن حزبه غير ناشط أبدًا في هضبة الجولان، على الحدود السورية الاسرائيلية.

وتنقل صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر متقاطعة تأكيدها أن القيادي الأبرز في المجموعة كان محمد عيسى (43 عامًا)، الذي انتسب إلى حزب الله في بدايات ظهور الحزب في الثمانينات، وتدرج في المواقع القيادية حتى أصبح أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في حزب الله. ويقول أشخاص من بلدته في عربصاليم الجنوبية&إنه يتحدر من أب سوري وأم لبنانية، وكان من أوائل من عرف عنهم دورهم المؤثر في الحرب السورية، منذ إعلان حزب الله تدخله في الحرب إلى جانب النظام السوري في مايو (أيار) 2013.

وفي بيان النعي، وصف حزب الله عيسى بـ"الشهيد القائد"، فيما وصف الآخرين بـ"المجاهدين"، وكانوا يقومون بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، على مقربة من الخط الفاصل بين الجزأين السوري والمحتل من إسرائيل في هضبة الجولان، عندما تعرضوا لقصف صاروخي من المروحيات الإسرائيلية".

مقرات سرية

ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر معارضة سورية في الجبهة الجنوبية قولها إن مقاتلي حزب الله يترددون عادة إلى مقرات سرية لهم، هي بمثابة غرف عمليات في المنطقة، وإن المروحيات الاسرائيلية استهدفت السيارتين اللتين كانتا تنقلان عناصر الحزب في منطقة قريبة من أحد هذه المقرات.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، للشرق الأوسط إن مزرعة الأمل خاضعة لسيطرة النظام السوري، ويتواجد فيها مقاتلو الحزب، وهذه المنطقة على تماس مع مناطق سيطرة المعارضة من ناحية الشرق والجنوب، وقريبة من منطقة فض الاشتباك مع إسرائيل في هضبة الجولان من جهة الغرب، وهي مفتوحة على الغوطة الغربية لدمشق من ناحية الجنوب.

عمل أمني

وأضاف عبد الرحمن أن النظام السوري خفض عدد الضباط السوريين هناك، فتسلم حزب الله زمام الامور فيها، "بعد تأكيد النظام بأنه مخترق في هذه المنطقة، بدليل تسليم موقع تلة الحارة للمعارضة في معركة سابقة".

وتابع: "كان مقاتلو حزب الله والخبير الإيراني يتحضرون لعمل أمني في الجولان ضد أهداف إسرائيلية، فالقيادات التي قتلت في العملية من الخبراء والقادة العسكريين". ويغلب عبدالرحمن أن تكون العملية تمت نتيجة رصد إسرائيلي دقيق لتحركاتهم، بعد الحصول على معلومات عن تحرك هذه المجموعة.