تشهد جامعة صنعاء، وهي اكبر واهم جامعات اليمن، اشكاليات عديدة تسببت بها بعض الميليشيات التي تحاول السيطرة عليها، فيما برزت دعوات إلى تعليق العملية التربوية والتعليمية احتجاجًا.

صنعاء: حذّر أكاديميون في جامعة صنعاء من قيام الميليشيات بالتدخل في كل شاردة وواردة في الجامعة، مما ادى الى اغلاق شبه كامل للجامعة بسبب اضراب عام مستمر منذ اسابيع.

ودعت الهيئتان الإداريتان لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، بالإضافة إلى نقابة الموظفين ورئاسة الجامعة، الى تعليق العملية التربوية والتعليمية بالجامعة احتجاجًا على قرارات أصدرها أخيرًا نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبد الله الشامي، تقضي بتكليف أشخاص جدد بدلاً من رئيس الجامعة ونوابه المعيّنين بقرارات جمهورية.

وقد قوبلت هذه القرارات برفض واسع، مما أدى إلى حالة شلل في الحركة التعليمية داخل الجامعة، حيث علّقت الدراسة تمامًا في بعض الكليات، وجزئيًا في كليات أخرى.&

وكان مجلس جامعة صنعاء ونقابتا أعضاء هيئة التدريس والموظفين، قد أعلنت خلال جلسة استثنائية عُقدت أواخر الشهر الماضي، أنّ قرارات الحوثيين الذين يسيطرون على الوزارة "مرفوضة شكلًا ومضمونًا، وكأنّها لم تكن"، وقد وصفتها بـ"الإجراءات الإقصائية التي تمسّ قيادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم والموظفين في المرحلة والظرف الحساس"، وهدّدت بأنّ من يقف خلف فرض هذه القرارات سوف يتحمّل المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب عليها.

تعسف الميليشيات&

إلى ذلك، قال أحد اساتذة الجامعة لـ"إيلاف"، إن "ميليشيات الحوثي تنشر الرعب والخوف بين منتسبي الجامعة من اساتذة وطلاب معًا، وتسعى الى العبث بكل جميل في الحياة الاكاديمية داخل الجامعة".

وأضاف الاستاذ &محمد &شميري قائلًا: "تحاول الآن الميليشيات فرض قيادة جديدة للجامعة لا تمتلك الصفات الاكاديمية المطلوبة لتحمل مسؤولية الجامعة، وكل ما تملكه هو الولاء المطلق لفكر وسياسة الحوثي، وهو الامر الذي اثار استياءً واسعاً بين مئات من اساتذة الجامعة الذين يرفضون سيطرة الميليشيات عليها".

وتطرق شميري الى سلسلة من "الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المسيطرة على العاصمة صنعاء"، وقال: "هذه العصابات لم تحترم حتى الحرم الجامعي، فقد نشرت عسكرها ومخبريها بين اوساط الاساتذة والطلاب، وتنشر الفوضى والرعب، وتعمل للسيطرة على جميع كليات الجامعة من خلال تعيين اشخاص موالين لها في قيادة الجامعة وكلياتها المختلفة، وهناك عدد من الانتهاكات التي قامت بها الميليشيات داخل الحرم الجامعي، من اعتقال اساتذة &الجامعة بسبب مواقفهم السياسية المناهضة للانقلاب، أو بسبب اعتراضهم على تدخل الميليشيات في السياسة التعليمية، حيث اختطفت العديد من الأساتذة، منهم البروفسور عبد الله السماوي، ورئيس نقابة التدريب الدكتور محمد الظاهري، فيما تعرض آخرون للاعتداء بالضرب المبرح، كما قام عناصر الحوثي باقتحام عدد من الكليات الجامعية في الاشهر القليلة الماضية، ولعل آخرها حادثة اقتحام كنترولات في بعض الكليات لفرض مسؤولين عليها بالقوة، وكذلك التلاعب بدرجات الامتحانات، وهو ما يسيء الى الجامعة والشهادات العلمية التي تصدر عنها".

تدخلات سافرة&

وفي هذا الإطار، اكد الطالب &الخضر الحميري، من طلاب كلية الاداب، أن الوضع في الجامعة اصبح لا يطاق بسبب "التدخلات السافرة والمستمرة من قبل ميليشيات الحوثي التي تعمل على تعكير الجو التعليمي داخل الجامعة".

وأشار الحميري لـ"إيلاف"، الى أن "الميليشيات تسعى الآن للسيطرة على المجلس الطلابي لجامعة صنعاء، وكذلك التلاعب بدرجات ونتائج الطلاب"، مشيرًا الى قيامهم بـ "مراقبة وملاحقة طلاب الجامعة الذين يتصدون لتدخلات الميليشيات في شؤون الجامعة".

وكشف الحميري عن اعتزام الطلاب إطلاق حملة تضامنية مع أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء هذا الاسبوع، نظرًا&لما يتعرضون له من اعتداءات.

وفي استفزاز جديد، "اقتحمت ميليشيا الحوثي، امس الاثنين، كليتي الإعلام والتربية بجامعة صنعاء، لفرض عمداء بالقوة، وسط استمرار إضراب نقابة أعضاء هيئة التدريس"، بحسب ما أوضحت بعض المصادر الطلابية.

وقالت المصادر: "إن رئيس جامعة صنعاء المعيّن من قبل الحوثيين، فوزي الصغير، اقتحم مع عدد من مسلحي الجماعة كليتي الإعلام والتربية، حيث قاموا بفرض عمداء بالقوة، وسط استمرار إضراب نقابة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة".

الاشتراكي يستنكر&

واستنكر الحزب الاشتراكي اليمني، ثالث اكبر حزب يمني، "الاجراءات التي تتبعها جماعة الحوثي في جامعة صنعاء بتغييرها لقيادة الجامعة وعمداء عدد من الكليات في الجامعة".

وقال بيان عن الامانة العامة للحزب، "إن ما اتخذته جماعة الحوثي من قرارات بتغيير قيادة الجامعة يتعارض تعارضًا صارخًا مع استقلالية العمل الاكاديمي ويعدّ تدخلاً سافرًا في العملية التعليمية التي يجب على كل الاطراف أن تنأى عنها وعدم اقحامها والزج بها في الصراعات السياسية".

وأعلن البيان تضامن الحزب مع نقابتي هيئة التدريس وموظفي الجامعة في رفضها للقرارات التي وصفتها بغير الشرعية، مؤيدًا التحركات السلمية والخطوات التي اتخذتها قيادة النقابتين في تعبيرها السلمي والمشروع الرافض لتلك القرارات والتدخلات في العمل الاكاديمي بالجامعة.

وشدد البيان على احترام الحرم الجامعي باعتبارها صرحًا علميًا ومكانًا مقدسًا لا يجوز اقتحامه بالقوة المسلحة وفرض تعيينات تخالف الدستور والاعراف الاكاديمية، داعيًا كافة المهتمين والناشطين التصدي لمثل هذه التعسفات ورد الاعتبار للحرم الجامعي والتضامن مع اعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

كما دعا "جماعة الحوثي الى الكف عن مثل هذه التصرفات التي اضرت بالعملية التعلمية وتسببت في ايقافها داخل الجامعة"، محملًا "جماعة الحوثي مسؤولية وتبعات الاستمرار في فرض هذه القرارات باستخدام القوة".

يذكر أن جامعة صنعاء هي أول جامعة افتتحت في اليمن الشمالي (قبل وحدة شطري اليمن عام 1990), وتضم حاليًا أكثر من 124 تخصصًا وشعبة علمية يدرس فيها ما لا يقل عن ثمانين ألف طالب وطالبة،&وقد أنيط بالجامعة مهمة إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة التي تسهم في عملية التنمية بمختلف المجالات، ولأهمية دور الجامعة فقد تم إنشاء العديد من الكليات الفرعية في عدة محافظات منها (تعز، اب، ذمار، عمران، مارب، الحديدة)، حيث أصبح البعض منها جامعات مستقلة.&
&
&