عقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم الاثنين في الرياض اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية، برئاسة دولة الإمارات العربية، لبحث الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتهويدها القدس، وتدنيسها المقدسات، وبحث&إجراءات لوقف التصعيد ضد الفلسطينيين وحماية المقدسات.
&
الرياض: طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي المجتمع الدولي، وبالتحديد مجلس الأمن والأطراف المعنية والمؤثرة بالعمل على إنهاء النزاع وليس الاستمرار في دائرة النزاع، وقال : لقد تدارك مجلس الجامعة على مستوى المندوبين والوزاري واللجنة الوزارية المصغرة التي شكلتها قمة شرم الشيخ برئاسة جمهورية مصر الرئيس الحالي للقمة العربية، خطوات التحرك العربي المقبلة وفي مقدمة ما اتفق عليه مطالبة مجلس الأمن بإقرار نظام خاص لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
&
وتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية في ختام كلمته بالتحية للشعب الفلسطيني على مواقفه الشجاعة في مواجهة عمليات القتل الممنهج والاستيطان والتطهير العرقي التي تتحمل قوات الاحتلال المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عنها، وفي الوقت نفسه لا بد من مضاعفة التحرك والجهود العربية لاستصدار القرار المناسب سواء من مجلس الأمن أو الجمعية العامة حول موضوع حماية الشعب الفلسطيني،&مؤكدا ومجددا على مجلس الأمن وبحكم مسؤولياته السياسية والقانونية والاخلاقية مطالب بإجبار القوات الاسرائيلية على تنفيذ القرار الصادر عنه واحترام اتفاقيات جنيف ووقف عمليات الاستيطان ووقف استهداف المسجد الاقصى والمقدسات الاخرى والاضطلاع بالدور المناط به.
&
وألقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الاجتماع كلمة قال فيها: "يأتي اجتماعنا الطارئ هذا بناءً على التصعيد الخطير الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، والمستوطنون، والجماعات اليهودية المتطرفة، والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس المباركة، حيث تقوم إسرائيل يومياً بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وتنتهك حُرمات المسجد الأقصى ، والمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة دون وازع ٍأو رادع إلى جانب قتل واعتقال المواطنين الفلسطينيينَ، أطفال ونساء وشباب وشيوخ، وتشريد المئات من منازلهم، وهدم الأبنية والمنازل الفلسطينية".
&
وأضاف: "تقع المسؤولية الأولى على إسرائيل في تصاعد أعمال العنف الناتج من احتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية، وإجراءاتها الباطلة بحق الشعب الفلسطيني".
&
فلسطين قضيتنا
وأكد الشيخ عبد الله أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وأن استمرارها دون حلٍ عادلٍ يشكل الجاذب الأساس لقوى الإرهاب والتطرف في المنطقة، كما تظل هذه القضية مفتاح أمن وسِلْم في المنطقة فهي أساس كل التوترات، ولا يسعنا الحديث عن مكافحة الإرهاب ومواجهته، مؤكدا ضرورة عدم إفلات المسؤولين الإسرائيليين والمستوطنين من المسؤولية القانونية إزاء ما ارتكبوا من جرائم بشعة&، محملهم المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم التي تُعَدُّ جرائم الحرب، ويجب تقديم كل مرتكبيها للعدالة الدولية.
&
وأردف قائلا : إننا مدعوون لحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته إزاء ما ترتكبه إسرائيل بهدف تغيير الوضع القائم في القدس من خلال تبني خطاب متطرف ومتوتر وإجراءات لا إنسانية تجاه شعب يرزح تحت احتلال غاشم هناك، ومن هذا المنطلق تتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحالي، ونكرر طلبنا المتمثل في توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني كمطلب عاجل وضروري لحماية شعب أعزل من إرهاب مستعمر، وذلك في ضوء اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949والبروتوكولات اللاحقة لها، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والرفع الفوري لكافة أشكال الحصار الإسرائيلي الجائر على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
&
دور مجلس الأمن
وطالب وزير الخارجية الإماراتي مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته الكاملة لاستصدار قرار لوضع الآليات والإجراءات الكفيلة لضمان حماية وسلامة المدنيين الفلسطينيين، خاصة وأن مجلس الأمن قد أكد في العديد من قراراته انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، أو أن يتم التوجه للدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة لاستصدار قرار ينص على توصيات بتدابير وإجراءات محددة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإقرار نظام حماية دولية.
&
وعد استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار إسرائيل في ممارسة سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي، يسهم في زعزعة الإستقرار والأمن في المنطقة.
&
وفي ختام كلمته أعرب الشيخ عبدالله عن شكره لوزير الخارجية عادل الجبير وللمملكة العربية السعودية بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان على استضافة هذا الاجتماع الذي يؤكد مدى الرعاية التي توليها المملكة بشأن القضايا العربية وخاصة قضية القدس الشرقية.
&
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع صور العدوان من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين وعصاباتهم الاجرامية، كما تواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هجمة شرسة هدفها تهويد المدينة المقدسة وفرض السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً .&
&