اعتقل صلاح عبد السلام المشتبه فيه الاساسي في اعتداءات باريس، التي اوقعت 130 قتيلا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الفار منذ أكثر من أربعة اشهر خلال مداهمة مسلحة للشرطة أدت الى اصابته بجروح طفيفة، في حي مولنبيك بعد ظهر الجمعة، ويتوقع ترحيله الى فرنسا.


بروكسل: اقتيد صلاح عبد السلام احد المشتبه بهم الاساسيين في اعتداءات باريس وأحد شركائه صباح السبت من مستشفى سان بيار في بروكسل، حيث كانا يعالجان، كما اعلن رئيس السلطة التنفيذية في مدينة بروكسل على موقعه على تويتر بدون ان يوضح وجهتهما.

وكان الرجلان اصيبا بجروح طفيفة خلال توقيفهما الجمعة. ويفترض ان تستمع الشرطة وقاض للتحقيق الى افادتيهما بسرعة. وقال ايفان مايور في تغريدة صباح السبت "غادر الارهابيان المفترضان مستشفى سان بيار، والشكر لكل العاملين في المستشفى وقوات الشرطة".

&وكان عبد السلام ملاحقا منذ اربعة اشهر لتورطه في اعتداءات باريس وسان ديني في 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي اوقعت 130 قتيلا. وقال الرئيس فرنسوا هولاند الجمعة انه يتوقع ان تسلم بلجيكا عبد السلام لفرنسا "في أسرع وقت". ومن الجانب البلجيكي لا شك في انه سيسلم لفرنسا. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون "انه امر طبيعي (...) ان يسلم عبد السلام وان يعالج القضاء الفرنسي ملفه".

وكان خبر اعتقال عبدالسلام سرى بين سكان هذا الحي في العاصمة البلجيكية، وتردد "لقد اعتقلوه"، وسط اندهاش السكان لتوقيف "العدو الاول" بعد اربعة اشهر من الفرار في الحي الذي كان يقيم فيه. وصلاح عبد السلام (26 عاما) فرنسي من اصل مغربي، وقد اصيب في ساقه، وأودع مستشفى، بحسب النيابة العامة البلجيكية.

وقال تييري ويرت المتحدث باسم النيابة انه تم ايضا توقيف مشتبه ثان، كان عثر على بصماته في أحد مخابئ منفذي اعتداءات باريس في اوفيلي في جنوب بلجيكا. واوضح انه كان استخدم جواز سفر سوريًا مزيفًا باسم منير احمد الحاج وبطاقة هوية بلجيكية مزيفة باسم امين شكري. كما تم توقيف ثلاثة من افراد الاسرة التي كانت تؤوي صلاح عبد السلام.

وقال الرئيس الفرنسي الموجود في بروكسل للمشاركة في قمة اوروبية في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال انه يتوقع "ان ترد السلطات البلجيكية بأكثر ما يمكن من الايجابية والسرعة الممكنة" على طلب القضاء الفرنسي تسليمه عبد السلام.

وكان هولاند لاحظ ان "من اتاحوا ونظموا وسهلوا" اعتداءات باريس كانوا "اكثر بكثير مما كنا اعتقدنا في وقت ما". وأعلن عن اجتماع لمجلس الدفاع في الاليزيه صباح السبت.

صفعة لداعش

تعقيبا اعلن وزير الداخلية الفرنسية بيرنار كازنوف السبت ان توقيف صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيس في هجمات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الجمعة في بروكسل يشكل "ضربة مهمة لتنظيم الدولة الاسلامية في اوروبا".

وقال اثر انتهاء مجلس الدفاع في الاليزيه ان "عمليات الاسبوع الماضي منعت عددا كبيرا من الاشخاص الذين ثبتت خطورتهم الشديدة وعزمهم التام على ارتكاب الاذى". واضاف "يجب ان يجيب صلاح عبد السلام امام القضاء الفرنسي" عما اقترفه من افعال.&

اجتماع أمني طارئ
إلى ذلك عقد الرئيس فرنسوا هولاند صباح السبت اجتماعًا لمجلس الدفاع لدرس ملف مكافحة "الارهاب" غداة اعتقال في بروكسل صلاح عبد السلام.&وضم المجلس رئيس الوزراء مانويل فالس ووزراء الداخلية والدفاع والخارجية والعدل ورئيس اركان الجيوش وقادة الاجهزة الامنية الرئيسة في فرنسا.
&
وذكرت اوساط الرئيس الفرنسي "ان الهدف اثر اعتقال عبد السلام وعدد من شركائه هو درس العمليات التي تنفذ لمكافحة الشبكات الارهابية في فرنسا واوروبا". واشاد هولاند باعتقال عبد السلام في بروكسل، ووعد بـ"مواصلة" استهداف الشبكات "الجهادية"، معتبرا ان "المعركة لم تنته بعد".&ويستقبل هولاند الاثنين الجمعيات التي تمثل اسر ضحايا الاعتداءات. وقالت اوساط الرئيس "لقد طلبوا استقبالهم، واللقاء سيكون له معنى اكبر بعد اعتقال صلاح عبد السلام".
&
بصمات
يشار إلى أن صلاح عبد السلام منحرف متطرف، لم يسبق له ان قاتل في سوريا، يشتبه في انه كان له على الاقل دور لوجيستي اساسي في اعتداءات باريس التي تبناها "تنظيم الدولة الاسلامية". وكان استأجر قبل ايام من الاعتداءات سيارات وشققا عدة في المنطقة الباريسية لايواء منفذي الاعتداءات.

ومساء 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أقلّ بلا شك انتحاريي ستاد دو فرانس. وتم تحديد انه موجود في باريس. وتخلى عن حزامه الناسف في جنوب العاصمة، وطلب مساعدة صديقين من بروكسل، وفر مجتازًا ثلاثة حواجز للشرطة في طريق عودته الى بروكسل.

لا يوجد اي شيء يقيني بشأن مساره بعد 14 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما أوصله صديقاه الى بلدية شير بيك في بروكسل. وبحسب معلومات صحافية قد يكون امضى ثلاثة اسابيع مختبئًا في الشقة التي عثر فيها محققون على بصمته في كانون الاول/ديسمبر. والجمعة بحسب رواية مسؤول محلي في حي مولنبيك &"بعد طلقات التحذير المعهودة قامت الشرطة بعملية الدهم" ثم "فر شاب صغير الحجم يرتدي قبعة (..) قبل ان يصاب وينقل بسيارة اسعاف".

تسارعت المطاردة هذا الاسبوع، بعد اكتشاف شرطيين ثلاثة مسلحين في شقة لا ماء فيها ولا كهرباء في بلدية فورست المحاذية لمولنبيك. واطلق المسلحون النار بلا تردد على الشرطيين من كلاشينكوف وبندقية لمكافحة الشغب، فاصابوا اصابات طفيفة اربعة منهم، وذلك قبل ان يقتل احد المسلحين، في حين تمكن اثنان آخران من الفرار، "وهما موضع ملاحقة" بحسب النيابة البلجيكية.

وعثرت الشرطة سريعا على "بصمات" عبد السلام في الشقة. واكتشفت ايضا سريعا ان القتيل هو الجزائري محمد بلقايد، الملاحق "على الارجح" لتقديمه دعما لوجستيا لمنفذي اعتداءات باريس تحت اسم مستعار هو سمير بوزيد. وعثرت الشرطة في الشقة على علم اسود و11 مخزنا لسلاح كلاشينكوف والعديد من الذخائر.

هويات مزورة

وتحت اسم سمير بوزيد نقل القتيل 750 يورو من بروكسل الى حسناء ايت بولحسن قريبة احد قادة الاعتداءات البلجيكي عبد الحميد ابوعود الذي قتل وقريبته في 18 تشرين الثاني/نوفمبر في هجوم الشرطة على شقة في سان دوني في شمال باريس.

جاب صلاح عبد السلام اوروبا طولا وعرضا في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر. وتمت مراقبته على الحدود النمسوية المجرية في 9 ايلول/سبتمبر 2015 تحت اسم سمير بوزيد، وفي الثالث من تشرين الاول/اكتوبر في اولم في المانيا تحت اسم امين شكري.

كما تمت مراقبة سفيان كيال، الذي قدم بطاقة هوية مزورة في 9 ايلول/سبتمبر تمامًا مثل محمد عربيني (30 عاما) الذي صور في 11 تشرين الثاني/نوفمبر في محطة بنزين على الطريق السريعة بين باريس وبروكسل برفقة صلاح عبد السلام. تم تنفيذ عملية واسعة النطاق بعد ثلاثة ايام من اعتداءات باريس في حي مولنبيك في بروكسل في محاولة للقبض على صلاح عبد السلام.

في هذه البلدية التابعة لبروكسل التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين اقام عدد كبير من منفذي اعتداءات باريس على غرار اباعود والاخوين عبد السلام وهم اصدقاء طفولة. وشقيق صلاح ابراهيم كان ضمن المسلحين الثلاثة الذين نفذوا هجوما داميا على مقاه وحانات باريسية عدة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وفجر نفسه لاحقا امام مقصف. ودفن الخميس في مربع مخصص للمسلمين في مقبرة في شمال بروكسل.

&

&

&