أعلنت منظمة الهجرة الدولية اليوم عن تخطي عدد النازحين العراقيين رقم 3.4 ملايين شخص بسبب استمرار النزاع والعمليات العسكرية لمواجهة تنظيم داعش وحذرت من خطر نفاد&الموارد الانسانية لدعمهم مؤكدة ان الحاجة الى موارد اضافية أصبحت ملحة لمساعدة هؤلاء النازحين.

&إيلاف من لندن: قال مكتب الامم المتحدة في العراقي "يوناني" في تقرير تسلمته "إيلاف" الثلاثاء ان أحدث مصفوفة لتتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في العراق أحصت&3,418,332 عراقيًا نازحًا داخلياً (569,772 أسرة) ، من 1 كانون الثاني (يناير) عام 2014 وحتى 31 آذار(مارس) عام 2016 آخذةً في الاعتبار المعلومات المتاحة ومنهجية مصفوفة تتبع النازحين.&

وقد رفع الفريق القطري للأمم المتحدة الارقام المستخدمة لأغراض التخطيط للإستجابة الانسانية من 3.3 ملايين الى 3.4 ملايين فرد&نازح داخلياً. وتم ما بين 2 و31 آذار عام 2016 تسجيل زيادة في النزوح في محافظتي الأنبار (48,378 فرداً) وصلاح الدين (23,718 فرداً) بسبب العمليات العسكرية الجارية.&

&وإعتباراً من 31 آذار 2016 فإن مجمل السكان النازحين المبلغ عنهم هم من ثماني&من محافظات العراق الثماني&عشرة ومعظمهم في الأصل من محافظتي الأنبار (43% أو 1,486,866 فرداً) و نينوى (33% أو 1,125,414).&
&ويشير التقرير الى أن الأنبار تشهد حالياً تحركات سكانية متعددة بسبب الصراع المستمر، بما في ذلك قضاء هيت.. فيما لُوحِظ تدفق متكرر للنازحين من هيت الى الرمادي حيث تم تحديد أكثر من 30,000 فرد&نازح في شهري آذار و نيسان. وأدى هذا الوضع المتأزم الى إزدياد النزوح الداخلي الذي يؤثر على بعض المناطق في قضاء الرمادي.

واوضح انه منذ بداية شهر آذار حددت مصفوفة تتبع النزوح في محافظة الأنبار حوالي 71,000 عائد (11,800 أسرة) والذين عادوا الى مناطق سكناهم المعتادة في قضاء الرمادي من داخل وخارج محافظة الأنبار.. وقالت إن 6,726 فرداً (1,121 أسرة) منهم عادوا ما بين 11و 16 نيسان. وستواصل المنظمة الدولية للهجرة مراقبة الوضع العام وأعداد النازحين والعائدين في الرمادي والأنبار عن كثب.. وكذلك&نزح 2,538 فرداً (489 عائلة) من قرى واقعة في جنوب غرب مخمور في محافظة نينوى في 26 آذار وحتى 18 نيسان. وهذا النزوح الاول الذي تم رصده منذ بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل والقرى المجاورة.

واضاف تقرير البعثة الاممية في العراق أن ما مجموعه 553,104 أفراد&عادوا الى مواطنهم الاصلية في ارجاء العراق. وكانت محافظة صلاح الدين هي الاعلى بين العائدين بعودة 262,074 فرداً. وذكرت التقارير من نينوى وديالى عودة اعداد كبيرة (131,766 و 118,404 على التوالي) بسبب تحسن الاوضاع الامنية بصورة رئيسية.

الحاجة لموارد إضافية أصبحت ملحة لمساعدة النازحين&

وقال توماس لوثر فايس رئيس المنظمة الدولية للهجرة "المنظمة الدولية للهجرة قلقة بشكل بالغ بسبب النزوح الاخير والقائم في ارجاء العراق بوجود 3.4 ملايين شخص عراقي نازح الآن ونفاد&الموارد الانسانية فإن الحاجة الى موارد اضافية اصبحت ملحة لمساعدة النازحين العراقيين حيث أُجبر الكثير منهم على مغادرة منزله حال اشعارهم بذلك، لهذا فهم بحاجة الى دعم شامل. ستواصل المنظمة الدولية للهجرة تعاونها مع فريق الامم المتحدة القطري والشركاء في المجال الانساني والسلطات الحكومية وجهاتنا المانحة لمساعدة السكان النازحين في عموم البلد".

وقد قامت المنظمة الدولية للهجرة بالتنسيق مع فريق الامم المتحدة القطري بتطوير حزمة المعلومات لمصفوفة تتبع النزوح وذلك لتقديم تحديث&شامل&حول أوضاع النازحين في العراق،حيث تم تمويل مصفوفة تتبع النزوح من قِبل مكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الاميركية.

والشهر الماضي وافق البرلمان الياباني على منح العراق مبلغاً قدره 105 ملايين دولار ضمن ميزانية الدعم الإنساني للنازحين.

وكانت الدول المانحة قد أوقفت مساعداتها المالية للعراق في آب ( أغسطس) عام 2015 نتيجة الفساد المستشري في المؤسسات العراقية، والذي أثار عاصفة من الفضائح المتتالية حول ملفات فساد وغسل أموال وتلاعب بالمبالغ المخصصة للنازحين العراقيين.

ويعاني النازحون العراقيون داخل البلاد ظروفاً معيشية قاسية بسبب شح الغذاء والدواء وأماكن السكن غير الملائمة مثل الخيم&المتهالكة والهياكل قيد الإنشاء التي تفتقر إلى الخدمات الإنسانية والصحية ما سبب تفشياً للأمراض والأوبئة تبعه وفاة عشرات النازحين أغلبهم أطفال وكبار سن ومصابون بالأمراض المزمنة.

وكان مسؤول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة علي بيبي دعا مؤخرا الدول المانحة لدعم النازحين العراقيين، معتبراً أن النازحين بحاجة لدعم كبير واستثنائي. ومن جانبها أبدت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي واليابان استعدادها لدعم صندوق إعادة بناء المحافظات العراقية المدمرة ومنها محافظة الأنبار.