يرى غالبية قراء "إيلاف" أن عملية عاصفة الحزم في اليمن ستؤدي إلى إعادة الأمور إلى نصابها في الشرق الأوسط وتعيد توازن القوى لصالح العرب.

القاهرة: بعد تحضير سياسي على المستوى الدولي، قرر الملك سلمان بن عبد العزيز، شنّ ضربات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وذلك بالتعاون مع دول عربية وأجنبية أخرى منها مصر والإمارات والأردن والكويت وقطر، وتركيا وباكستان.

الهدف المعلن من وراء شن حرب "عاصفة الحزم" هو دعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي، وإعادة المتمردين الحوثيين إلى المسار السياسي، إلا أن الهدف الأكبر والأكثر استراتيجية هو إعادة التوازن في ميزان القوى الإقليمية في المنطقة العربية، ووضع حد للهيمنة الإيرانية، لاسيما أن نظام الملالي في طهران استطاع السيطرة على أربع عواصم عربية خلال الأعوام القليلة الماضية، وهي دمشق، بيروت، بغداد وصنعاء، وبات النفوذ الإيراني يشكل خطراً على الأمن القومي الخليجي خصوصاً، والعربي عموماً.

ووفقاً لاستفتاء "إيلاف" وتصريحات خبراء استراتيجيين، فإن عاصفة الحزم أعادت تعديل موازين القوى في المنطقة، لصالح الدول العربية. طرحت "إيلاف" السؤال التالي على قرائها: "هل أعادت عاصفة الحزم تعديل موازين القوى في الشرق الأوسط لمصلحة العرب؟".

وشارك 5003 قراء في الإستفتاء، وقالت الأغلبية وتقدر ب3233 قارئاً، بنسبة 65%، إن "عاصفة الحزم" عدلت موازين القوى لصالح العرب، بينما رأت الأقلية وتقدر ب1770 قارئاً، بنسبة 35% غير ذلك، في إشارة ضمنية إلى أن ميزان القوى مازال مختلاً لصالح إيران.

&كسر شوكة الحوثيين وإستعادة الشرعية في اليمن، هو الهدف المباشر، لكن ثمة أهداف أخرى من وراء "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، تتمثل في تقليم أظافر إيران، وفك حصارها عن الدول العربية، وتوصيل رسالة قوية إلى الدول الغربية الراعية لنظام الملالي في طهران.

عاصفة الحزم مجرد البداية

ووفقاً للخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم، فإن عاصفة الحزم التي هبت على الحوثيين في اليمن، ليست إلا بداية لرياح عربية قوية تعيد توازن القوى في المنطقة، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية جاءت بعد أن زادت العربدة الإيرانية في الدول العربية سواء العراق أو سوريا أو اليمن. وقال لـ"إيلاف" إن الدول العربية لم تكن لتقف مكتوفة الأيدي أمام إنقلاب الحوثيين بمساعدة إيران على الشرعية في اليمن، ولم تكن مكتوفة الأيدي أمام تهديد الأمن الخليجي بشكل مباشر.

وأضاف أن الحوثيين ليسوا إلا ذراعاً لإيران في اليمن، ويعتبرون تهديداً مباشراً لأمن المملكة ودول الخليج، مشيراً إلى أن الهدف الأساس هو إعادة الشرعية في اليمن، وقطع ذراع إيران وإعادة الحوثيين إلى المسار السياسي مع باقي الفصائل اليمنية.

عاصفة الحزم لدرء المخاطر المحدقة

وتعتمد السياسة الخارجية السعودية منذ عقود طويلة على التعقل والتريث في مواجهة الأزمات، إلا أن التهديدات المباشرة للمملكة ودول الخليج استلزمت رداً حاسماً.

&وقال اللواء محمود خلف، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" الأخطار التي تحدق بالدول العربية، لاسيما الخطر الإيراني، بالإضافة إلى أخطار الجماعات الإرهابية، أدت إلى انتهاج سياسة جديدة للمملكة العربية السعودية في مواجهة الأزمات، تقوم على الحزم والتدخل العسكري لحماية الأمن القومي العربي.

ولفت إلى أن التدخل في اليمن من أجل دعم شرعية الرئيس هادي، أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح في المنطقة، وعجل بإنشاء القوة العربية المشتركة، التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

&واعتبر أن "الجيش العربي المشترك" سيكون خطوة مثمرة وبناءة، لمواجهة المخططات الإيرانية فى المنطقة العربية، وردع القوى الغربية التي تتربص بالدول العربية، وسوف يشكل ردعاً أيضاً للجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تفتيت الدول العربية وتدمير جيوشها.

وأوضح أن نجاح السعودية ومصر في تشكيل "التحالف العربي" ضد الحوثيين في اليمن، يؤشر على أن القوة العربية المشتركة سوف ترى النور، وستكون مهمتها حماية الدول العربية من التدخلات الخارجية.

لم تكن "عاصفة الحزم" إلا تتويجاً للتحالف السياسي الذي دشن بين دول الخليج ممثلة في السعودية والإمارات والكويت ومصر في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، التي أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان.

&وقال اللواء مصطفى السيد، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن التحالف العربي الجديد يهدف بالأساس إلى حماية الأمن القومي العربي، وضمان وجود الدول العربية، وضمان استمرارها. وأضاف أن"عاصفة الحزم" شكلت بداية قوية لاستعادة الدول العربية سيطرتها على زمام الأمور في المنطقة، وعدم ترك الأوضاع للقوى الغربية وإيران تسيرها كيفما تشاء.

ولفت إلى أن القرار الذي اتخذ بإنشاء القوة العربية المشتركة، سوف يجعل من الدول العربية مجتمعة قوة رابعة للتصدي لكل من القوى الفارسية والعثمانية والإسرائيلية، وردع أية تهديدات من هذه الدول ضد الأمن القومي العربي.