دخل زعيم التّيّار&الصّدريّ مقتدى الصّدر إلى المنطقة الخضراء المحميّة وسط بغداد، وأعلن اعتصامه فيها بمفرده داعيًا أنصاره المعتصمين إلى البقاء خارجها، مؤكدًا على سلميّة الاعتصامات وبقائها كذلك إلى النّهايّة، فيما انضمّ إليه في الاعتصام صالح المطلك نائب رئيس الوزراء السّابق.

لندن:&دخل زعيم التّيار الصّدري مقتدى الصّدر عصر الأحد، إلى داخل المنطقة الخضراء، مركز الحكومة العراقيّة ومقرّ الرّئاسات الثّلاث، ترافقه مجموعة من أنصاره، مؤكدًا بالقول "أنا ممثل الشّعب وسأعتصم داخل الخضراء بمفردي".&وزار الرّئيس&العراقي فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري الصّدر في خيمته.

وظهر الصّدر في لقطات تلفزيونيّة جالسًا على كرسيّ داخل المنطقة الخضراء، يحيط به عدد من أنصاره، داعيًا أتباعه&إلى الطّاعة والالتزام باعتصامهم خارجها، والذي كان قد بدأ في 18 من الشّهر الحاليّ.

وقال الصدر في كلمة متلفزة مخاطبًا أنصاره "انا اعتصم داخل المنطقة الخضراء، أمثّل الشّعب العراقيّ، وانتم اعتصموا أمام أبوابها، وكونوا مطيعين. أنا أمثّلكم في الداخل، وأنتم في الخارج"، وطلب منهم عدم&مغادرة الاعتصام. وأشار إلى أنّ مشروع الإصلاح مهم جدًّا، بل هو الاهم حاليًّا، وأَضاف&"نحن رفعنا راية الإصلاح السياسيّ والحكوميّ، فلنعمل معًا&من اجل إنجاح هذا المشروع".

ثمّ قال&إن الجميع في المنطقة الخضراء راهنوا على ثلاثة امور، بينما أنتم&راهنتهم على ثلاثة، مشيرًا&إلى أنّهم راهنوا على عدم وجود الفقر في العراق وأنّ الجميع أغنياء بينما أنتم&راهنتهم على أنّ الجميع في حاجة وفقر.. هم راهنوا على عدم وجود الفساد، بينما أنتم&راهنتهم على وجوده. هم راهنوا على عدم انضباطكم، بينما أنتم&راهنتهم على أنّكم منضبطون.

وشدّد الصدر على ضرورة بقاء المعتصمين في المنطقة الخضراء، وعدم مغادرة أماكنهم. وأضاف مخاطبًا إيّاهم "اطلب منكم الاستمرار في التّنظيم العالي والرّاقي،&واطلب منكم الاستمرار من أجل إنجاح هذا المشروع. ومن يقول حرفًا واحدًا،&فإنه سيخرب المشروع وسيكون خائنًا لي وللعراق".&وأكّد على بقاء الاعتصام بشكل سلميّ قائلاً "اعتصاماتنا سلميّة، وستظل كذلك للنهاية".

وستخرج تظاهرات في جميع أنحاء العراق غدًا دعمًا لاعتصام الصّدر ومشروعه الاصلاحي.

والجدير ذكره، أنّ&الصدر قد زار اللّيلة الماضية&خيم الاعتصامات المقامة امام بوّابات المنطقة الخضراء، وذلك فور وصوله إلى بغداد قادمًا من مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مقر إقامته، حيث حيّا المعتصمين، ودعاهم إلى الثّبات، لحين تحقيق جميع الإصلاحات، والقضاء على الفاسدين، في وقت انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف خلال ذلك في المناطق المحيطة بالخضراء وقطعت جسر الجمهورية المؤدّي إليها.

المطلك ينضمّ إلى اعتصام الصّدر والشّيعيّ في اجتماع طارئ &

ومن جهته، أعلن نائب رئيس الوزراء السابق رئيس جبهة الحوار الوطنيّ صالح المطلك انضمامه إلى اعتصام الصّدر في خيمته داخل المنطقة الخضراء.

ومن جهتها، صعّدت القوات الامنية من إجراءاتها الأمنيّة، وأغلقت جسر الجمهوريّة المؤدّي إلى الخضراء وسط انتشار أمنيّ مكثّف قرب المنطقة الخضراء. كما أعلن التّحالف الشّيعي عن اجتماع عاجل اللّيلة، لبحث التّطوّرات الأخيرة في أزمة الإصلاحات والتّغيير الوزاريّ.

وكان مقرّرًا أن يعقد الصدر مؤتمرًا صحافيًّا، عقب زيارته للمعتصمين، يعلن فيه تمديد فترة الاعتصام، إثر انتهاء مهلة حدّدها لرئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، بهدف إعلان حكومة التّكنوقراط، لكنّه ألغى المؤتمر.&

وطالب الصدر الجمعة الماضية العبادي بإعلان حكومة التكنوقراط السبت وتقديم حزمة اصلاحات مُرضية للشعب العراقي، مُهدّدًا بوقفة احتجاجات، ومحذّرًا النّواب من معارضة الاصلاحات.

وتمنى في رسالة وجهّها إلى المتظاهرين والمعتصمين، وقرأها الشيخ أسعد الناصري إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة، على العبادي الخروج السبت "بإصلاحات جديدة مقنعة للشعب نحو حكومة تكنوقراط مستقلة وبوزراء جدد مرضيين للشعب لا للكتل التي تتصارع من أجل بقائها، ومن أجل هيمنتها على مقدّرات الشّعب المظلوم". وتوعّد الصدر جميع البرلمانيّين الّذين لن يصوّتوا على حزمة الإصلاحات بجعلهم "عبرة لمن اعتبر"، بحسب قوله.&

وتسلم العبادي الخميس الماضي، قائمة ترشيحات الصدر لوزراء حكومة التكنوقراط المنتظرة، وأكد مكتبه أنّه سيتم التّعامل إيجابيًّا&معها ومع التّرشيحات الأخرى، حيث سيقوم العبّادي بتقديم قائمة بالتّعديلات الوزاريّة إلى مجلس النّوّاب خلال الأسبوع المقبل.

وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قد تسلّم الاربعاء قائمة ترشيحات الصّدر لحكومة التكنوقراط المنتظرة من أجل التصويت عليها، مؤكدًا اهتمامه بالأسماء الّتي تضمنّتها القائمة، ومعتبرًا أنّها جزء من جهود الإصلاح. ومن المقرر أن يطرح العبادي بشكل مبدئي الاسبوع الحالي أسماء تسعة وزراء جدد على البرلمان للتّصويت عليهم.
&