&أكدت تركيا أن عملياتها العسكرية ضد (بي كي كي) لا تستهدف الأكراد، ولا العرب خلال عملياتها ضد (داعش)، وضرب رئيس الحكومة التركية في تصريحات لافتة على "وتر التاريخ" باستذكاره نتائج الحرب العالمية الأولى التي كتبت نهاية السلطنة العثمانية.
نصر المجالي: أكد رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، خلال استقباله وفدا صحفيا من إقليم كردستان في شمال العراق، يوم الخميس في العاصمة أنقرة، على ضرورة& تكاتف شعوب الشرق الأوسط. وقال: "إنه يوم تعزيز الصداقات، وجلب السلام إلى الشرق الأوسط، ونحن نعتقد بصورة قطعية، بضرورة أن تجتمع الشعوب القديمة للشرق الأوسط".
وأضاف رئيس الحكومة التركية: "لا نريد& قلوبا متمزقة في المنطقة الممزقة، ولا نرغب في رؤية الأجساد المتمزقة بفعل الهجمات الإرهابية لداعش، أو البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري".
ولفت داود أوغلو، في تصريحاته التي نقلتها وكالة (الأناضول) الرسمية التركية، إلى ضرورة التواصل& بين الأطراف المعنية في المنطقة بشكل أكبر، لكسر الأحكام المسبقة، منوها بأن الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، يشكلون وسيلة هامة في تحقيق التواصل.
حملات ممنهجة
وأشار رئيس الوزراء إلى تعرض المنطقة لحملات ممنهجة للغاية بهدف توجيه الرأي العام في بعض الأحيان، بحيث تتحول لمؤامرات ترمي للإيقاع بين شعوب الشرق الأوسط، وتخريب العلاقات بين الدول.
وفي استذكار لافت للتاريخ، وصف داود أوغلو معركة كوت العمارة (بين الجيش العثماني والبريطاني) بالملحمة، إبان الحرب العالمية الأولى، إذ "اجتمعت شعوب الشرق الأوسط للمرة الأخيرة، من أجل كرامة بغداد والموصل وكركوك وأربيل، والسليمانية، والبصرة".
وأضاف: "وبعد ذلك فرقوا بيننا، وفصلوا الصديق عن صديقه والشقيق عن شقيقه، ولم يكتفوا بالفصل بين الدول، بل فصلوا بين المدن أيضا، وقالوا هذه مدينة عربية، وتلك مدينة تركية، وهذه مدينة كردية، وتلك مدينة شيعية، وهذه مدينة سنية".
وأكد داود أوغلو أنه مثلما لم تستهدف تركيا العرب في سوريا لدى ضربها تنظيم داعش، فإنها لم تستهدف الأكراد عندما قصفت مواقع منظمة "بي كي كي" في شمال العراق.
وفيما يتعلق بمسيرة السلام الداخلي الرامية لانهاء الإرهاب وإيجاد حل جذري للمسألة الكردية، نوه داود أوغلو أنه في حال التخلي عن السلاح، ومغادرة المجموعات المسلحة (عناصر بي كا كا) خارج حدود البلاد، مثلما جرى تقديم وعد بذلك، فحينئذ لا تنفذ تركيا أي عملية ضد أي أحد.
الاتحاد الديموقراطي
وإلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تعليقاً على موضوع المنطقة الآمنة شمال سوريا التي سيتم تخليصها من يد تنظيم داعش، إننا نعارض بشكل قطعي دخول قوات الـ " PYD" (حزب الاتحاد الديمقراطي)، إلى تلك المناطق، ولا نريد ذلك، فموقفنا واضح إذ يجب أن تنتشر فيها قوات المعارضة المعتدلة".
وأوضح خلال حوار أجرته معه إحدى القنوات التلفزيونية التركية، أنه من الصواب دخول قوات المعارضة المعتدلة التي تقاتل من أجل وحدة كافة تراب سوريا، إلى تلك المنطقة، مضيفاً " نحن لا نريد دخول الـ " PYD"، وجبهة النصرة والعناصر المتطرفة الأخرى إلى تلك المنطقة، لأن وجودهم هناك ينفي صفة منطقة آمنة عنها".
وأكد الوزير التركي أن سياسة بلاده واضحة للغاية، وأن تصريحهم حيال ذلك غير نابعة من وجود خلافات في الآراء مع الولايات المتحدة الأميركية، وإنما من أجل التأكيد على مدى الوضوح في موقفهم، نافياً وجود أي خلافات مع الولايات المتحدة بشأن انتشار المعارضة المعتدلة في تلك المنطقة، قائلاً " يجب عدم خلق تصور وكأن تركيا والولايات المتحدة تفكران بشكل مختلف فيما يتعلق بذلك، حيث ماكان للإتفاق أن يتم لو أن هناك اختلافات".
العمليات البرية
وفي معرض رده على سؤال حول احتمال القيام بعمليات برية ضد تنظيم داعش، قال الوزير التركي " من غير المتوقع القيام بعملية برية حالياً، ولكن أعتقد بضرورة القيام بعملية برية ضد داعش مستقبلاً في حال اقتضت الحاجة لذلك".
وفي الأخير، ذكر جاويش أوغلو أن برنامج تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة متواصل، لافتاً إلى أن قرابة 100 شخص جديد من قوات المعارضة المعتدلة وصلوا تركيا في المرحلة الثانية من البرنامج، مبيناً أنه قد يكون هناك حاجة لإتخاذ خطوات أخرى في حال تنفيذ استراتيجية شاملة ضد داعش تحقق النتائج المطلوبة.
التعليقات