تكثفت مؤخرا حوادث اغتيالات استهدفت قيادات في الجيش السوري الحرّ الذي يقاتل قوات الأسد والجماعات المتطرّفة في سوريا. ورغم أن اي جهة لم تعلن وقوفها وراء تلك الاغتيالات، الا أن الاتهام يوجه إلى جيش النظام والتكفيريين.


بهية مارديني: وسط زحمة الأنباء وتراكم الأخبار تمرّ حوادث اغتيالات أعضاء الجيش الحر في الفترة الأخيرة وفي معظم المحافظات السورية، مرورا عابرا رغم تكررها.

نجحت محاولات كثيرة لاغتيال ضباط وعناصر مشهود لهم في استبسالهم في المعارك، ومحاولات فاشلة لاغتيال آخرين، يتهم النظام السوري تارة بتدبيرها، وتتهم جماعات التطرف مثل النصرة وداعش تارة أخرى بالوقوف وراء تلك الاغتيالات.

أواخر الاسبوع الماضي، اغتيل نائب قائد لواء أمجاد الشام، التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أمام أحد حواجز جبهة النصرة، على طريق حزة في الغوطة الشرقية أثناء توجهه لجبهة جوبر الملتهبة شرق العاصمة دمشق.

وأعلن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام "نبأ استشهاد القيادي في صفوفه المعروف باسم أبو زيد قناص" ، وأكد أن عناصر تابعين لجبهة النصرة هم من قام بقتله.

يقال عن أبو زيد قناص أنه أحد أبرز القادة العسكريين الميدانيين في الاتحاد الإسلامي على مستوى الغوطة الشرقية، إذ قاد أغلب معارك الغوطة الشرقية، وآخرها معارك الدخانية، وجوبر ، وقد نجا سابقاً من محاولة اغتيال بعد أن وضع نظام الأسد مكافأة لقتله علما أنه ملازم منشق، وحاصل على شهادة الهندسة اختصاص هندسة شبكات.

من جانبه، أعلن في الفترة الأخيرة "جيش الاسلام" عن اغتيال أحمد فرحان اللحام المعروف بـ"أبي مجاهد" وهو أحد قيادييه، وأول المنشقين عن جيش النظام، بالإضافة إلى شخص آخر لم يتم التعرف إلى هويته، إثر انفجار السيارة التابعة للقيادي اللحام في مدينة الضمير الواقعة في القلمون في ريف دمشق.

النقيب إسلام علوش الناطق العسكري للجبهة الإسلامية قال لوسائل الاعلام انذاك إن عبوة ناسفة كانت ملصقة بسيارة اللحام وتم تفجيرها عن بعد أدت إلى مقتله، وأشار الى أن اللحام هو "من أبرز القادة الميدانيين في لواء سيف الحق التابع للجبهة الإسلامية، وهو أول من انشق عن جيش بشار الأسد في الضمير".

وضبطت كتائب الهندسة التابعة لـ"جيش الإسلام" عبوة كانت موضوعة في سيارة ضابط عمليات في لواء سيف الحق، وهو اللواء ذاته الذي يتبع له فرحان& وأزالتها قبل أن تنفجر.
&
كما قام مجهولون منذ عدة أسابيع باغتيال مدير مكتب المنشقين في "جيش الإسلام" محمد أبو عدس. حيث تصاعدت محاولات الإغتيال في الغوطة الشرقية مؤخراً، وكان أبو محمد نبيل عدس، مدير مكتب تأمين المنشقين في جيش الإسلام، إضافة إلى محمد الحسين ابو الخطاب الشيفوني معاون قائد غرفة العمليّات المركزية في "جيش الإسلام"، اغتيلا دون أن يتم التعرف إلى الجناة وفي ظروف غامضة بالقرب من مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

النقيب عبد الرحمن الشامي المتحدث العسكري لـ"جيش الإسلام" قال عندئذ: "عملية الاغتيال جرت في محيط مدينة دوما بين منطقتي الشيفونية وحوش الضواهرة بعد استهداف السيارة التي يتواجدون فيها وهي من نوع كيا ريو صغيرة، حيث أقدم مسلحون مجهولون على الاقتراب من سيارتهم، وفتح النار عليهم مباشرة من أسلحة خفيفة روسية، ليفارق القياديان الحياة على الفور".

أبو محمد عدس ابن مدينة دوما المنسق الأكبر في سوريا لعمليات انشقاق أكثر من 30 ألف عنصر عن جيش النظام خلال أعوام الثورة السورية، إضافة إلى تأمين سلامتهم ووصولهم إلى ذويهم، في كافة المناطق السورية من حلب وحمص وحماة وادلب ودمشق وريفها وصولاً إلى درعا جنوب البلاد.

وكان يعمل في عدة مناطق متنقلة من البلاد لتأمين هؤلاء المنشقين، فمنهم من ساهم له بالانضمام إلى كتائب الجيش الحر، ومنهم من& ساعده في المغادرة خارج البلاد، ومنهم من بقي في المدينة دون أن ينضم إلى الحراك المسلح ضد نظام بشار الأسد.

اما أبو الخطاب الشيفوني، معاون قائد غرفة العمليات المركزية في "جيش الإسلام"، فكان القيادي الثاني الذي اغتاله المجهولون، وكان قد شارك في معركة كسر الأسوار، وله مهام عسكرية ميدانية مهمة في المعارك القتالية، ووصفه زهران علوش خلال التشييع بالعقل العسكري في إدارة المعارك والتخطيط لها.

كما نعى "جيش الأمة" قائده في مدينة حرستا في ريف دمشق، حسان البيك، الملقّب "أبو عنتر"، والذي قُتِل في ظروف غامضة على أيدي مجهولين.

ونشر المكتب الإعلامي لجيش الأمة، شريطاً مصوراً لجثمان حسان رحيب وهو ممدد.

وقالت مصادر إعلامية إن مجهولين أطلقوا عليه النار في إحدى نقاط القتال في حرستا.

وشهدت أيضا الفترة الماضية اغتيال& قياديّ في "جيش الإسلام" في بلدة الريحان، يوسف عبد الوهاب، الملقّب بـ"أبي صالح أبرار”، على يد مجهولين في البلدة.

أما مركز حماة الإعلامي فقد أعلن عن إغتيال قيادي بارز في "تجمع صقور الغاب" في ريف حماة الشمالي الملقب ب"أبي وضاح" قائد لواء شهداء كفرزيتا التابع لصقور الغاب في ريف حماة على يد مسلحين مجهولين في كفرزيتا في ريف حماة الشمالي.

وفي التفاصيل أن شابّين جاءا إلى منزل أبو وضاح في مدينة كفرزيتا في الريف الشمالي لمدينة حماة ووقفوا معه فترة من الزمن أمام باب منزله، من ثم ليحصل إطلاق رصاص مفاجئ على أبو وضاح من على بعد 2 متر.

وتم إطلاق أكثر من ثماني رصاصات من بارودة روسية استقرت معظمها في صدره ورقبته، متعمدين قتله، من ثم لاذوا بالهروب عبر دراجتهم النارية التي كانت بحوزتهم باتجاه الشمال عبر الطريق الواصل بين كفرزيتا والهبيط، وكان بانتظارهم هناك سيارة من طراز ميتسوبيشي لونها أزرق ومن ثم صعدوا بداخلها وتوجهوا إلى الشمال بإتجاه كفرنبودة ومن ثم بإتجاه الحرش وعابدين.

"أبو وضاح" كان من القياديين البارزين في ريف حماة، وممن ساهموا بعمليات كبيرة على صعيد العمليات العسكرية في ريف حماة .وما زال مسلسل الاغتيالات مستمرا.