تساؤلات عدة بدأت تُطرح أخيرًا حول سر استمرار وكالة بحوث الفضاء الأميركية "ناسا" في استخدام 3 من قاذفات القنابل "كانبيرا"، رغم أنها تعود إلى خمسينات القرن الماضي.


واشنطن: تتركز التساؤلات حول سر استخدام تلك الطائرات من قِبل وكالة "ناسا" وغيرها من الوكالات الحكومية الأميركية، بعد مرور أكثر من 70 عامًا على إنتاجها إبان فترة الحرب العالمية الثانية.&

خارج التقاعد
لفتت في هذا الخصوص هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن طائرات "كانبيرا"، التي تستخدمها حاليًا وكالة "ناسا" عبارة عن نسخ أميركية (WB-57)، وهي مستوحاة من موديل B-57 الذي صُنِّعَ بموجب ترخيص من جانب شركة تصنيع الطائرات "مارتن" في خمسينات القرن الماضي.&

حيث صَنَّعَت الشركة حوالى 400 طائرة في الفترة بين عامي 1953 و1957. وطائرات ناسا الثلاث هي آخر الطرازات التي لا تزال داخل الخدمة، بعد حوالى 33 عامًا على إحالة سلاح الجو الأميركي طائراته من الطراز نفسه على التقاعد. وتم أخيرًا التقاط بعض الصور لتلك الطائرات الثلاث، وهي تحلق في الوقت عينه فوق هيوستن، حيث يتواجد مقرها الخاص.

قال تشارلز ماليني، الذي يشغل منصب مدير البرامج لأسطول طائرات كانبيرا التابع لوكالة "ناسا"، إن تلك الطائرات "كانبيرا" تعد جزءًا من برنامج ASP التابع للوكالة، والمسؤول عن تزويد الطائرات بنظم دعم بارعة، وتقدم عمليات استخدام بيانات الأقمار الصناعية.

مهام عديدة
تابع ماليني حديثه بالقول إن قدرة تلك الطائرات على التحليق مسافات مرتفعة تجعل منها خيارًا مناسبًا بالنسبة إلى مجموعة من المهام، التي يتركز الكثير منها على دعم أقمار "ناسا" الصناعية.

أضاف أن من بين تلك المهام: اختبارات المعايرة التي تساعد على الحصول على قياسات دقيقة من الأقمار الصناعية، واختبار أجهزة الاستشعار الجديدة قبل إطلاقها إلى الفضاء، والحصول على قياسات من ارتفاعات عالية يمكن التحقق منها بعد ذلك، من خلال مقارنتها بالقراءات التي يتم أخذها من الأقمار الصناعية الموجودة في المدار.&

وسبق لطائرات كانبيرا أن قامت بحمل مجموعة من الأدوات العلمية التي تعنى بقياس كيمياء الغلاف الجوي، ذرات السحاب، الغبار الكوني، رطوبة التربة، ارتفاع الجليد البحري وأكثر.

لا غنى عنها
وقال دافيد كين من متحف سلاح الجو الملكي البريطاني: "أثبتت طائرات كانبيرا أنها ذات تصميم جيد منذ بداية صنعها. كما إن سرعتها تعتبر عالية إلى حد ما بالنسبة إلى نوعية الطائرات القاذفة، وبمقدورها الارتقاء إلى مسافة أعلى من أي طائرة قاذفة أخرى. تلك السمات ربما هي التي تقف وراء استمرار إدراجها في الخدمة حتى الآن".

عاودت "بي بي سي" لتؤكد أن طائرات "كانبيرا" استطاعت أن تثبت مكانتها بفضل تميزها في ما تظهره من أداء عالي المستوى في ما تقوم به من مهمات، وأنه لا توجد خطط للاستغناء عنها في تلك المرحلة، بل هناك نية لتعزيز قدراتها، وقوة تحملها ونظم اتصالاتها.


&


&