بينما تفقد العبادي اليوم أثار التفجيرات التي شهدها قضاء المقدادية في محافظة ديالى شرق البلاد الأسبوع الماضي، اتهم عراقيي الخارج بـ "الكوارث" التي تشهدها البلاد لكنه أغفل تحميل "الميليشيات" المسؤولية عنها منددًا بسلاح داعش دون سلاح تلك الميليشيات.. فيما دعته لجنة حقوق الانسان البرلمانية الى تحمل مسؤوليته الكاملة في بسط الامن في المحافظة حفاظاً على السلم الاهلي والمجتمعي.

لندن: زار رئيس الوزراء حيدر العبادي الثلاثاء قضاء المقدادية في محافظة ديالى (65 كلم شمال شرق بغداد) حيث تجول في اسواقها وتحدث الى المواطنين واستمع اليهم وعقد اجتماعا مع اعضاء مجلس المحافظة والمسؤولين المحليين والقضاة ووجهاء وشيوخ العشائر.

وقال في كلمة له "اننا لن نسمح بحمل السلاح خارج اطار الدولة وان اي سلاح خارج هذا الاطار نعتبره سلاحاً لعصابات داعش الارهابية ويحقق اهدافها".. مضيفا "ان الذين يقيمون في العواصم يؤججون الخلافات هم الذين تسببوا بالكوارث وفتحوا الباب لداعش الارهابي ولن ينجحوا في اعادتنا الى المربع الاول ولن نسمح بالتآمر وفتح الابواب مرة اخرى للدواعش لتهجير المواطنين واحتلال المدن" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي من دون ذكر للميليشيات المسلحة التي تنتمي الى احزاب طائفية وترتكب جرائم مذهبية ضد المواطنين اثارت دعوات الى تدخل دولي للحفاظ على حياة المواطنين وأمنهم.

وشدد العبادي بالقول "اننا نعامل المجرم والارهابي بغض النظر عن خلفيته المذهبية والقومية فهؤلاء مجرمون ولا يمثلون المذاهب التي ينتمون اليها".. ودعا "شيوخ العشائر من جميع المكونات في المقدادية الى التلاحم ووأد الفتن في مكانها واشاد بمواقفهم الوطنية وروح الاخاء بين اهالي المقدادية وبالتلاحم والتعاون بين المواطنين واهالي ديالي، مؤكدا ان المقدادية لجميع ابنائها وانني مطمئن عليها واثني على وحدة ابنائها وجهود قواتنا البطلة والحشد الشعبي والمتطوعين في بسط الامن والاستقرار وإعادة الحياة الى طبيعتها في المقدادية" كما اشار مكتبه الاعلامي.

"حقوق الانسان" البرلمانية تدعو العبادي لتحمل مسؤولياته

وقبيل وصوله الى المقدادية فقد طالبت لجنة حقوق الانسان البرلمانية العبادي بضرورة تحمل مسؤوليته الكاملة في بسط الأمن في محافظة ديالى حفاظاً على السلم الاهلي والمجتمعي.

وقالت اللجنة في بيان ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" اليوم ان محافظة ديالى تشهد منذ فترة ليست ببعيدة اعمالا ارهبية الهدف منها إثارة الفتنة الطائفية التي يسعى لها تنظيم "داعش" بعد تعرضه لضربات قاصمة من قبل القوات الامنية خصوصاً وان استهداف محافظة ديالى باعتبارها تضم مكونات أساسية للشعب العراقي هي خطة صحيحة. وأوضحت ان المحافظة تمر اليوم& بأحداث مروعة وخصوصاً في قضاء المقدادية وناحية بني سعد حيث سجل العديد من حالات القتل بحق المدنيين.. منوهة الى انه في ظل هذا الوضع المتردي تراقب اللجنة عن كثب تطورات الاوضاع في المحافظة وتعتبر هذه الاعمال&انتهاكًا صارخًا لحقوق الانسان وهي امتداد لسلسلة أعمال تخريبية حصلت في محافظات بابل والبصرة.

وطالبت لجنة حقوق الانسان النيابية القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العبادي بضرورة تحمل مسؤولياته الكاملة في بسط الأمن في محافظة ديالى حفاظاً على السلم الاهلي والمجتمعي.

وفي وقت سابق اليوم عرقلت مقاطعة نواب القوى السنية انعقادة&جلسة البرلمان العراقي& ما دعا رئيسه سليم الجبوري الى تأجيل جلساته الى الخميس المقبل. وقال الجبوري في كلمة تابعتها "إيلاف" ان ما حدث في محافظة بابل والبصرة وآخرها المقدادية يؤشر الى خطورة الوضع حين يجوب السلاح المتفلت والجماعات الاجرامية الطرق ويهددون أمن المجتمع ويتغلبون على إرادة الدولة ويباشرون التخريب والقتل وتهديم المساجد وتهديد السلم الأهلي ويرفعون السلاح جهارا نهارا بعلم وصمت بل ومشاركة رجال الأمن حينا ويصادرون إرادة الدولة وقرارها في مشهد لا يمكن تفسيره او تبريره الا في إطار الذهاب بالبلد الى المجهول.

وشدد على أن هذه الاوضاع تدعو الى التحرك الجاد لرجال الدولة والكتل السياسية والمؤسسات السيادية وعلى رأسها مجلس النواب باعتباره المعني بتمثيل الشعب والرقابة على اداء مؤسسات الدولة والمحاسبة على ذلك لاتخاذ موقف حاسم وواضح تجاه ما يجري من انفلات وفوضى لم تتوقف على تهديد أمن المواطن العراقي، كما ان&الوزارات الامنية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة يتحملون المسؤولية في توفير الامن والاستقرار لذا نجد لزاماً ان يتم تنفيذ فقرة عرض القيادات الامنية على مجلس النواب للتصويت عليها.

وكانت ميليشيات مسلحة قد اغتالت الثلاثاء الماضي مراسل قناة الشرقية سيف طلال ومصورها حسن العنبكي بالقرب من مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى خلال عودتهما من مهمة صحافية كما قامت بتفجير خمسة مساجد للسنة ومقهى للشباب وعمارة في قضاء المقدادية في المحافظة والذي تقطنه غالبية سنية ما ادى الى مقتل واصابة العشرات.
&