كشف زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، عن تلقيه تهديدات بالقتل، مؤكدًا عزمه الوصول إلى متظاهري الاحتجاجات غدًا واقتحام أسوار المنطقة الخضراء إذا لم تتحقق الإصلاحات.. فيما أكد العبادي أن الفساد ساهم باحتلال داعش للاراضي العراقية، وقال إن الشعب عانى من الارهاب والفساد بسبب تشكيلة الحكومة التي أصبحت لمصلحة الكتلة وليس لمصلحة البلد.

لندن: دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر المواطنين في بيان اليوم، اطلعت على نصه "إيلاف"، لان تكون تظاهراتهم في بغداد عند ابواب المنطقة الخضراء ومقرات مجالس المحافظات غدًا غاضبة ولكن سلمية.

وأكد لهم أنه سيحاول الوصول اليهم ومشاركتهم احتجاجاتهم رغم تلقيه تهديدات بالقتل لم يكشف مصدرها أو الجهة المسؤولة عنها.. لكنه قال "إذا لم أتمكن فأسألكم الدعاء والفاتحة ومنكم ومن الله العذر".

وأشار إلى أنّ الدخول إلى المنطقة الحمراء في إشارة إلى المنطقة الخضراء المحمية مقر الادارات العليا للبلاد والسفارات الاجنبية بوسط بغداد سيكون بعد انتهاء المهلة التي حددها لانجاز الاصلاحات والبالغة 45 يومًا، وليس خلال هذا الأسبوع، آملاً بأن "لا تنتهي المهلة دون إصلاح جذري".. واضاف قائلاً "شكرًا لكل من ناصر العراق بالتظاهر السلمي ودعم مشروع الإصلاح الشامل".

وقدم ست توصيات إلى المتظاهرين غدًا قائلاً: "هذه مجمل توصيات أضعها بين أيديكم أيها الثائرون الأحرار وأيها الوطنيون الشجعان". وأشار إلى أنّ "التنظيم في الجمعة السابقة كان أكثر من رائع فاستمروا عليه".. محذرًا من الاعتداء على احد وانما تكون التظاهرة غاضبة بصفة سلمية.

وأكد الصدر في توصياته على ضرورة ان تكون الهتافات والشعارات واللافتات للعراق فقط، وقال "أي شخص أو أي مجموعة تخالف فهي ليست منكم وحاولوا إبعادها بالطرق اللائقة".

وكان مئات الآلاف من انصار التيار الصدري تظاهروا الجمعة الماضي في ساحة التحرير وسط بغداد بحضور الصدر دعماً لمشروعه الاصلاحي الذي دعا فيه إلى تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب السلطة والتحزب برئاسة رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي وفريق سياسي يضم سياسياً وطنياً مستقلاً وقاضياً معروفاً بحياديته مهددًا بسحب الثقة من الحكومة في حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يوماً.

وكانت تقارير أشارت الاحد الماضي إلى فشل خطة لاغتيال الصدر لدى خروجه من ساحة التحرير بعد القائه كلمة بمتظاهري الجمعة الماضي. وقالت إن ثلاثة مجاميع مسلحة تدربت في ايران كانت تنتظر خروج الصدر من ساحة التحرير لاستهداف موكبه بأسلحة صاروخية وقاذفات قنابل إلا أن الأخير وبعد إلقاء كلمته طلب من أنصاره تأدية الصلاة كل في منطقته قبل أن يغادر المكان سريعًا بحماية موكب من 15 سيارة مصفحة.

وقبل أيام، شهدت محافظة الكوت جنوب شرق العراق إحراق صور الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر ووالده الراحل والاعتداء على مقرات الصدريين في بعض مناطق المحافظة من قبل جهات شيعية قيل إنها "مجهولة"، فيما وعدت شرطة المحافظة بفتح تحقيق في تلك الاعتداءات التي وصفتها جهات شيعية بـ "محاولات لشق المذهب".

وأثارت تهديدات الصدر باقتحام المنطقة الخضراء موجة من رد الفعل والحراك السياسي لا سيما بين الأحزاب الشيعية الموالية لايران، والتي تهيمن على المناصب الحكومية ومفاصل الدولة.
&
العبادي: الحكومة أصبحت لصالح الكتل وليس الشعب

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الفساد الذي نخر جسد الدولة العراقية هو من ساهم باحتلال عصابات داعش للاراضي العراقية إلى جانب المؤامرة التي حدثت حينها.

وقال العبادي، في كلمة بمؤتمر التلاحم الوطني لتحرير المناطق الغربية في بغداد اليوم الخميس، إن البلد مقبل على عهد من الانتصارات والاصلاحات، وأن الشعب والجماهير الغاضبة ضد عصابات داعش وضد الفساد تقف معنا.

وحذر من أن الفساد يحاول ان يعرقل أي حركة اصلاحية وانتصارات.. مشددًا على ان الفساد الذي نخر جسد الدولة العراقية هو من ساهم باحتلال عصابات داعش للاراضي العراقية إلى جانب المؤامرة التي حدثت حينها.

وقال "وضعنا اولوية عند بدء عملنا ونجحنا فيها من خلال التحول من الدفاع إلى الهجوم، وها نحن نحقق الانتصارات، واليوم قواتنا البطلة رفعت العلم العراقي شرق الثرثار، وان هذه الانتصارات ستستمر ولن تتوقف وسيتم تحرير غرب الانبار بالكامل وسنكون معكم هناك".

وشدد على انه "لا احد يستطيع ان يمنع عراقيًا من المشاركة بتحرير أرضه لان مصلحة البلد ومصلحة الشعب وقواته هي الاهم بالنسبة لنا، فالتدخل السياسي يجب ان لا يكون مع العمل العسكري ولن اسمح بأن يعرض هذا التدخل قواتنا إلى خطر من اجل ارضاء هذا الطرف او ذاك".

ودعا إلى تشكيل كتلة عابرة للطائفية والمناطقية والمكوناتية وتكون لجميع العراقيين.. وقال: "لقد لمسنا والحمد لله وسمعنا تجاوبًا مع هذه الدعوة". وأشار إلى أنّ البلد خسر 85 بالمائة من ايراداته النفطية نتيجة انهيار اسعار النفط، "ونواجه تحديات صعبة الا اننا نحقق الانتصارات ونعمل على اصلاح الاوضاع".

وأضاف أن "الشعب العراقي والجماهير الغاضبة عانوا من الارهاب والفساد بسبب تشكيلة الحكومة".. مشيرًا إلى أنّ "هذه التشكيلة اصبحت لمصلحة الكتلة وليس لمصلحة البلد".

وشدد بالقول: "لا طريق امامنا إلا بالعمل سوية والتقدم إلى الامام بالرغم من الخلافات فوحدتنا مصدر قوة للجميع وسنخرج اقوى والبلد والجميع سينتصر اما تفرقنا فسيؤدي لا سامح الله إلى الفشل وسيفشل الجميع وسيتضرر البلد والمواطن".

واليوم، اعلنت خلية الاعلام الحربي عن تحرير جزيرة سامراء شمال غرب بغداد، بعد مقتل 167 عنصرًا لداعش وتدمير مقرات واسلحة للتنظيم خلال العملية التي انطلقت الثلاثاء الماضي.

واجملت الخلية نتائج عمليات أمن الجزيرة لقيادة عمليات سامراء المكونة من الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي، ومن خلال محاور العمليات الثلاثة، بتدمير 13 عجلة مفخخة و32 عجلة تحمل رشاشات أحادية و15 مقرًا للدواعش و8 أكداس عتاد ودراجات نارية وقتل 167 عنصرًا لتنظيم داعش.